دليل المتشائم للتنبؤ بالمستقبل: 8 سيناريوهات «سوداوية» قد تبدأ في 2018

الخميس 21 ديسمبر 2017 09:12 ص

العالم على الحافة، كوريا الشمالية تهدد بالحرب، ولا أحد يعلم ما سيفعله «دونالد ترامب»، كما أن هناك قوى حالية تخلق الاضطرابات، بداية من الأخبار الكاذبة وحتى العملات الرقمية.

في ظل هذا، مرحبا بك في أحدث نسخة من دليل المتشائم لعام 2028، وهي ليست محاولة للتفكير في الصدمات المحتملة للعام المقبل فحسب، وإنما للتفكير أيضا في كيفية تشكيلها للعقد القادم.

ليس المقصود من السيناريوهات الموجودة هنا أن تكون تنبؤية، وإنما هي أفكار تهدف لتحريضك على التفكير في مدى السرعة التي يتغير بها عالمنا.

سيناريو 1: «ترامب» يفوز بولاية ثانية

في 2018: يُتبع الرئيس «دونالد ترامب» انتصاره في خفض الضرائب بدفعة ضخمة لإلغاء الضوابط الاقتصادية والتعهد بإنفاق تريليونات الدولارات على الجيش والبنية التحتية، يزدهر الاقتصاد، ولا يجد تحقيق «روبرت مولر» أي شئ يورط «ترامب» شخصيا.

في 2020: ورغم الانخفاض في أرقام الاستطلاعات، يعاد انتخاب «ترامب» ثانية بعد انقسام الديمقراطيين غير المنظمين بين المرشحة الديمقراطية «كمالا هاريس» والمستقل «بيرني ساندرز» الذي سيبلغ عمره وقتها 79 عاما.

في 2021: يتمكن «ترامب» أخيرا من إلغاء «أوباما-كير» دون بديل يحل محله، تحدث حالة فوضى في نظام الرعاية الصحية الأمريكي في الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد وتنفجر فقاعة سوق الأسهم، وتسقط الولايات المتحدة في ركود اقتصادي عميق.

في 2024: يختار الناخبون الديموقراطي «جيمي كيميل» رئيسا بعد أن يتعهد بنظام رعاية صحية وطنية، ولكن في إشارة على انقسام البلاد؛ يختار سكان فيرجينيا «ستيف بانون» كسيناتور مقبل لهم بدل «تيم كاين»، وتثور احتجاجات حول الرعاية الصحية في المدن الكبرى.

في 2028: يحدث تصدع لكل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لأن الناخبين يشعرون بخيبة أمل تجاه سياسات المؤسسة وينجذبون لأحزاب بديلة، يكون هناك أربع مرشحين مقبولين للرئاسة في نوفمبر، لكن لا أحد منهم يحصل على 270 صوتا انتخابيا، تمتد المعارك السياسية والقضايا في المحاكم إلى عام 2029 مع اقتراب يوم التنصيب.

سيناريو 2: الأخبار الكاذبة تقضي على فيسبوك

في 2018: تُظهر الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة أن فيسبوك وغيره من شركات التقنية الكبيرة قد فشلت في إيقاف انتشار المعلومات المضللة، ويكشف استطلاع ما على سبيل المثال، أن 30% من المصوتين ظنوا أن «هيلاري كلينتون» كانت متشحة لمجلس الشيوخ.

في 2019: يوظف فيسبوك الآلاف لإزاحة المحتوى المشبوه، لكنه يعجز عن كشف المخادعين، وتجد حكومات العالم نفسها مضطرة للاحتذاء بنموذج روسيا لاستخدام روبوتات الويب كسلاح مضاد للتجسس، وهنا يظهر أن نصف حركة المرور على تويتر تأتي من حسابات الأخبار المزيفة هذه.

في 2020: يعلن المدراء التنفيذيون في وادي السيليكون بخليج كاليفورنيا أنهم طوروا برامج ذكاء اصطناعي لاستئصال المعلومات المضللة بدقة كبيرة، ولكن في الفترة التي تسبق الانتخابات، يحدث اختراق للأجهزة المساعدة الصوتية التي تملأ بيوت الأمريكيين لكي تعطي أجوبة مؤيدة لـ«ترامب» إذا سألها مالكوها عن الاقتصاد والسياسة الأجنبية.

في 2025: لا أحد يعرف ما الصحيح وما الكاذب على الإنترنت بعد الآن، وتقرر إدارة «كيميل» أنه لم يعد لديها خيار إلا تفكيك شركات التقنية الكبيرة بإجراءات قانونية، ولا تعود فيسبوك وتويتر وجوجل موجودة في صورتها الحالية.

