أثار إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا باتجاه الرياض، الثلاثاء، واستهدافه لمناطق مأهولة بالسكان، استنكارا عربيا ودوليا واسعا.

إذ اعتبر بيان لسفراء دول مجموعة الـ19 الداعمة لليمن أن إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخا باليستيا باتجاه الرياض «يشكل عقبة خطيرة أمام الحل السلمي لإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن».

وأدان البيان، الذي نشرته السفارة الأمريكية بلرياض عبر «فيسبوك»، عملية إطلاق الصاروخ.

وقالت إن الهجوم حدث بينما كان السفراء (بينهم السفير الأمريكي ماثيو تولر)، وممثلون دبلوماسيون آخرون، مجتمعون مع الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» بالعاصمة السعودية.

وتضم مجموعة سفراء دول الـ19 دول عربية وغربية أبرزها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة، وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، وسفراء دول الخليج العربي، باستثناء قطر.

الخارجية اليمنية: سلوك عدواني

في السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية اليمنية الهجوم.

واعتبرت الوزارة، عبر بيان، أن «هذا السلوك العدواني المتمثل باستهداف المملكة بالصواريخ الباليستية يعكس مدى الخطورة التي باتت تشكلها هذه الجماعة المتطرفة (الحوثيين) والدرجة التي وصل إليها النفوذ الإيراني عليها».

وشدد على أن «الحكومة اليمنية، وهي تخوض معركتها ضد هذه الميليشيا، والتي يقاومها كل أطياف الشعب اليمني ومكوناته السياسية والاجتماعية وبمساعدة الأشقاء والأصدقاء، لن تدخر جهداً في العمل على استئصال هذا الخطر من جذوره، وتحطيم كل الأطماع التوسعية الإيرانية عبر هذه المليشيا».

الإمارات ومصر: تضامن مع السعودية

وفي أبوظبي، أدانت الإمارات واقعة إطلاق الصاروخ الباليستي، وأكدت «وقوفها التام إلى جانب السعودية الشقيقة ضد كل من يحاول أن يهدد أمنها».

وأكدت أن هذا «الاعتداء الجبان يثير مجددا الدور السلبي والخطير الذي تقوم به إيران الداعمة لهذه الميلشيات الانقلابية»، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

وأدانت «إصرار إيران على ممارساتها العدائية بتزويد جماعة الحوثي بالصواريخ الباليستية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة».

وفي القاهرة، أدانت مصر الهجوم الحوثي على الرياض.

وأكدت، في بيان صادر عن خارجيتها، «وقوفها حكومة وشعبا مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة أي محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها».

وشددت «على ضرورة الوقف الفوري لأي استهداف للأراضي السعودية، ومحاسبة من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات، مع ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وما نص عليه من احترام سيادة الدول ومراعاة حسن الجوار».

المغرب: التصعيد يعمق الأزمة

في الرباط، عبرت المملكة المغربية عن إدانتها الشديدة للهجوم. 

وجددا، في بيان صادر عن خارجيته، «تضامنها الموصول مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة كل ما يمس سلامة أراضيها وطمأنينة سكانها».

كما أعربت عن «قلقها البالغ إزاء هذا التصعيد الخطير الذي سيزيد من تعميق الأزمة اليمنية مع ما يحمله من مساس باستقرار المنطقة، ويزيد من معاناة الشعب اليمني الشقيق».

تركيا تدين الهجوم

وفي أنقرة، أدانت وزارة الخارجية التركية الصاروخ الحوثي.

وقالت، في بيان: «ندين الهجوم، ونعرب عن سعادتنا من عدم إلحاق الهجوم أضرارًا في الأرواح وممتلكات أصدقائنا وأشقائنا في السعودية».

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، الثلاثاء، اعتراض صاروخ باليستي أطلقه «الحوثيون» باتجاه جنوب الرياض.

فيما أكدت جماعة «أنصار الله» الحوثية إطلاق صاروخ باليستي على قصر اليمامة في العاصمة السعودية، وقالت قناة «المسيرة» التابعة لـ«الحوثيين» إن الصاروخ من نوع «بركان 2H».

ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان تأكيدهم سماع دوي انفجار في الرياض ورؤية سحب دخان.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا تظهر الدخان في سماء العاصمة السعودية، والذي يعتقد أنه ناجم عن اعتراض الصاروخ الحوثي.

والشهر الماضي، استهدف «الحوثيون» مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي، بينما قالت قيادة «التحالف العربي» إنه جرى اعتراض الصاروخ وسقط في منطقة غير مأهولة شرق مطار الملك خالد.

ومنذ 26 مارس/آذار 2015 تقود السعودية تحالفًا عسكريًا عربيًا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.