مجلة فرنسية: اندفاع «بن سلمان» قد يسبب اضطرابات واسعة بالمملكة

الأحد 17 ديسمبر 2017 01:12 ص

عنونت مجلة لو بوان الفرنسية غلافها بعبارة (الأمير الذي يمكنه تغيير كل شيء)، في عددها الأخير، الذي خصصته للتغييرات التي تشهدها السعودية، بعد تولي الأمير «محمد بن سلمان» ولاية العهد.

ونشرت المجلة في ملف عن السعودية تقريرين، أحدهما يركز على التغييرات الاجتماعية، التي تشهدها المملكة، منذ صعود «بن سلمان» إلى ولاية العهد.

وقالت المجلة : «إن أرض الحرمين الشريفين، تشهد حالة من الاضطراب والتغيير خلال الأشهر الستة الأخيرة، أي منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة وإمساكه بكل الملفات».

وتابعت: «يبدو أن الأمير الشاب، البالغ من العمر 32 عاما، يأخذ على عاتقه فكرة تدمير كافة الأفكار المتشددة عن الإسلام في المملكة الغنية، ويسعى إلى تغيير اجتماعي شامل في البلاد، استهله بقرار تاريخي يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارات والشاحنات، وبافتتاح دور للسينما بعد عقود على إغلاقها وحرمان البلاد من التمتع بالفن السابع».

كما تسير خطط الأمير الشاب الاجتماعية على نفس مسار خطط تنموية اقتصادية أخرى لإخراج البلاد مما وصفته بلعنة النفط.

ولكن المجلة الفرنسية حذرت من أن اندفاع الأمير نحو كل تلك الخطط دفعة واحدة، قد يتسبب في اضطرابات واسعة النطاق في المملكة التي ظلت لعقود تعيش حياة نمطية.

وتحدثت المجلة في تقرير آخر، عن حملة التطهير التي تشنها الرياض بقيادة محمد بن سلمان على الفساد، والتي طالت أمراء ومسؤولين ورجال أعمال بارزين في المملكة.

وكشفت لو بوان في تقريرها أنه بعد حملة التطهير في الرياض، بدأت باريس في البحث عن شبكات جديدة مرتبطة بأمراء فندق ريتز كارلتون بالتعاون مع السلطات السعودية.

ونقلت المجلة ذاتها عن دبلوماسيين فرنسيين قولهم، إن باريس بدأت بإجراء تحقيقات موسعة، حول احتمال أن يكون عدد من الأمراء، والمسؤولين، ورجال الأعمال المحتجزين فى ريتز كارلتون، قد كوّنوا شبكات جديدة في فرنسا لتهريب أموالهم إليها.

وأوضحت المجلة أن التحقيقات تستهدف اكتشاف صلات بين رئيس معهد العالم العربي في باريس، ورئيسه التنفيذي، جاك لانغ»، ومازن الصواف النعامة»، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للاستثمار القابضة، التي تملك مقرات في كل من السعودية وفرنسا في ذات الوقت، وبعض أمراء ريتز كارلتون.

يذكر أن معهد العالم العربي، سبق وحصل على تمويل من المملكة بمبالغ تصل إلى 5 ملايين دولار أمريكي، لتصحيح صورة الإسلام في باريس، عقب الهجوم الذي قتل فيه الكثير من صحفيي مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، إثر نشرها رسومات مسيئة للنبي «محمد».

ومنذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جرى احتجاز عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، على خلفية تحقيق تجريه لجنة جديدة لمكافحة الفساد يرأسها ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، بينما لم يستبعد مراقبون أن يكون من بين أهداف الحملة القضاء على أي معارضة من داخل الأسرة، لتولي الأمير الشاب السلطة.

ونشرت وسائل إعلام سعودية، قائمة بأسماء وصور وصفات وأعمال الأمراء والمسؤولين الذين تم توقيفهم، أبرزهم الأمير «الوليد بن طلال»، والأمير «متعب بن عبدالله» وزير الحرس الوطني المقال، قبل أن يطلق سراحه لاحقا، والأمير «ناصر بن تركي» رئيس الأرصاد، والأمير «تركي بن عبدالله» أمير منطقة الرياض سابقا.

وعبرت منظمات حقوقية عن مخاوفها من أن تكون الحملة مجرد غطاء للتخلص من الخصوم، وأفادت مصادر باحتجاز الأمراء والمسؤولين المعتقلين في عدد من فنادق الرياض، بينما فوجئ المتابعون بنبأ مصرع الأمير «منصور بن مقرن» إثر سقوط مروحية كانت تقله.

وتداولت مصادر إعلامية قائمة بأسماء رجال الأعمال والأمراء الموقوفين وشركاتهم، وقدرت المبالغ التي سيتم الاستيلاء عليها من أموالهم بقرابة 2 تريليون ريال سعودي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان مجلة فرنسية ريتز كارلتون