رجال خلف «مان سيتي».. فيلم وثائقي لن تشاهده في السينيمات

الأربعاء 20 ديسمبر 2017 09:12 ص

لدي فكرة للمشهد الافتتاحي للفيلم الوثائقي الذي تنتجه «أمازون برايم» حول موسم 2017/2018 لفريق مانشستر سيتي لكرة القدم. حيث يبدأ الفيلم بتحذير كئيب من قبل مراسل إخباري من التلفزيون الأمريكي من عام 2009، يقول فيه: «نذكر بأن ما أنت على وشك أن تراه عنيف للغاية ومزعج». ثم لحظات صمت مخيفة، تليها بعض موسيقى الغموض - التي تشعرك بالتهديد - مع لقطات للشيخ «عيسى بن زايد آل نهيان» وهو يستخدم عصا الماشية ضد شريك تجاري سابق، يحتجزه ضابط شرطة في مكان ما في الصحراء خارج أبوظبي. وتفسح الموسيقى المخيفة المجال لصوت مشجعي مانشستر سيتي الذين يهتفون باسم صاحب النادي الشيخ «منصور بن زايد آل نهيان» - شقيق الشيخ «عيسى».

في هذا الوقت يتم التبادل بين غناء الجمهور باسم الشيخ «منصور»، مع مشاهد لـ«عيسى» وهو يضرب الرجل بلوحة بها مسمار بارز، ثم يصب الملح في جروح الرجل، ويعذبه بالكهرباء، قبل أن يضرم فيه النار في النهاية. وفي هذه المرحلة، يجب على منتجي الفيلم مقاومة الرغبة في تخفيف الإثارة، من خلال إظهار بعض التفاعل الرائع في الملعب بين «كيفن دي بروين» و«ديفيد سيلفا». ثم تنتقل الكاميرا لتلتقط قيادة الشيخ «عيسى» مرارا وتكرارا لسيارته المرسيدس ذات الدفع الرباعي فوق ضحيته، حيث يتواصل هتاف مؤيدو «السيتي» بالإشادة بالعائلة المالكة في أبوظبي، التي ساعدت أموالها في تمويل صعود الفريق ليصبح أحد فرق الطراز الأول في كرة القدم الأوروبية.

والآن، بعد أن أسرتك بهذا المشهد، أنا آسف لإبلاغك أنني على خلاف مبدع مع منتجي هذا الفيلم الوثائقي. ووفقا لموقع مانشستر سيتي، فإن «هذه السلسلة الفريدة من نوعها ومتعددة الحلقات، ستتبع النادي طوال الموسم الحالي، لتقدم للجمهور نظرة ثاقبة على العمل اليومي في النادي»، ودعوة المشجعين للتعرف على مرافق التدريب الرائدة في العالم، فضلا عن مقابلات مع المدير والوصول إلى الاجتماعات التنفيذية. لذلك، للأسف لن يكون هناك مقدمة فيديو حول تعذيب آل نهيان للضحايا أو الدراسات التي يجريها عديمو الضمير حول كيفية تلاعب الجهات الفاعلة بالمؤيدين لإثارة الحب العاطفي لأنديتهم.

يحتفظ مانشستر سيتي أبوظبي - على نحو متزايد - بمكانته كمثال لكيفية إدارة نادي كرة القدم الحديث. وبقراءة موجزة لفروع شركة سيتي حول العالم، نطمئن أن الرجال وراء مانشستر سيتي يركزون على بناء إمبراطورية كرة قدم مكتفية ذاتيا. وفي 15 ديسمبر/كانون الأول، ظهر مقال طويل بـ«الغارديان» بعنوان «خطط مانشستر سيتي للسيطرة العالمية»، ومرة ​​أخرى كان يُنظر إلى المشروع بتركيز على كرة القدم.

وفي عام 2012، عندما بدأ مانشستر سيتي في أولى خطوات الصعود في إنجلترا، أخبرني صحفي كبير في شركة إعلامية بريطانية كبيرة أن زملاءه في مجال الرياضة سيكونون مستائين جدا، إذا كانت التغطية الإخبارية السلبية لروابط حكومة أبوظبي مع مانشستر سيتي قد تؤدي إلى حرمانهم من الوصول إلى النادي واللاعبين. والآن بعد أن وصل مانشستر سيتي إلى حافة عصر الهيمنة - على الأقل في إنجلترا - ربما حان الوقت لنلقي نظرة أخرى على من هو حقا وراء هذا المشروع ولماذا.