في 2028: الجيل التالي من المنصات الاجتماعية يسوده التشرذم، مما يعطي المجموعات المتشابهة في التفكير تجربة على مواقع التواصل تخلو من المعارضة الأيديولوجية، مما سيجعل المعلومات المضللة أسوأ، وتظهر الاستطلاعات حينها أن 55% من الروس يعتقدون أن ترامب أصبح رئيسا مدى الحياة بعد خطاب تتويج مزيف على موقع قومي روسي.

سيناريو 3: البيتكوين يستبدل البنوك

في 2018: يعلن أحد المقرضين في الولايات المتحدة أن أنظمته قد تم اختراقها في هجوم إلكتروني وتلاشي جميع ودائعه، يُطمئن المنظمون في أنحاء العالم عملاءهم بأن ودائعهم في مأمن، وتقفز البيتكوين إلى 40 ألف دولار مع تصاعد المخاوف حول أمن النظام المالي، كما يقفز الذهب أيضا ولكن بشكل أقل.

في 2021: يتبنى «علي بابا» الصيني عملته الرقمية المشفرة الخاصة للاستخدام في شبكته الهائلة للتجارة الإلكترونية، ويؤسس لقابلية السوق الشاملة للمال الرقمي، تقوم فنزويلا بتبني البيتكوين وتتبعها اليونان وبعض الدول الأفريقية، لتصل قيمتها إلى 100 ألف دولار.

في 2023: يتم بث برمجية طروادة خبيثة يسمى «وورم هول» في عدد ضخم من البنوك في العالم، يستغل البرنامج عدم انكشافه ليسحب البيانات والأموال من الحسابات.

في 2026: تتمكن فتاة مدرسة فى العاشرة من العمر في بطرسبرج من اكتشاف البرمجية وتكشفها لوسائل التواصل، مما يولد حالة محمومة من سحب الأموال من المصارف العالمية، وتنهار الأسهم المالية في وول ستريت القديمة، في الوقت الذي تتبنى فيه البنوك المركزية سياسة الكتل، التي تستغني عن الوسطاء وتتم المعاملات التجارية دون وسيط (كالبنوك مثلا).

في 2028: يتفكك العديد من المقرضين التجاريين، ويفسح النظام الاقتصادي العالمي الطريق لتجزأة عملات رقمية وأنظمة دفع تهيمن عليها شركات مثل «أمازون» و«علي بابا»، ويصل البيتكوين إلى مليون دولار.

سيناريو 4: كوريا الشمالية تطلق هجوما

في 2018: كوريا الشمالية تدفع العالم لحافة الحرب بعد أن تطلق قذيفة على بعد 20 ميلا من الساحل الغربي للولايات المتحدة، يختار «ترامب» ألا ينتقم، وإنما يجتمع في اليوم التالي مع الرئيس الصيني «تشي جين بين» في قمة في هونولولو بهاواى، وفي اليوم التالي تغلق الصين حدودها مع كوريا الشمالية.

في 2019: يعلن التليفزيون الكوري الشمالي أن الرئيس «كيم جونج أون» قد توفي على غير المتوقع بأزمة قلبية، ويوافق نظام حاكم جديد على نزع السلاح النووي، ترتفع شعبية «ترامب»، وتصبح العلاقات بين «تشي» و«ترامب» دافئة لدرجة أن الناس يبدأون في التحدث عن عصر ذهبي في العلاقات الصينية الأمريكية.

في 2020: وحرصا من «ترامب» على إنهاء ولايته الأولى على مستوى عال، فإنه يعلن أن الولايات المتحدة سوف تبدأ في بيع المعدات العسكرية للصين، كما أنه يحذر اليابان وكوريا الجنوبية أنه سيسحب القوات الأمريكية إذا لم تتعاونا في التجارة، وتجد اليابان نفسها مدفوعة بالقلق من فقدان درعها الحامي، فتزيد الإنفاق العسكري.

في 2025: وفي آخر يوم لـ«ترامب» في منصبه، يعلن «تشي» عن خططه لضم تايوان، ويرحب «ترامب» بالخطوة قائلاً «إنها صفقة عظيمة لشعب تايوان»، تعلن اليابان أنها ستبدأ في تطوير أسلحة نووية، بينما توقع كوريا الجنوبية اتفاقية دفاع مع الصين.

في 2028: تحط طائرة «ترامب» في تايبييه للاحتفال بإعادة توحيد تايوان ويجلس بالقرب من صديقه القديم، الرئيس «تشي»، وينتهي الأمر بخبر سيء، عندما تعلن اليابان أنها تستطيع الآن تدشين رأس نووي على صاروخ باليستي عابر للقارات، وتدخل آسيا في سباق تسلح جديد.

