أرجات الحكومة الروسية، استئناف الطيران إلى المدن السياحية في مصر إلى جولة محادثات جديدة تعقد في أبريل/نيسان المقبل، لوضع آلية تسيير الطيران إلى المنتجعات المصرية.

وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية، في تصريح خاص، نقلته صحيفة «الحياة»، إن «استئناف الطيران إلى الأماكن السياحية سيوقع في بروتوكول ثان خاص به بين مصر وروسيا، وسيتفق على بنوده منتصف العام المقبل».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن الروس «أعلنوا منذ البداية أن استئناف الطيران سيكون على مراحل»، وأن «عدم استئناف الطيران إلى المنتجعات السياحية لا علاقة له بالشأن الأمني»، على حد قوله.

وكان الروس يتصدرون لائحة السياح سابقا بـ3.1 مليون سائح سنويا، لكن أعدادهم انخفضت إلى نحو 70 ألفا فقط خلال الفترة من يناير/كانون الثاني، إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، منذ قرار موسكو تعليق رحلاتها إلى مصر عقب عمل إرهابي استهدف طائرة روسية مدنية فوق سيناء، ما أدى إلى تحطمها ومصرع جميع ركابها وعددهم 224 راكبا، أغلبهم روس، أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وقالت رئيس قطاع السياحة الدولية في هيئة تنشيط السياحة الحكومية «نهاد جمال الدين»: إن «المعنى الحقيقي لعودة السياح الروس هو استئناف الطيران العارض إلى مطارات شرم الشيخ والغردقة، خصوصا أن البروتوكول الذي وقع لم يسمح باستئناف الطيران العارض، لذا لن يكون له تأثير كبير على تدفق السياح».

وأكد عضو غرفة شركات السياحة «عاطف عجلان»، عدم حدوث تغيير في ملف السياحة الروسية، قائلا: «عدد السياح الروس لن يتخطى على أقصى تقدير 150 ألفا في السنة لو استمر توقف الطيران إلى المنتجعات السياحية، لأن تسيير الرحلات إلى المنتجعات السياحية عبر مطار القاهرة سيكون مكلفا جدا ومرهقا للسائح... لذلك لا يمكن الحديث عن عودة السياحة من دون استئناف الطيران العارض إلى هذه المنتجعات».

وكانت القاهرة تأمل مع توقيع عقود محطة الضبعة النووية، الأسبوع الماضي في القاهرة، بحضور الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، أن ترد موسكو الجميل باستئناف رحلاتها إلى المنتجعات المصرية، لكن القرار تم تأجيله حتى منتصف 2018.

وكان وزير الطيران المدني المصري «شريف فتحي»، وقع مع وزير النقل الروسي «مكسيم سوكولوف»، الجمعة الماضي، اتفاقية تعاون بشأن «أمن المطارات» قد تمهد لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.

وحسب ما نقلته وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن «سوكولوف»، فإن الاتفاقية المذكورة «ستسمح باستئناف الرحلات المدنية الروسية إلى مصر»، المتوقفة منذ أكثر من عامين، دون أن يكشف أي تفاصيل بشأنها.

والجمعة، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، «أركادي دفوركوفيتش»، إن موسكو والقاهرة لم تقررا بعد موعد استئناف الرحلات الجوية.

والسياح الروس هم أول من تخطوا حاجز المليوني سائح مقارنة بالجنسيات الأخرى في مصر، حيث بلغ عددهم عام 2009 نحو 2.5 مليون سائح، بينما ارتفعوا عام 2010 إلى نحو 3 ملايين سائح.

وتعول مصر على السياحة لتوفير 20% من احتياجاتها من العملة الصعبة، التي تراجعت كميتها في الفترة الأخيرة، ودفعت بالجنيه المصري إلى الهبوط أمام الدولار إلى نحو 18 جنيها في السوق الرسمية.