الطاقم الخفي

وكان الوجه الأول لاستحواذ أبوظبي - في سبتمبر/أيلول عام 2008 - على النادي، هو الدكتور «سليمان الفهيم»، لكن الرجال الذين كانوا حقا وراء الصفقة لم يحبوا رؤية صورة «الفهيم» في الأخبار، وتم تنحيته جانبا بهدوء. ومانشستر سيتي مملوك اسميا من قبل الشيخ «منصور بن زايد آل نهيان»، الذي كان غير متحمس للغاية لاستثماره الذي قارب 1 مليار جنيه استرليني، لدرجة أنه حضر مباراة واحدة فقط للفريق في 9 أعوام. وكان التفسير الذي لا يمكن تصديقه لنفور الشيخ من حضور المباريات هو أنه «لم يكن يحب الضجة التي تسببها المباريات». لكن قد يكون التفسير الأكثر منطقية هو أن الشيخ «منصور» ليس له علاقة مع مانشستر سيتي، وأنه مجرد واجهة مالية تخفي المالك الحقيقي للنادي.

وتعد أبوظبي هي أغنى وأقوى الإمارات السبع التي تضمها دولة الإمارات العربية المتحدة. والرجل الذي يسيطر على أبوظبي ويملي سياستها هو شقيق الشيخ «منصور»، ولي العهد «محمد بن زايد آل نهيان». والرجال الذين يديرون مانشستر سيتي هم الملازمون الرئيسيون لـ«محمد بن زايد» وليس «منصور». ومن أبرزهم «خلدون المبارك»، رئيس النادي منذ عام 2008، واليد اليمنى لولي العهد. كما أن «المبارك» هو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الكبرى، التابعة لـ«محمد بن زايد»، والتي تملك أصولا بقيمة 50 مليار جنيه استرليني، وتستثمر مبالغ ضخمة من المال في جميع أنحاء العالم في قطاعات متنوعة، مثل العقارات والمستحضرات الصيدلانية والطيران.

ويعتبر «بن زايد» أيضا هو القوة الدافعة وراء جهود دولة الإمارات لتطوير صناعة الدفاع المحلية، مما يعني أنه يمكنه الآن تصنيع الأسلحة وبيعها لجيشه النشط على نحو متزايد. وقد أصبح «محمد بن زايد» - الذي كان بحاجة إلى تبرير حربه في أماكن مثل اليمن، التي ساعد في تدميرها - بسرعة قوة عسكرية صناعية في ثوب رجل واحد. (الصورة: خلدون المبارك)

وهناك عضو رئيسي آخر في الفريق هو الأسترالي «سيمون بيرس»، وهو مدير مانشستر سيتي، ورئيس الاتصالات الاستراتيجية في أبوظبي. وبرز اسم «بيرس» في شركة العلاقات العامة بورسون مارستيلر، التي عملت مع عملاء مثل نيكولاي تشاوشيسكو، وبلاك ووتر، الأمر الذي أدى إلى الاقتباس الشهير: «عندما يحتاج الشر للعلاقات العامة، فيمكنه الاتصال ببورسون مارستيلر»، وقد قامت أبوظبي بتوظيف مباشر لشركة العلاقات العامة، كما أن الشركة مكلفة بحماية وتعزيز سمعة أبوظبي. وفي دراسة دوافعهم لشراء مانشستر سيتي، تظهر أبوظبي كشركة أكثر منها دولة أو مدينة، ويقدم «بيرس» لأبوظبي المشورة بشأن الصفقات التجارية، كما يقدم لها المشورة بشأن مسائل السياسة الداخلية والخارجية.

وقد ظهرت هذه الاستشارات في رسائل بريد إلكترونية بينه وبين «يوسف العتيبة»، سفير دولة الإمارات لدى واشنطن، والتي انتشرت في العديد من وسائل الإعلام والصحف بعد تسريبها قبل أقل من عام.

وفي أحد الرسائل، ظهر أن أبوظبي كانت في طريقها للتراجع عن صفقة تجارية تستحوذ بها على فريق نيويورك لكرة القدم، قبل أن يقول بيرس أن التراجع عن الصفقة سيكون ضارا للغاية بخطط الأعمال.

و بعد يومين، في 7 مايو/أيار عام 2013، تم تسجيل نادي مدينة نيويورك لكرة القدم ككيان مؤسسي في ولاية نيويورك، ليصبح أحدث امتياز في دوري كرة القدم الرئيسي بالبلاد.

اللعبة الكبرى

وحققت أبوظبي لعبتها الكبيرة بالاستحواذ على مانشستر عام 2013، عندما دخلت في صفقة عقارية بقيمة مليار جنيه استرليني مع مجلس مدينة مانشستر. وبقيت «الترتيبات التجارية التفصيلية» للمشروع المشترك سرية، لأنها «تنطوي على النظر في المعلومات المتعلقة بالشؤون المالية أو التجارية لأشخاص معينين». وحاولت الغارديان الحصول على التقرير من خلال قانون حرية المعلومات، إلا أن المجلس رفض هذا الطلب، مشيرا إلى «خطر الإخلال بالمصالح التجارية». ومن غير الواضح ما إذا كان يعني المصالح التجارية للمجلس أو المصالح التجارية لإمارة أبوظبي، التي أدارت التعامل مع هذه الصفقة عن طريق شركة مسجلة «أوف شور» تتمتع بالملاذ الضريبي.

