في واقعة صادمة، قررت إحدى السيدات البريطانيات أن تتناول رماد والدتها المتوفاة، وذلك لكي تستشعر القرب والصلة بها مجددا.

وفي التفاصيل، قامت البريطانية «ديبرا بارسونز»، البالغة من العمر 41 عاما، بتناول رماد والدتها المتوفية في الطعام كإحدى مكوناته، والتي أوصت قبل رحيلها عن الحياة أن تحرق جثتها إلى رماد.

وتستعد «ديبرا» لاستخدام رماد والدتها كتوابل ترشها على الديك الرومي وعلى قالب حلوى ليلة الميلاد «كريسماس بودينج» قبل الاحتفال بليلة رأس السنة، لتستشعر وجود والدتها معها في هذه الليلية المميزة التي تودع فيها سنة وتستقبل أخرى.

وتقول «ديبرا» لصحيفة «ديلي ميل»: «بهذه الطريقة سأشعر أن أمي ستعود للحياة بداخلي مما يجعلني أشعر أني قريبة منها».

صحيفة «صانداي ميرور» أيضا تناولت موضوع الشابة المثير للجدل، حيث أوضحت أن «ديبرا بارسنوز» بالفعل تعاني من الحزن الشديد على فراق والدتها التي رحلت عن الدنيا شهر مايو/أيار الماضي، حيث لم تستطع تقبل غيابها، ولهذا تحرص على تناول ملعقة صغيرة من رمادها مع كوب الشاي بشكل يومي، آملة في أن تساعدها هذه العادة في التغلب على الحزن.

ورغم أن «ديبرا» تتلقى دعما كبيرا من خطيبها الذي يواسيها بعد رحيل والدتها، ويحرص دوما على التواجد معها، كما يخططان للزواج العام المقبل، إلا أن تأثير وفاة والدتها تركت أثرا كبيرا على حياتها، ولم تستطع تجاوز هذه المحنة، وفق حديثها للصحيفة.

وأكدت لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أنها شعرت بحزن خاصة وأن فترة الأعياد هذه تصادف الذكرى السنوية لوفاة ابنها، الذي وُلد قبل أوانه العام 1996.

وقالت «ديبرا» أيضا في تصريحات لصحيفة «ذا ميرور» البريطانية، إنه: «كلما اقترب موسم عيد الميلاد يقوى الدافع لالتهام رماد والدتي»، وأضافت: «ذلك الشيء الوحيد الذي يساعدني على التأقلم مع أول عيد ميلاد بلا وجود والدتي معنا. قد يظنني الناس مجنونة، أو أنني لا أحترم ذكرى والدتي؛ ولكنني لا أستطيع التوقف».

وتابعت: «من وجهة نظري، فإن ما أفعله شيء إيجابي، فهو يسمح لها بأن تكون قريبة مني، كما أنني أشركها بحياتنا العائلية اليومية»، مشيرة إلى أنها: «تشعر وكأن والدتها لا تزال على قيد الحيا،ة وذلك من خلال وجودها بداخلي، فهي أصبحت جزءا مني، وتتنفس من خلالي، وأنفاسي هي أنفاسها. وسيكون هذا أول عيد ميلاد لي بدونها، وأريدها أن تكون معي، وهذه الطريقة التي شعرت بأنها الأنسب لي».

ورفضت «ديبرا» التقاليد التي تقضي بنثر رماد المتوفى في مكان مرتبط بذكريات عاطفية مع المتوفى، وقالت: «لم أفكر في أمر وفاتها قط. اعتقدت دوما بأنه سيكون لدي المزيد من الوقت للتفكير. كنت أعرف بأن والدتي مريضة، إلا أنني لم أتوقع بأن تتوفى حينها».

وتوضح: «في أحد الأيام التي شعرت فيها بحزن عميق، أحسست بدافع قوي لتناول الرماد»، قائلة: «لا أعلم ما الذي دفعني لفعل ذلك في المرة الأولى؛ ولكنه كان دافعا لا يمكنني وصفه.. قمت بفتح علبة الرماد، ومن ثم لعقت أصابعي وغمستهم في الرماد».

وعلقت: «قبل أن أعلم ما كنت أفعل، وجدت الرماد في فمي، وكان طعمه الطبشوري والمالح مريحا بالنسبة لي».

وبعد ابتلاعها لرماد والدتها، أحست «ديبرا» بالحيرة والارتباك لما فعلته، إلا أنها أحست أيضا بالقرب من والدتها لأول مرة منذ وفاتها، بحسب وصفها.

جدير بالذكر أن الوالدة «دورين» كانت قد توفيت بسبب حدوث انسداد في مجرى التنفس بعد معاناتها من التهاب رئوي.