مصادر: ضغوط سعودية عنيفة على الأردن بشأن القدس

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 08:12 ص

كشف مقربون من دوائر صنع القرار بالأردن، عن وجود ضغط سعودي عنيف وبأكثر من لغة يحاصر الموقف الأردني في ملف القدس الذي يتباين بصورة واضحة مع الموقف السعودي.

وقالت المصادر إنه نتيجة تلك الضغوط فإن «الأردن بصدد ما يمكن تصنيفه بتقويم جوهري للكلفة الناتجة عن موقفه الاعتراضي المتصدر في المحافل الدولية حيث لا يقف الأمر عند الحصار والضغط السعودي بل يتجاوز تجاه السيناريو المصري الذي يضغط هو الآخر على العصب الحيوي الأردني».

ووفق صحيفة «القدس العربي»، فإن «عملية التقويم تدرس إمكانية العمل في ملف القدس وفق منهجية لا تؤدي إلى نمو كبير في العلاقات مع تركيا تحديدا ورئيسها رجب طيب أردوغان، حتى لا يتحول المشهد من سلبية وضغط على الأردن إلى حصار وأجندات سياسية تخاصمية وحرب غير علنية يمكن اشتمام رائحتها على الأقل وراء تفاصيل اعتقال ثم احتجاز الملياردير صبيح المصري أحد أهم أركان الاقتصاد الأردني والقطاع المصرفي الأردني».

ولفتت الصحيفة، إلى أن «ما يتردد في أروقة القرار هو أيضا الحاجة إلى إعادة رسم سيناريوهات لها علاقة بالمثلث الذي يحاصر الأردن اليوم، تحديدا بعد أزمة القدس وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث اليمين الإسرائيلي في حالة انقلاب تام على الأردنيين، وحيث الاهتزاز المحتمل من الإدارة الأمريكية نفسها التي يمكنها أن تلوح في هذه المرحلة الحساسة اقتصاديا بالتراجع عن زيادة حجم المساعدات المالية للأردن بعدما تقررت شفويا على الأقل».

وفي الزاوية الثالثة، وفق الصحيفة، «يجلس الحماس السعودي المفاجئ والغريب والغامض للحفاظ على الإدارة الأمريكية كوسيط لعملية السلام بالرغم من قرار رئيسها بخصوص القدس، الأمر الذي يرى الأردنيون أنه مؤشر حيوي وقوي على نهاية ما يسمى بمحور الاعتدال العربي الذي تحول اليوم إلى بقايا».

وتدرس أروقة صناعة القرار خياراتها وهي تحاول أن تحصل على إجابة عن السؤال التالي: «هل نستطيع في الواقع التمحور في الاتجاه المعاكس حيث تركيا وإلى قربها إيران وفوقهما المظلة الروسية«.

وزير البلاط الملكي الأردني الأسبق «مروان المعشر»، ألمح إلى أن «مثل هذا التحول غير مطلوب ولا يشكل المساحة الوحيدة المتاحة، لأن خيارات الخبرة الأردنية في المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي لديها أوراق قـوة والمـطلوب استخدامها فقط ضمن البقاء في الخيارات الاستراتيجية نفسها»، بحسب الصحيفة.

يأتي ذلك في ظل حديث عن قرار مركزي واضح في الدولة الأردنية بعدم العمل تحت مظلة مقايضة الموقف من القدس والدور الأردني فيها بأية مصلحة أخرى بما فيها المساعدات الاقتصادية وهو ما عبر عنه كاتب قريب من دوائر صناعة القرار نقلا عن مركز القرار هو الدكتور «محمد أبو رمان»، في تصريحات سابقة له.

ولفت «القدس العربي»، إلى أن «هوامش المناورة الوحيدة أمام الأردن اليوم تتمثل في البقاء في أقرب مسافة مع الاتحاد الأوروبي والعمل على أساس خطة اختراق لمقايضة قرار ترامب لوعد يخص القدس الشرقية مع العمل أيضا في السياق الإسلامي بحذر ومن دون تحمل المزيد من أعباء وكلف الحضن التركي أو الخطاب الإيراني».

وكانت تقارير غربية كشفت في وقت سابق أن السعودية مارست ضغوط شديدة على العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، لإثنائه عن حضور القمة الإسلامية حول القدس التي عقدت بإسطنبول التركية مؤخرا، ودعت دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

واعتبر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، في وقت سابق، أن حضور الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» والملك الأردني «عبدالله الثاني» القمة الإسلامية في إسطنبول شكل تحديا وتمردا على الحليف الأمريكي.

ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» اجتمع بـ«عباس» في القاهرة، وضغط عليه لعدم حضور القمة وللتقليل من أهميتها..

كذلك تعرض العاهل الأردني لضغط مماثل أثناء زيارته الأخيرة للعاصمة السعودية الرياض حيث طُلب منه عدم المشاركة في القمة، حسب «ميدل إيست آي». (طالع المزيد)

وأفرجت السلطات السعودية، صباح الأحد، عن رجل الأعمال والملياردير الأردني السعودي «صبيح المصري»، وهو الاعتقال الذي رآه مراقبون، يأتي في سياق التوتر السعودي الأردني، خاصة بعد أزمة القدس ومؤتمر إسطنبول، فـ«المصري» ليس مجرد رجل أعمال يحمل الجنسية السعودية، بل هو أكبر رجل أعمال سعودي الجنسية، ويحمل الجنسية الأردنية، ومن أصل فلسطيني، ويدير البنك العربي صاحب التاريخ الكبير في فلسطين والأردن معا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الاردن القدس تركيا أردوغان ترامب