وبعد أن علمت «هيومن رايتس ووتش» بالروابط التجارية الوثيقة مع حكومة أبوظبي، كتبت - مع منظمة العفو الدولية - إلى اثنين من كبار الشخصيات في المجلس، وهما السير «ريتشارد ليس» والسير «هوارد بيرنشتاين»، وطلبا منهما "مراعاة بعض المبادئ البسيطة وعلى رأسها ضمان ألا تتسبب علاقات مانشستر التجارية مع كبار الشخصيات في حكومة الإمارات ذات السجل الفقير في مجال حقوق الإنسان في الإضرار بسمعة المدينة».

ورد «ليس» على ذلك قائلا إن حكومة أبوظبي تعتبر «شريك عمل نموذجي» (وهو ما يشير إلى أنه لم يشاهد مقطع فيديو للشيخ عيسى آل نهيان يستعمل فيه عصا الماشية على شريكه التجاري السابق)، قائلا إن الانتهاكات المزعومة في الرسالة كانت خارج نطاق نفوذ المجلس. وبشكل مثير للسخرية، تولى السير «هوارد برنشتاين» وظيفة داخل مجموعة سيتي لكرة القدم الشهر الماضي.

ومن المشكوك فيه - بالطبع - أن يكون السعي لملكية النادي هي في المقام الأول لتوليد الدخل، ليس مباشرة على الأقل. وباعتبارها شركات قائمة بذاتها، فإن نوادي كرة القدم لا تولد - ولن تولد - هذا النوع من الأرباح التي تهم هذا النوع من المستثمرين. ورغم أن نادي مانشستر سيتي قد حقق أرباحا صافية بلغت 32.2 مليون جنيه استرليني في الأعوام الثلاثة الماضية، فإن خسائره الصافية للمواسم الخمسة السابقة قد بلغت 491.3 مليون جنيه استرليني. وعند حساب تكلفة شراء النادي - التي تقدر ب 210 مليون جنيه استرليني - وخسائر موسم 2008/2009 - التي لم ينشرها النادي- و161 مليون جنيه استرليني صافي الإنفاق على اللاعبين، ربما تصل الخسارة الصافية إلى ما يقارب 850 مليون جنيه استرليني. وإذا كانت الفكرة هي توليد مصادر دخل بديلة لاقتصاد ما بعد النفط، فإنهم لا يقومون بذلك على الوجه الأمثل.

ومن الواضح أن نادي مانشستر سيتي لكرة القدم وفريق مدينة نيويورك يمكنان أبوظبي من الحصول على موطئ قدم في مراكز السلطة والنفوذ، وتوفير منصة للسعي إلى مزيد من الفرص التجارية التي تقوي تأثير أبوظبي السياسي. وتشير رسائل البريد الإلكتروني لـ«بيرس» إلى هذا الاتجاه حيث يدير الأسترالي مخاطر إدارة فريق كرة قدم من قبل دولة سيئة السمعة عبر 3 طرق: أولا، من خلال تقديم مالك الأندية في صور رجل أعمال خيّر (منصور)، بدلا من رجل الدولة القوي (محمد بن زايد)، وثانيا عن طريق إغراق وسائل الإعلام بالكثير حول تقدم دولة الإمارات، وثالثا عن طريق مهاجمة مصداقية أو دوافع الجماعات والأفراد الذين ينتقدون انتهاكات الإمارات. ولسوء الحظ، فهو جيد جدا في وظيفته.

وفي عام 2012، كتب «سيمون بيرس» مذكرات إعلامية لصالح «محمد بن زايد»، حث فيها حكومة «ديفيد كاميرون» على اتخاذ خطوات لإنهاء ما وصفه «بيرس» بأنه تسلل إسلامي لقناة بي بي سي العربية، حيث نصح بيرس «بن زايد» بأن يطلب من رئيس الوزراء «مساعدة … بشأن بي بي سي على وجه الخصوص». وفي مقابل إسكات الصحافة البريطانية وغيرها من المزايا، تشير رسائل بيرس إلى أن «كاميرون» كان من المقرر أن يبيع أسلحة مربحة ويحصل على عقود نفطية للأعمال البريطانية، والتي كان من شأنها توليد مليارات الجنيهات لشركة بي إي سيستمز، وسمحت لشركة بي بي بتقديم عطاءات للنفط والغاز في الخليج. كما تستثمر أبوظبي الملايين في واشنطن العاصمة، ومعظمها على نوع من مراكز التفكير، التي يبدو أنها تفكر في معظمها حول المال. وقد ظهر ذلك في مقال المحلل المحافظ الجديد «مايكل روبين» الذي يشكك في مصداقية بحث هيومن رايتس ووتش حول التعذيب في الإمارات. وفي فرنسا، كانت دولة الإمارات حريصة على تمكين اليمين المتطرف، كما وثق الصحفيان الفرنسيان «جورج مالبرونو» و«كريستيان تشيسنوت»، أن الإمارات كانت على استعداد لتقديم مليوني دولار لحملة «مارين لو بين» الرئاسية في فرنسا عام 2015.

