استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الأربعاء، الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في قصره بالرياض.

ورحب العاهل السعودي بالرئيس «عباس» ومرافقيه في المملكة، وأقام له مأدبة غداء تكريما له، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

وعقب المأدبة تسلم الملك، هدية من «عباس» عبارة عن صورة تذكارية.

ووصل «عباس» إلى الرياض الثلاثاء، وكان في استقباله بمطار قاعدة الملك «سلمان» الجوية، نائب أمير منطقة الرياض الأمير «محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز», ووزير الخارجية «عادل الجبير»، في زيارة رسمية هي الثانية من نوعها للمملكة، خلال 40 يوما.

ومن المقرر أن يعقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية، تتناول كيفية تنسيق العمل العربي لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده إليها، وخاصة بعد استخدام الولايات المتحدة الثلاثاء حق الفيتو لمنع صدور قرار من «مجلس الأمن» يندد بالقرار الأمريكي.

وكان من المقرر أن يكون هذا الاستقبال، الثلاثاء، إلا أنه تم تأجيله إلى الأربعاء، بسبب انشغال الملك «سلمان» وأركان حكومته بإقرار الموازنة لعام 2018 التي تم الإعلان عنها أمس، بحسب مصدر سعودي.

ورغم حديث المصدر السعودي عن أن سبب تأجيل الزيارة هو انشغال الملك بالموازنة، إلا أن مراقبين يرون أن الأمر يتماس بشكل أو بآخر معى الموقف السعودي المتماهي مع القرار الأمريكي بشكل كبير، وغير المتحمس لأي تحرك حقيقي ضد القرار، وهو ما بدا واضحا في عدم حضور العاهل السعودي لقمة إسطنبول حول القدس، وفي الضغوط التي مورست على بعض الزعماء العرب لعدم حضور القمة، إرضاء للحليف الأمريكي.

وكان مجلس الوزراء الفلسطيني، قد أكد اعتزازه بمواقف المملكة الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وثمّن المجلس خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها بمدينة رام الله، الإثنين، برئاسة «رامي الحمدالله» وفاء المملكة بالتزاماتها المالية من خلال تقديم دعم لموازنة السلطة الوطنية بمبلغ 30.8 مليون دولار أمريكي.

ودعا الدول العربية والإسلامية والدول المانحة إلى ضرورة الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها لدعم صمود الشعب الفلسطيني، حتى تتمكن السلطة الوطنية من الوفاء بالتزاماتها التي تتزايد يوميا نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته العنصرية.

وبحسب مستشار «عباس» للشؤون الدبلوماسية «مجدي الخالدي»، فإن الرئيس الفلسطيني سيتوجه، غدا الخميس، إلى فرنسا للقاء نظيره «إيمانويل ماكرون»، خاصة أن باريس لديها موقف حاسم اتجاه حل الدولتين وعدم تغيير الوضع القانوني في القدس.

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن «ترامب»، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.

وأثارت هذه الخطوة الأمريكية، غير المسبوقة، موجة من الغضب العربي والإسلامي، وسط قلق وتحذيرات دولية من تداعيات قرار «ترامب».

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادًا لقرارات المجتمع الدولي.

وعلى صعيد آخر، أدان الرئيس الفلسطيني، الأربعاء، إطلاق جماعة «الحوثي» اليمنية الثلاثاء، صاروخا باليستيا على العاصمة السعودية الرياض.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، عن الناطق باسم الرئاسة «نبيل أبو ردينة»، قوله إن «الرئيس عبّر عن تضامنه مع المملكة العربية السعودية ضد ما تتعرض له من اعتداءات».

واعتبر أن «أي اعتداء على السعودية هو استهداف للأمتين العربية والإسلامية».

وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية الثلاثاء، اعتراض صاروخ باليستي، جنوب الرياض، دون تسجيل أي أضرار.

وقالت قناة «المسيرة» الفضائية، الناطقة باسم الحوثيين، إن «القوة الصاروخية (التابعة للجماعة) أطلقت صاروخًا باليستيا من طراز (بركان 2) على قصر اليمامة (يضم الديوان الملكي ومكتب العاهل السعودي) في الرياض».

وهذا هو الصاروخ الثاني الذي يطلقه الحوثيون على الرياض، خلال الشهرين الماضيين؛ حيث سبق أن استهدفت الجماعة مطار الملك خالد بن عبدالعزيز الدولي بصاروخ باليستي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.