قال الكاتب المصري «جمال سلطان» إن صفقة الاستحواذ على مجموعة «إعلام المصريين»، المالكة لعدد من الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية، جاءت للسيطرة على أذرع الإمارات في مصر.

وتحت عنوان «صفقات إعلامية غامضة»، أكد «سلطان» في مقاله المنشور على صفحات «المصريون» (مستقلة)، أن شركة «إيغل كابيتال» التي أبرمت الصفقة، دون الإعلان عن قيمتها، محسوبة على جهة رسمية (لم يسمها)، تقف وراء وزيرة الاستثمار المصرية السابقة «داليا خورشيد»، المتزوجة من محافظ البنك المركزي المصري «طارق عامر»، والتي خرجت من الوزارة في فبراير/شباط الماضي، لتعاود الظهور بقوة من خلال رئاسة «إيغل كابيتال».

وأضاف: «الهيمنة الإماراتية على الإعلام الخاص لم تكن مرضية لجزء مهم من الأجهزة المصرية، رغم أن الهدف واحد ، لكن بعض الممارسات الفجة كان فيها فرض وصاية غير لائقة ومستفزة، خاصة من قبل وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر الذي كان يوصف في أبوظبي بأنه سلطان مصر، لسيطرته على قطاعات واسعة من الإعلام ومشروعات أخرى».

وذكر «سلطان» متابعيه، بنشر صور القيادي الفتحاوي المفصول «محمد دحلان»، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وهو يرأس اجتماعات مجلس تحرير صحيفة مصرية معروفة (اليوم السابع).

وأكد رئيس تحرير «المصريون»، أن 90% من المال الإعلامي في مصر منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وحتى الآن هو إماراتي، لاستهداف الربيع العربي، والحد من توابعه، وخاصة بعد وصول جماعة «الإخوان» لمنصب الرئاسة في مصر، عبر «محمد مرسي» الذي جرى الانقلاب عليه لاحقا العام 2013.

ووفق «سلطان»، فإن بعض المكاتب الإعلامية التي أسسستها الإمارات عمل فيها بعض كبار المسؤولين المصريين الحاليين في مناصب لها حساسية، كما تحولت أبوظبي إلى «الكعبة» التي يحج إليها إعلاميون ومثقفون مصريون بانتظام شبه أسبوعي ولأسباب غير مفهومة ولا معلنة. 

ويأتي التحرك الأخير من وجهة نظر «سلطان» في سياق «جهود حثيثة لتمصير شبكة الإعلام الإماراتي في مصر، وإخضاعها بشكل مباشر للإدارة المصرية، وإنهاء هذه السيولة الإعلامية والسياسية التي يمكن أن تربك أصحاب القرار في مصر، أو تجعل الكثير من الحسابات رهينة بإرادة أبوظبي»، بحسب قوله.

وكانت صحيفة «اليوم السابع»، التي دخلت ضمن الصفقة المشار إليها، فصلت عددا من الصحفيين لموقفهم المعارض للتنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، كما تلتزم الصحف والفضائيات التي تم شراؤها بوجهة النظر الرسمية فقط، دون غيرها.

ومنذ أشهر، استحوذت شركة «فالكون»، القريبة من الاستخبارات العامة المصرية، على قناة «الحياة» المملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب «الوفد»، «السيد البدوي».

ومنذ الانقلاب العسكري منتصف 2013، باتت أجهزة سيادية، تمتلك فضائيات وصحف وشركات للتصوير والدعاية والتسويق والإنتاج الفني والسينمائي، بما يعزز من سيطرة الجيش على وسائل الإعلام.