انتهاكات متكررة

وليست الأمور أفضل بكثير على الجبهة الداخلية. وكما يظهر مقطع فيديو التعذيب على يد الشيخ «عيسى»، فإن صحيفة تهم آل نهيان تتجاوز انتهاكات حقوق الإنسان إلى الإجرام الصريح. ولم تتم إدانة الشيخ «عيسى» بأي شكل من الأشكال، حيث برأته محكمة الإمارات من التعذيب، وخلصت إلى أنه تم حقنه بالمخدرات، وكان ضحية مؤامرة ابتزاز - ربما الأكثر غباءً في التاريخ - لكن جرائم أفراد عائلة آل نهيان الخطيرة في الخارج لا يمكنهم الاعتماد فيها على القضاء الفاسد لإخراجهم من المشكلة. وفي يوليو/تموز عام 2008 - قبل أشهر قليلة من الاستحواذ على مانشستر سيتي - تم إلقاء القبض على 8 أميرات من آل نهيان بتهمة الاتجار بالبشر في بروكسل، بعد فرار خادمات منازل من فندق هيلتون حيث وجدن طريقهن إلى الشرطة. واستغرق الأمر 9 أعوام حتى وصول القضية إلى المحاكمة، ولكن في يونيو/حزيران عام 2017، تمت إدانة الأميرات غيابيا بتهمة الاتجار في البشر.

وهناك اليمن. وقد لعبت أبوظبي دورا رئيسيا في التدمير المتعمد وغير الضروري لأحد أفقر بلدان العالم، وتتحمل مسؤولية كبيرة عن الكارثة الإنسانية التي تتكشف هناك. وقد قصف التحالف - الذي تقوده السعودية - المدارس والمستشفيات وحفلات الزفاف والجنازات. وفي سبتمبر/أيلول عام 2015، قامت منظمة العفو الدولية - في ذلك الوقت - بتوثيق «نمط من الغارات استهدف مواقع مكتظة بالسكان، بما في ذلك مسجد ومدرسة وسوق». وقد أظهرت رسائل «العتيبة» أنه كان فرحا بهذه الاستهدافات، وكان من بين الذين وصلتهم رسائل «العتيبة» هذه، «خلدون المبارك»، رئيس مانشستر سيتي.

وهناك المزيد والكثير من الجرائم، ولكن يكفي أن نقول أنه في حين أن أبوظبي قد لا تكون الحكومة الأكثر تعسفا في العالم، فهي بسهولة الحكومة الأكثر تعسفا التي تدير ناد لكرة القدم. وتكشف النظرة السريعة على اختلافات المراهنات لدوري أبطال أوروبا هذا العام مدى اعتماد كرة القدم الأوروبية على التمويل من أبوظبي أو قطر. وعلى قمة تفضيلات المراهنات، يأتي مانشستر سيتي، يليه باريس سان جيرمان، ثم بايرن ميونخ - الذي ترعاه قطر الآن، والرابع برشلونة - الذي أنهى مؤخرا فقط صفقة رعاية لمدة 7 أعوام مع قطر، والخامس ريال مدريد - الذي باع مؤخرا حقوق تسمية استاده الجديد لأبوظبي.

وفي وقت سابق من هذا العام، كانت السعودية وأبوظبي قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضتا عليها حصارا اقتصاديا، متهمة قطر بالانضمام إلى معسكر إيران ودعم الجماعات الإرهابية الإسلامية. ومع ذلك، في حين أن هذه الاتهامات أخفت الدوافع الخفية الحقيقية، فإن الكراهية حقيقية جدا، ولن تكون مفاجأة كبيرة إذا قرر آل نهيان إعادة تسمية ملعب سانتياغو برنابيو - ملعب ريال مدريد - ليكون «استاد تحالف قطر-داعش». وننتظر لنرى كيف ستؤثر هذه العلاقة المليئة بالكراهية على ملاعب كرة القدم في العالم.

أعتقد أنكم الآن ستشاهدون الفيلم الوثائقي من أمازون من زاوية جديدة كليا. أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.

 

المصدر | ميديام

  كلمات مفتاحية

الإمارات مانشستر سيتي منصور بن زايد سيمون بيرس خلدون المبارك محمد بن زايد