اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة، وانتهاج سياسة «القنص المباشر»، وذلك خلال المواجهات التي اندلعت مع مدنيين فلسطينيين «عزل»، على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وقال «أشرف القدرة»، المتحدث باسم الوزارة، في بيان تناولته وكالة أنباء «الأناضول» أن: «الاحتلال الصهيوني يمعن في استهداف المدنيين والمسعفين وسيارات الإسعاف في المناطق الشرقية لقطاع غزة والمتاخمة للخط الزائل (السياج الحدودي)».

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي المتمركز على الحدود «تعمد إطلاق الرصاص الحي، والمتفجر، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز الموجهة، بشكل مباشر على المدنيين (المتظاهرين ضد القرار الأمريكي حول القدس)».

وأوضح «القدرة» أن تلك السياسة الإسرائيلية أدت إلى «زيادة عدد الشهداء والمصابين؛ منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري (بعد يوم من إعلان القرار الأمريكي)».

وأدت تلك السياسة، بحسب «القدرة»، إلى استشهاد 8 مدنيين فلسطينيين بقطاع غزة، وإصابة نحو 535 بجروح مختلفة، بينهم 47 طفلا، أصغرهم يبلغ من العمر 6 أشهر، مضيفا: «تنوعت الإصابات بين طفيفة و متوسطة و منها 7 إصابات خطيرة».

كما عالجت طواقم الإسعاف المتواجدة في الميدان حوالي 400 حالة أصيبت بالاختناق، نتيجة استنشاقها للغاز المسيل للدموع، ومن بين الحالات عدد من الطواقم طبية والصحفيين، وفق البيان.

وأشار «القدرة» إلى أن عشرات الحالات وصلت للمستشفيات وهي تعاني من «تشنجات وغثيان وتقيؤ، وتسارع في نبضات القلب، وسعال شديد جراء استنشاقها لغازات مجهولة يستخدمها الجيش (الإسرائيلي)، بشكل مكثف في المناطق الشرقية من القطاع».

كما اتهم المتحدث الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بـ«تعمد استهداف سيارات الإسعاف بالأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز»، وأوضح أن «الاستهداف المباشر ألحق الضرر بنحو 14 سيارة إسعاف، منها 7 سيارات تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية)، و7 سيارات تابعة للخدمات الطبية (حكومية)».

وطالب «القدرة» الجهات الحقوقية والمنظمات الدولية التي لم يحددها، بـ«مقاضاة الجيش الإسرائيلي وجنوده في محكمة الجنايات الدولية، على ما يرتكبونه من جرائم منافية للقانون الدولي الإنساني بحق شعبنا الأعزل».

ووفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن نحو 3431 فلسطينيا أصيبوا بجراح وبحالات اختناق، في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، منذ القرار الأمريكي الأخير.

وتشهد معظم المدن الفلسطينية مظاهرات، للأسبوع الثاني على التوالي، ردا على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الذي أعلن عنه في 6 من ديسمبر/كانون أول الجاري، الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.