سيناريو 5: «كوربين» يعيد مجد الاشتراكية

في 2018: تخرج مفاوضات «بريكست» عن السيطرة، يُطاح برئيسة الوزراء «تيريزا ماي»، ويتم إجراء انتخابات مفاجئة تأتي بزعيم العمال «جيريمي كوربين» للسلطة، وتعود المفاوضات للمسار الصحيح.

في 2019: تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي وفقاً لاتفاقية في 29 مارس/آذار، يلوم «كوربين» حزب المحافظين على تضليل الأمة لأن تكلفة المغادرة تبين أنها أغلى مما أشارت إليه حكومة «تيريزا ماي».

في 2022: يقترض «كوربين» بشدة ويزيد من الضرائب لتنفيذ أجندته الاشتراكية، يصبح التعليم في الجامعات مجانيا، يهرب المصرفيون الأثرياء من لندن، وكذلك تفعل الضرائب التي كانوا يدفعونها، يعلن «كوربين» عن خططه لتحويل بعض ممتلكاتهم إلى مساكن لمنخفضي الدخل، يصل العائد على السندات الحكومية ذات العشر سنوات إلى 5%.

في 2023: تعود جاذبية الاشتراكية، ويعاد انتخاب «كوربين» بأغلبية ساحقة، ولكن بعد ذلك، ينكشف الواقع الاقتصادي بعد سنوات من الإفراط في الإنفاق، ويقفز الدين متخطياً 100% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يصبح التضخم خارجا عن السيطرة.

في 2028: تتصاعد المخاوف بأن البلاد سوف تتخلف عن السداد، يؤدي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لأزمة في عملة الجنيه الإسترليني، المملكة المتحدة الآن هي ضمن أصول الأسواق الناشئة عالية الخطورة، والاستطلاعات تشير لتخوف البريطانيين من تدخل صندوق النقد الدولي للإنقاذ.

سيناريو 6: حرب أجيال تدمر أوروبا

في 2018: يحتج المتقاعدون الفرنسيون على محاولة الرئيس الفرنسي لإصلاح نظام التقاعد السخي، كما أن الانتخابات الإيطالية تظهر انقساما حادا بين الأجيال، فالناخبون الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين ينتخبون المرشح المسن «سيلفيو برلسكوني»، الذي يفوز على وعد بالحفاظ على أموالهم المدخرة.

في 2020: لا يستطيع السكان في سن العمل أن يتحملوا تكاليف تقاعد المتقاعدين، مما يودي بالبرتغال وإيطاليا وإسبانيا واليونان إلى أزمات مالية، ولا تكفي شعبية «ماكرون» والمستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» لفرض الانضباط المالي، وتغرّم مفوضية الاتحاد الأوروبي كل من البلدين لانتهاك قواعد العجز.

في 2022: يحمل مرشح اليسار المتطرف «جان لوك ميلينتشون» علم الشباب الفرنسي، ويهزم «ماكرون» ويستشهد ب«كوربين» للتدليل على كيف يمكن للاشتراكية الحقيقية أن تعمل في القرن الواحد والعشرين، ترتفع الضرائب في كلا البلدين، وتصوت اسكتلندا على الانفصال عن بريطانيا على اعتقاد بأن هذا سيجعل الضرائب تهبط.

في 2024: مع تصاعد بطالة الشباب لتصل إلى 50% في معظم أوروبا، تفوز الحركة الشعبوية «فايف ستارز» في إيطاليا، تبدأ الحكومات في التراجع أمام كلفة التزاماتها، تصوت كاتالونيا على مغادرة إسبانيا، وتعجز البلد الأم عن وقف هذا بسبب عدم كفاية الميزانية لتحمل تكاليف العمل العسكري.

في 2028: مع انخفاض مستويات الخصوبة والتقاعد المبكر، فإن هذا يعني أن كل اثنين من العاملين يدعمان متقاعدا واحدا في معظم أنحاء أوروبا، يرفض الشباب دفع الضرائب، وفي أحدث الانفصالات، تنفصل بلجيكا إلى ثلاثة أجزاء: الفرنسية والفلمنكية وبروكسل، وهي عاصمة الأجزاء القليلة المتبقية من الاتحاد الأوروبي.

