أصابع «دحلان» تظهر وراء صراعات «آفاق تونس»

الخميس 21 ديسمبر 2017 02:12 ص

تفاقمت حدة الخلافات داخل أروقة حزب «آفاق تونس»، بعد تصريحات القيادي بالحزب «مهدي الربعاوي»، الذي كشف عن أن «رئيس الحزب ياسين إبراهيم التقى القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان»، المعروف بقربه من ولي العهد الإماراتي، «محمد بن زايد آل نهيان».

يأتي هذا وسط ضغوط لدفع وزراء في الائتلاف الحكومي للاستقالة، وإجراء تعديل وزاري جديد.

وقال «الربعاوي»، في رد على سؤال حول حقيقة لقاء «إبراهيم» و«دحلان»، إنه كان «لقاء طبيعياً وعادياً، حيث التقيناه كما التقته أطراف سياسية أخرى، وهو يندرج في إطار دبلوماسية الحزب».

ويثير اللقاء مخاوف من تدخل أطراف خارجية في المشهد التونسي، لها علاقة بأبوظبي التي قادت مخططا لإجهاض الربيع العربي في مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن.

وفي محاولة لتبديد تلك المخاوف، سارع المكتب الإعلامي لحزب «آفاق تونس»، إلى نشر تكذيب على «فيسبوك»، جاء فيه: «لم يلتق رئيس حزب آفاق تونس أو أي قيادي في الحزب، محمد دحلان، وإن هذا الخبر عار تماماً عن الصحة، وناتج عن سوء فهم السؤال من طرف المتحدث، خلافاً لما ورد في بعض وسائل الإعلام على لسان مهدي الرباعي».

ويسعى رئيس الحزب إلى إحراج الحكومة ورئيسها والائتلاف الحكومي، وبالأخص الثلاثي حزب «نداء تونس» و«النهضة» و«الاتحاد الوطني الحر»، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

ويتخبط حزب «آفاق تونس» في صراعات قسّمت صفوفه إلى شقين، فريق الوزراء تصطف خلفهم قيادات وقواعد متمسكة بالبقاء في صف منظومة الحكم، وفريق ثانٍ يقوده رئيس الحزب، «ياسين إبراهيم»، اختار صف المعارضة والانسلاخ عنها.

وكان المكتب السياسي للحزب قرر إمهال ممثليه في الحكومة 48 ساعة للخروج منها، وفي حال بقائهم في الحكومة فسيتم اعتبارهم مستقيلين ولا يمثلون الحزب، وهم: «وزير البيئة والتنمية المحلية رياض الموخر، ووزير التكوين المهني والتشغيل فوزي عبدالرحمن، وكاتبا الدولة عبدالقدوس السعداوي وهشام بن أحمد».

لكن وزير التشغيل والتكوين المهني «فوزي عبدالرحمن»، حمل رئيس الحزب، مسؤولية ما اعتبره «انقلاباً على شرعية مؤسسات الحزب»، مؤكدا تمسّكه بقرار رئيس الحكومة، «يوسف الشاهد»، ومواصلته العمل على رأس وزارة التشغيل، والتزامه بالشرعية التي يستمدها من مجلس نواب الشعب ومن أدائه القسم أمام رئيس الجمهورية، «الباجي قائد السبسي».

ودعا «عبدالرحمن» قيادات الحزب في مختلف هياكله إلى بعث لجنة تحقيق مستقلة للتثبت من الإخلالات والتحقيق في ظروف وملابسات ما يحدث داخل «آفاق تونس».

ويقول مراقبون، إن رئيس الحزب يمهد الطريق للترشح منفرداً بدون منازع في انتخابات الرئاسة 2019 من دون اعتراض، ومباركة حزب يسيطر عليه بشكل نهائي.

ووفق «لوموند» الفرنسية، يوصف «محمد دحلان» برجل «الثورة المضادة» في العالم العربي، سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو غيرها، مشيرة إلى أنه يعد جزءا من لعبة جيوسياسية إقليمية كبرى طرفاها الأساسيان مصر والإمارات.

و«دحلان» المستشار المقرب من «بن زايد» قاد عمليات سرية في ليبيا يشتبه في كونها متعلقة بشحنات أسلحة وإمداد المرتزقة إلى «خليفة حفتر»، وساهم في إطلاق حزب سوري معارض في القاهرة، والتقى سرا مع جهات فاعلة في التحول السياسي التونسي وغيرها.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس محمد دحلان آفاق تونس النهضة نداء تونس يوسف الشاهد