«ريتز كارلتون» الرياض.. أفخم سجن بالعالم

الأحد 17 ديسمبر 2017 06:12 ص

من أفخم فنادق العاصمة السعودية الرياض إلى أفخم سجن في العالم.. هكذا تحول فندق «ريتز كارلتون» الرياض، ذي النجوم الخمس، حيث يقبع الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولون السابقون السعوديون، تحت مزاعم مكافحة الفساد.

يقع الفندق في طريق الهدا، قرب الحي الدبلوماسي، بمحازاة مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات.

الفندق الذي اختار شعار «اشعر كأنك نجم»، لما يقدمه من خدمات متميزة، تحول بعد ليلة 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لأفخم سجن للأمراء ورجال الأعمال، وامتنع عن استقبال الزوار.

صمم مبنى الفندق ليكون قصرا للضيافة الملكية واستقبال الشخصيات البارزة ورؤساء الدول، وتعكس هندسته المعمارية الفخمة تصاميم القصور التقليدية والمنازل العربية، وهو لا يشبه أيا من فنادق «ريتز كارلتون» الأخرى.

 

 

 

 

أقام في الفندق نفسه، قبل تحوله إلى سجن، الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في مايو/أيار الماضي، خلال زيارته للمملكة.

يمتلك الفندق مجموعة «ماريوت» العالمية، وتعتبره العائلة المالكة السعودية، فندقها الرسمي.

يقع الفندق على مساحة تتجاوز 213 ألف متر مربع، وتحيط به حدائق غنية بالنخيل المحلي، وأشجار الزيتون اللبنانية، التي يعود عمر بعضها إلى 600 عام.

ويتميز الفندق بتصاميم داخلية فريدة، دات مداخل ومخارج مقوسة، وممرات رخامية، ويشكل بهو الفندق صالونا غير رسمي للمسؤولين الحكوميين والاستشاريين ورجال الأعمال البارزين، وذلك لتناول الشاي في القاعات المزينة بتماثيل الخيول البرونزية.

يحتوي الفندق على تسعة طوابق و493 غرفة، منها 49 جناجا ملكيا، على مساحة 425 مترا مربعا لكل جناح.

كما يضم الفندق 50 جناحا على مساحة 95 مترا مربعا لكل جناح.

يستضيف الفندق أكبر القمم والأحداث الدولية، وتبلغ مساحة قاعاته نحو 5 آلاف و800 متر مربع، فضلا على احتوائه على حمام سباحة مغطى تمتد نوافذه من الأرض إلى السقف، توفر إطلالة على حدائق الفندق.

ويضم الفندق ستة مطاعم، ويحتوى على مساحات ترفيه مختلفة ونواد رياضية.

إخلاء نزلاء

وسبق أن أثارت عملية إخلاء فندق «الريتز كارلتون» من النزلاء، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل ساعات من حملة الاعتقالات التي طالت الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين السابقين والحاليين، شكوكا حول تحوله إلى سجن لهم.

وأشار مغردون على «تويتر» إلى أن عملية إخلاء الفندق من النزلاء بدأت من الساعة 11 ظهرا، أي قبل صدور الأوامر الملكية المتعلقة بإنشاء لجنة عليا للتحقيق في قضايا الفساد بعشر ساعات، وقبل موجة الاعتقالات، التي تمت بناءً على أمر إنشاء تلك اللجنة.

ونشر مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع للفندق من الخارج عقب توقيف الأمراء ورجال الأعمال فيه، وقد وضع أمامه، مصدات خرسانية باللون الأخضر، لإحكام السيطرة عليه ومنع اقتحامه.

 

 

 

 

وفي مقطع آخر، ظهر بهو الفندق، وقد تحول على ما يبدو إلى عنبر إقامة للحراس؛ فهناك مراتب مرصوصة على الأرض، وفوقها أغطية.

تعذيب

وبعد تحول الفندق إلى أفخم سجن، كشفت صحف بريطانية وأمريكية عن تعرض أمراء ورجال أعمال إلى الضرب والتعذيب والتنكيل، قبل أن يتم نقل بعضهم للمستشفى.

وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن مرتزقة أمريكيين من شركة «بلاك ووتر» هم من يشرفون على تعذيبهم.

وبحسب موقع «ميدل إيست آي»، فإنه تم تركيب وحدات طبية داخل فندق «ريتز كارلتون»، حيث تجري عمليات الضرب والتعذيب، وذلك لتجنب الاضطرار إلى نقل الضحايا إلى المستشفى.

كما قُطعت الاتصالات مع الفندق، إذ أشارت صفحة الفندق على الإنترنت إلى أنه «بسبب ظروف غير متوقعة، فُصلت خطوط الإنترنت والهاتف فى الفندق حتى إشعار آخر».

تسويات

كما تحدثت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الأمريكية، عن عرض قدمته الحكومة السعودية، قايضت فيه الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين في الفندق، بالتنازل عن ما يساوي 70% من ثرواتهم، مقابل حريتهم.

وتهدف التسويات المطروحة إلى استرداد مليارات الدولارات التي يزعم أنها تراكمت عن طريق الفساد في الوقت الذي تتصارع فيه الحكومة مع الركود الناجم عن انخفاض أسعار النفط لفترة طويلة وعجز في الميزانية بلغ 79 مليار دولار في العام الماضي.

ويطلب من رجال الأعمال المحتجزين تسليم الأصول، ومن المحتمل أن تشمل التسويات مع الأمراء أيضا تعهدات الولاء لولي العهد.

اعتراف

وفي تصريح لموقع «ميدل إيست آي»، قال متحدث باسم «ماريوت إنترناشيونال»، إن الفندق لا يعمل في الوقت الراهن كفندق على النحو التقليدي.

ويبدو أن الفندق قد حُجز بالكامل حتى نهاية العام الجاري، ولا يستقبل الضيوف، بحسب ما ورد في مواقعه على الإنترنت.

وأضاف: «مازلنا في تواصل مع الضيوف والمجموعات التي لديها حجوزات حالية، ونحاول أن نعمل معهم في سبيل مساعدتهم لإعادة ترتيب حجوزاتهم وتقليل ما قد يلحق بهم من متاعب في حلهم وترحالهم».

وكانت اللجنة العليا لمكافحة الفساد بالسعودية التي شكلها الملك «سلمان بن عبدالعزيز» برئاسة نجله وولي عهده، الأمير «محمد بن سلمان»، قد أوقفت عددا من الشخصيات البارزة، بينهم 17 أميرا وعشرات المسؤولين السابقين ورجال الأعمال.

ومن بين الموقوفين الأمير «متعب بن عبدالله» وزير الحرس الوطني المقال نجل الملك الراحل «عبدالله»، قبل أن يطلق سراحه لاحقا، وشقيقه الأمير «تركي بن عبدالله» أمير الرياض السابق، والأمير الملياردير «الوليد بن طلال»، والأمير «فهد بن عبدالله بن محمد» نائب قائد القوات الجوية الأسبق.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول سعودي، إن من بين الاتهامات الموجهة للموقوفين غسل الأموال، وتقديم رشى، والاختلاس، وابتزاز بعض المسؤولين، واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية.

وتسببت الحملة التي يقودها ولي العهد في صدمة لدى المستثمرين الأجانب، فيما أبدى مستثمرون محليون قلقهم من إمكانية حدوث عمليات بيع واسعة للأصول والهروب بالأموال خارج المملكة.

وأرجعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، سبب حملة الاعتقالات بالمملكة إلى رغبة ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في التخلص من خصومه تمهيدا لاعتلاء العرش، مؤكدة أن قائمة المعتقلين تشير إلى اختيار دقيق لخصوم «بن سلمان» من قمة الهرم الاقتصادي والسياسي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ريتز كارلتون معتقلين فندق سجن تعذيب أمراء رجال أعمال بن سلمان فساد مكافحة الفساد