السيناريو 7: الصين تبدأ حربا تجارية

فى 2018: يحط الإعصار الأقوى فى تاريخ الصين الحديث على شواطئ مدينة شنغهاى مما يتسبب فى حدوث فيضانات عارمة وانقطاع فى شبكات التيار الكهربائى. يزيد الضغط على الرئيس الصينى «تشي جين بينغ» لاستخدام الوزن الاقتصادي للصين، واستغلال علاقته الجيدة بالرئيس الأمريكى «ترامب»، لإقناع الولايات المتحدة بإعادة تبنى اتفاقات باريس وخفض الانبعاثات الحرارية.

فى 2021: تضخ بكين مليارات الدولارات فى دعم تحويل الصين بالكامل الى السيارات الكهربائية بحلول عام 2028. وفى ولايته الثانية، يرفض «ترامب» الانضمام الى اتفاقيات باريس. وبدلا من ذلك، فإنه يزيد من الإعفاءات الضريبية لشركات النفط وصانعي السيارات التقليدية. كما تتخلى روسيا عن اتفاقيات المناخ.

فى 2024: بينما يدخل الكوكب عصرا من الظروف المناخية القاسية، تلاحظ الصين أن تغير المناخ أدى إلى تجفيف شبكة الأنهار . تظل العلاقات بين «ترامب» و«تشي» دافئة، لكن المسؤولين في بكين يتحدثون عن إرغام الولايات المتحدة على تغيير سلوكها تجاه المناخ.

فى 2025: بدأت الصين فى تجاهل حلفائها وفرضت عقوبات تجارية على الدول المتخلفة عن خفض انبعاثات الكربون، بما فيها الولايات المتحدة.

فى 2028: يحاول الرئيس الأمريكى «كيميل» أن يحصل على التزام جديد من الكونغرس بخفض الانبعاثات الحرارية، ويفشل فى ذلك، ويخسر الانتخابات التالية نتيجة لذلك. يشهد العالم حربه التجارية الأولى بسبب المناخ، حيث تفرض الصين عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.

السيناريو 8: السيارات الكهربائية تنهى عصر النفط

فى 2018: يحدث طفرة فى تكنولوجيا تصنيع البطاريات تفتح المجال أمام الإنتاج الموسع من السيارات الكهربائية رخيصة الثمن. وخوفا من مستقبل الطاقة، فإن منظمة أوبك تقوم بخفض إنتاج النفط. وفي الوقت الراهن، يستقر سعر النفط الخام عند 50 دولارا للبرميل الواحد.

فى 2020: يتوج «محمد بن سلمان» ملكا للمملكة العربية السعودية، ويصاحب ذلك نجاح هائل فى الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية. يذهب الملك إلى الانفاق ببذخ لتشييد مدينة «نيوم» الصرح الاقتصادى الضخم في قلب الصحراء. وتتركز عيون العالم على نجاح السيارات الكهربائية الجديدة التي تتدفق من خطوط التجميع في وادي السيليكون بخليج كاليفورنيا ومدينة شنتشن بالصين. بينما يستقر سعر النفط بنهاية العام عند 40 دولارا للبرميل الواحد.

فى 2021: تعانى الاقتصادات من اليابان إلى الولايات المتحدة، حيث إن صدمة التغيير السريع فى سوق إنتاج السيارات تقلب الطاولة على سلسلة إمدادات قطاع السيارات التقليدية بالعالم. ويتفاقم الوضع بحدوث أكبر اضطراب اقتصادى في موسكو والرياض حيث تضمحل الميزانيات بانخفاض أسعار النفط. ويرافق ذلك اندلاع أعمال شغب خارج المصانع الروسية. وتتداعى أسعار النفط لتصل إلى 20 دولارا للبرميل الواحد.

فى 2024: تدخل المملكة العربية السعودية في حالة من الكساد الاقتصادي وتنتشر حالة عدم الاستقرار السياسي عبر الشرق الأوسط. يتقاعد الرئيس «فلاديمير بوتين» من السياسة ويحاول أن يحكم من خلال وكيل، هى محافظ البنك المركزي السابق «إلفيرا نبيولينا». وينخفض سعر النفط إلى 10 دولارات للبرميل الواحد.

فى 2028: تتخلى المملكة العربية السعودية عن استكمال مشروع مدينة «نيوم» وتتوارى ناطحات السحاب في رمال الصحراء. وتنهار منظمة أوبك. وفي روسيا، يختفى بوتين عن الأنظار لسنوات، وتكافح «نبيولينا» لمنع تفكك البلاد. ويبدأ المستثمرون بالذعر من الإفلاس الواسع الانتشار في جميع أنحاء صناعة النفط العالمية.

  كلمات مفتاحية

تةقعات 2018 سيناريوهات كابوسية الصين ترامب بيتكوين تغير المناخ