«أوباما» وإيران.. الاتفاق النووي مقابل مخدرات «حزب الله»

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 08:12 ص

كشفت مجلة أمريكية عن عرقلة إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» لتحقيقات أجرتها وحدة تابعة لإدارة مكافحة المخدرات في أنشطة «حزب الله» اللبناني وداعميه الإيرانيين، خوفا من أن تقوض ملاحقة المتهمين فرص التوصل إلى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي.

وأوضحت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، في تقرير لها استنادا إلى وثائق ومقابلات مع مسؤولن أمريكيين حاليين وسابقين، كيف تحول «حزب الله» من منظمة سياسية وعسكرية تنشط في الشرق الأوسط، إلى منظمة دولية تجني ما يصل إلى مليار دولار سنويا من الاتجار بالسلاح والمخدرات وتبييض الأموال وغيرها من الأنشطة المحظورة.

وكشف التقرير الاستقصائي للمجلة عن عرقلة مسؤولين في وزارات الخارجية والعدل والخزانة الأمريكية لجهود الحملة التي أطلقتها جهات التحقيق تحت اسم «مشروع كساندرا» في 2008، لملاحقة الشبكة الدولية للحزب.

وذكرت المجلة أن وزارة العدل الأمريكية رفضت مطالب من خطة «كاسندرا» توجيه اتهامات إجرامية ضد عدد من الأشخاص الكبار الذين قاموا بتبييض مئات المليارات من الدولارات من أموال المخدرات.

وبحسب التقرير، فإن «القصة المجهولة عن مشروع كاسندرا تلخص المصاعب الضخمة في مواجهة النشاطات غير الشرعية وملاحقتها في عصر اندمجت فيه النشاطات الإرهابية مع تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، لكنها تقدم في الوقت ذاته الطريقة التي تؤثر فيها الأجندات المتنافسة وأولويات الحكومات على التقدم الذي تم تحقيقه».

ويفيد التقرير بأن الرجل الذي عينه «أوباما» مسؤولا عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، قبل أن يصبح مديرا لـ«سي آي إيه»،« جون برينان»، اقترح دمج «حزب الله» في النظام السياسي اللبناني.

وبحسب المجلة، فإن «برينان» أكد أن الولايات المتحدة تعمل على تقوية العناصر المعتدلة في «حزب الله»، وقال في مؤتمر عقد في واشنطن إن «حزب الله هو منظمة مثيرة للاهتمام»، مشيرا إلى أن هناك عناصر في «حزب الله» تثير القلق الأمريكي، وما يهم هو محاولة محو تأثيرها والعمل على بناء العناصر المعتدلة.

وأكد التقرير أن رغبة الإدارة الأمريكية في البحث عن دور لـ«حزب الله» في الشرق الأوسط ترافق مع محاولاتها الحوار مع إيران، بالإضافة إلى التردد في اتخاذ الإجراءات المتشددة ضد عملائه، بحسب خطة «كاسندرا».

وتنوه المجلة إلى تاجر السلاح «علي فياض»، الذي كان يتخذ من أوكرانيا مقرا له، ويقوم بنقل السلاح إلى سوريا، ويعتقد أنه كان يتعامل شخصيا مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وعندما تم اعتقاله في براغ عام 2014، لم تقم إدارة «أوباما» بالضغط على الحكومة التشيكية لتسليمه، في الوقت الذي كان يعمل فيه «بوتين» على الإفراج عنه.

وعاد «فياض» إلى بيروت، حيث يعتقد أنه عاد لممارسة مهامه لنقل الأسلحة للميليشيات في سوريا، مع أنه كان مطلوبا للحكومة الأمريكية؛ لتخطيطه قتل موظفين أمريكيين، والحصول على أسلحة ثقيلة، والانتماء لمنظمة إرهابية، بحسب تقرير المجلة الأمريكية

ونقلت المجلة عن العاملين في مشروع «كاسندرا»، قولهم إن إدارة أوباما وقفت أمام جهودهم لملاحقة ناشطي «حزب الله»، ومن بينهم شخص لقب بـ«الشبح»، المرتبط بشخص اسمه «عبدالله صفي الدين»، وهو مبعوث «حزب الله» في لبنان، الذي له علاقة بأطنان من الكوكايين التي كانت في طريقها للولايات المتحدة، لافتا إلى أنهم ظلوا ناشطين رغم الاتهامات الموجهة لهم في الولايات المتحدة منذ سنوات.

وأفاد تقرير المجلة الأمريكية نقلا عن أشخاص مطلعين على التحقيق، قولهم إن «الشبح» يعد من أكبر تجار المخدرات ومزودي نظام «بشار الأسد» بالسلاح الكيماوي والتقليدي، وعندما حاول مشروع «كاسندرا» توجيه التهم لـ«صفي الدين» رفضت وزارة العدل، بحسب شهادة 4 أشخاص.

وعلى مدى 8 سنوات، استخدم عملاء أمريكيون، أجهزة تنصت وعمليات سرية ومخبرين، بمساعدة 30 وكالة أمريكية وأجنبية، لمتابعة نشاطات «حزب الله».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوباما حزب الله الاتفاق النووي الإيراني العلاقات الإيرانية الأمريكية