قادة اليمين المتطرف يبحثون تفكيك «الاتحاد الأوروبي»

الأحد 17 ديسمبر 2017 06:12 ص

أكدت أحزاب أوروبية يمينية، أنها تركز على التعاون في أوروبا خارج أطر «الاتحاد»، مطالبة بتفكيك الاتحاد الأوروبي من الداخل.

جاء ذلك خلال مؤتمر كبير عقده قادة أبرز الأحزاب الأوروبية اليمينية المتحالفة في «أوروبا الأمم والحريات»، وهي التشكيلة السياسية التي تأسست قبل سنتين داخل البرلمان الأوروبي، أمس السبت، في العاصمة التشيكية براغ وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد الإعلان عن تظاهرات مضادة في المدينة ضد العنصرية.

وجرى المؤتمر تحت شعار «من أجل أوروبا للأمم صاحبة السيادة» وبمشاركة «مارين لوبان»، التي تترأس حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي وكانت المنافس الأساسي للرئيس الحالي «إيمانويل ماكرون»، خلال الانتخابات الماضية في مايو/أيار، و«غيرت فيلدرز»، زعيم حزب «الحرية» الهولندي، و«لورنزو فونتانا» من «رابطة الشمال الإيطالية»، و«غيورغ ماير» من حزب «حرية النمسا»، و«ماركوس بريتسل» من حزب «البديل من أجل ألمانيا»، وذلك بالإضافة إلى البلجيكي «جيرولف انيمانز»، والبولندي «ميشال ماروسيك»، وكذلك «جانيس اتكينسون» التي كانت عضوا في حزب «استقلال المملكة المتحدة».

ويعتبر حزب «الحرية والديمقراطية المباشرة» بقيادة رجل الأعمال من أصول يابانية، «توميو أوكامورا»، الجهة المستضيفة للمؤتمر.

وتمتاز جميع هذه القوى السياسية بخطابها المعادي لاستقبال المهاجرين الأجانب، وضد سياسات دول أوروبا في هذا المجال.

تفكيك «الاتحاد الأوروبي»

وفي كلمة ألقتها خلال المؤتمر، دعت «لوبان» إلى تفكيك «الاتحاد الأوروبي» من داخله، قائلة: «إن الاتحاد الأوروبي في النفس الأخير، وهناك أمل في أننا سنسقط هذه المنظمة غير الصحيحة من داخلها، وعلينا أن نتصرف كما يتصرف الفاتح».

واعتبرت «لوبان» أن الأحزاب اليمينية قادرة على تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبي، مشددة على أن هذه القوى تستطيع القضاء على «الاتحاد الأوروبي»، الذي وصفته بـ«المؤسسة الكارثية التي تقود القارة إلى الموت».

وأضافت «لوبان» أن الشعوب الأوروبية عليها تحرير نفسها من أغلال «الاتحاد الأوروبي»، موضحة أن محل هذه المنظمة سيحتله «اتحاد الشعوب الأوروبية»، وهو مشروع ينص على التعاون الطوعي بين الدول يقوم على الاحترام المتبادل ومراعاة مصالحها السياسية والاقتصادية.

وبينت زعيمة «الجبهة الوطنية» أن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل بإعادة الحدود بين دول منطقة شنغين وحل المفوضية الأوروبية.

منع الهجرة من الدول المسلمة

بدوره، أعلن «فيلدرز» أن الهجرة من الدول المسلمة تمثل إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها أوروبا.

وشدد اليميني الهولندي على ضرورة منع الهجرة الجماعية إلى أوروبا، قائلا: «حتى لو سنكون مضطرين إلى إقامة جدار».

وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي» لم يعد بإمكانه إبقاء الأبواب والنوافذ مفتوحة أمام المهاجرين من العالم الإسلامي.

خطر «الاستعمار الإسلامي»

من جانبه، اعتبر «أوكامورو»، الذي تولى مسؤولية تنظيم المؤتمر في براغ، أن الأوروبيين في مرمى خطر ما سماه «الاستعمار الإسلامي»، مشيرا إلى أن أوروبا تمر بانحطاط القيم القومية والثقافية التقليدية.

وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي» يتحول إلى دولة شمولية، قائلا إن مستقبل أوروبا في عدم مركزية أوروبا سياسيا واقتصاديا.

كما بين أن مشروع اتحاد الشعوب الأوروبية يقضي بالحفاظ على حرية التنقل للمواطنين والشحنات في أراضي القارة بالتعزيز الكبير لأمن الأوروبيين.

وجرت أعمال هذا المؤتمر على خلفية عدة تظاهرات شهدتها العاصمة التشيكية احتجاجا على استضافتها هذا الاجتماع للقوميين الأوروبيين، وكذلك على العنصرية والقومية.

وشارك في هذه المسيرات، حسب معطيات الشرطة، نحو ألف شخص فقط، الأمر الذي يشير إلى أنها لم تحمل طابعا جماعيا.

وقالت إحدى المشاركات في عملية تنسيق التظاهرات في براغ اليوم، إن المؤتمر الجاري في المدينة اجتماع للمتطرفين الذين يدوسون حقوق الإنسان ويتمسكون بإيديولوجية تشبه النازية.

وعززت السلطات التشيكية الإجراءات الأمنية في العاصمة براغ بعد الإعلان عن تظاهرات لمجموعات يسارية معادية لليمين الأوروبي كانت تنوي حصار ضاحية براغ التي انعقد فيها المؤتمر اليميني.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أن الشرطة التشيكية أولت اهتماما خاصا بالأمن الشخصي لـ«فيلدرز»، الذي تلقى تهديدات بالقتل بعد تصريحاته المعادية للإسلام.

تنامي قوة اليمين الأوروبي

ويجري هذا المؤتمر بالتزامن مع التنامي الملموس لقوة الأحزاب اليمينية في أوروبا، لا سيما بعد تأهل «مارين لوبان» في الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذلك تعزيز مواقع حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني، الذي احتل، في إنجاز يعتبر تاريخيا، المركز الثالث في انتخابات البرلمان الألماني الماضية وحصل على نسبة 12.6% من الأصوات.

وفي تطور آخر في هذا المجال، أعلن زعيم حزب «الشعب النمساوي»، «سيباستيان كورتس»، عن التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الائتلافية مع حزب «الحرية اليميني المتشدد»، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية في النمسا بحصده 26% من أصوات الناخبين.

وعقد هذا المؤتمر بعد شهرين على حصول الحزب اليميني التشيكي «الحرية والديمقراطية المباشرة» بقيادة «أوكامورا»، المولود في طوكيو، على 10% من أصوات الناخبين في اقتراع تشريعي، بفضل خطابه الصارم ضد الإسلام وضد «الاتحاد الأوروبي» في أجواء تشهد صعود الحركات اليمينية في أوروبا.

وحصل الحزب اليميني التشيكي المدعوم من «لوبان» على 22 مقعدا في البرلمان التشيكي الذي يضم مئتي نائب.

وحظي «أوكامورا» على دعم الرئيس التشيكي «ميلوش زيمان»، اليساري المعروف بخطابه المعادي للهجرة والمسلمين، وقد حضر «زيمان» مؤتمر حزب «الحرية والديمقراطية المباشر»  في نهاية الأسبوع الماضي.

و«زيمان» الذي شبه أزمة الهجرة بـ«الغزو المنظم» ويعتبر المسلمين أشخاصا من المستحيل دمجهم في المجتمع، هو المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية التشيكية في يناير/كانون الثاني المقبل.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس التشيكي هو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي لم ينتقد، بل رحب بقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وصرح «زيمان»، بعد يومين من الإعلان عن هذه الخطوة، قائلا: «أشعر بفرح كبير من هذا القرار، وعندما زرت (إسرائيل) منذ 4 سنوات، وقلت آنذاك إنني لكنت سأرحب بشدة بنقل السفارة التشيكية إلى القدس».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي اليمن المتطرف لوبان فيلدرز الهجرة المسلمين