«الغنوشي»: قرار «ترامب» بشأن القدس جدد «الربيع العربي»

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 07:12 ص

قال رئيس حركة «النهضة» التونسية «راشد الغنوشي»، إن قرار الإدارة الأمريكية بشأن القدس جدد «الربيع العربي»، معربا عن تفاؤله بحجم رد الفعل الشعبي تجاه القدس.

وفي حوار مع وكالة «الأناضول»، أوضح «الغنوشي»، أنه لا توجد قضية توحد الأمة مثل القدس وفلسطين.

وقال: «بالتأكيد قضية فلسطين هي قضية مباركة توحد الأمة، وتدعو الأمة إلى أن تترفع عن الخلافات الصغيرة والتافهة والمحدودة».

وأضاف: «الصراع بين الدول الإسلامية، والصراع بين الطوائف وبين الأحزاب يمحي أمام القضية الفلسطينية، فعندما يخرج النهر الفلسطيني تغيب سواقي الخلافات الصغيرة».

وأعرب «الغنوشي» عن تفاؤله بحجم رد الفعل الشعبي تجاه قرار «ترامب» بقوله: «نرى بحر جماهير يتحرك في الشارع لا ندري هذا ما هي طائفته وآخر ما هو حزبه وثالث ما هو جنسه، فالناس يتحركون على وقع النغم الفلسطيني، الذي يحرك الأمة كما لا يحركها أي نغم آخر».

وتابع: «القضية الفلسطينية تجدد الربيع العربي، بعدما كان يعيش حالة خمول وتآكل وتحارب أهلي بسبب المؤامرات».

واعتبر رئيس حركة «النهضة» أن «ما حصل على امتداد الأمة الإسلامية العربية من ردود أفعال هو إحياء للربيع العربي».

واستطرد: «التحركات أعادت الربيع العربي، فحركة شعوب ضد الظلم وحركة شعوب تطالب بالعدل والحرية والتنمية في مسالك راقية، بعيدة عن العنف والإرهاب، هذا هو جوهر الربيع العربي، الذي حركه السيد ترامب من خلال قضية القدس».

جهود تركيا

وأشاد «الغنوشي» بجهود الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، لعقد قمة التعاون الإسلامي، بقوله: «القيادة التركية تمكنت في وقت سريع من جمع هذا الشتات من الرؤساء والملوك ومن يمثلهم مقابل عجز جامعة الدول العربية عن فعل ذلك».

واعتبر أن قمة إسطنبول كانت ذات رمزية قوية، مضيفا: «العاصمة الإسلامية إسطنبول نجحت في ما عجزت عنه الجامعة العربية، فتحية للرئيس أوردوغان على مبادرته».

وشدد على أن القمة «أثبتت أنه لا تزال هناك أمة إسلامية، ولا يزال الإسلام قادر على جمعها، رغم كل الاختلافات».

وبالنظر إلى واقع العالمين الإسلامي والعربي، رأى «الغنوشي» أن «مجرد الاجتماع من أجل القدس وفلسطين هو أمر إيجابي، وتقديم الدعم للقضية الفلسطينية وللدولة الفلسطينية والدعوة إلى الاعتراف بها هو أمر إيجابي، ولكننا نتطلع إلى ما هو أكبر، وأن تفهم القيادة الامريكية أن هناك قضية حقيقية لا يمكن للأمة الإسلامية (مليار ونصف المليار مسلم) أن تتنازل عنها».

وبشأن تقييمه لإدارة «ترامب» بعد إعلانها القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، والمباشرة بنقل السفارة الأمريكية إليها، قال «الغنوشي» إن «القيادة الامريكية أظهرت مرة أخرى عدم فهمها للمنطقة، فقضية القدس من المحركات الكبرى للتاريخ».

ومضى قائلا إن «الإدارة الأمريكية حركت الفاعل التاريخي، فيمكن أن يكون ترامب قد أهدى الأمة الإسلامية شيئا كبيرا بتحريكه لهذا الفاعل التاريخي (قضية القدس وفلسطين) الذي ظن أنه مات، ولكن تبين أنه حاضرا».

وشدد على أن «القدس لها مكانة عظيمة في الأمة، إعلانها عاصمة للكيان الصهيوني هو تعبير عن عدم فهم للتاريخ، وعدم فهم لعمق هذه القضية، ومن الناحية الشكلية ما حدث هو إهداء من لا يملكك لمن لا يستحق».

وحول انعكاسات القرار الأمريكي على الداخل الفلسطيني، قال رئيس حركة «النهضة»: «الشعب الفلسطيني الآن موحد، ومطلوب مزيد من توحده وراء منظمة التحرر (الفلسطينية)، وتجاوز كل الخلافات البسيطة».

وشدد «الغنوشي» على أن «كل خلاف بسيط أمام القدس التي تنهب، والقدس التي تختطف من بين أيدي المسلمين.. كل الخلافات الطائفية والفلسطينية والحزبية هي خلافات تافهة أمام قضية القدس الكبرى».

وأعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.

وأثار القرار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلقا وتحذيرات دولية، وسط تصاعد المطالبات بالتراجع عن الخطوة.

وواجهت الولايات المتحدة المزيد من السخط الدولي، الإثنين، عندما استخدمت حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لسحب الإعلان.

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل، بينما أعلنت (إسرائيل) مدينة القدس بأكملها «عاصمتها الأبدية والموحدة».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغنوشي القدس (إسرائيل) فلسطين الربيع العربي النهضة تونس القضية الفلسطينية