الأرشيف العثماني يؤكد حماية «فخرالدين باشا» للمدينة المنورة

الخميس 21 ديسمبر 2017 06:12 ص

أظهرت وثائق الأرشيف العثماني، أن القائد العسكري «فخرالدين باشا»، المعروف بـ«بطل المدينة»، و«نمر الصحراء»، دافع ببسالة عن المدينة المنورة، ووزع المساعدات المالية، خاصة القمح على سكان المدينة إبان محاصرتها، من قبل الجيش البريطاني المدعوم من بعض القبائل المتحالفة معه.

وبعد إعادة وزير خارجية الإمارات «عبدالله بن زايد»، نشر تغريدة مسيئة للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تدّعي ارتكاب «فخرالدين باشا»، (القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى)، جرائم ضدّ السكان المحليين، أظهرت وثائق الأرشيف العثماني، التابعة لمديرية أرشيف الدولة، أن القائد «فخرالدين باشا» لبّى كل احتياجات السكان خلال دفاعه عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولم يتخلَ عن الدفاع عن المدينة رغم النقص في العتاد والتجهيزات العسكرية، والمواد الغذائية، حيث أمر الجنود بأكل الجراد والصمود لمواصلة مقاومة الإنجليز.

وأشارت وثيقة عثمانية مؤرخة في 9 من نوفمبر/تشرين الثاني 1915، إلى أنه أكد في إخطار خطي على ضرورة تسديد مبالغ ينبغي تحويلها للمصادر التي توزع القمح على السكان المحتاجين في المدينة المنورة إبان الحصار.

وفي وثيقة أخرى مؤرخة في الأول من سبتمبر/أيلول 1916، أشار في مراسلة مع القيادة، «بأن المبالغ المرسلة لحماية المدينة، ستكون غير كافية لأنه سيتم توزيع نقود على السكان المسلمين المحتاجين في المدينة».

كما أن وثيقة تعيينه بعد أن كان قائد الفيلق الثاني عشر آنذاك، بمنصب قائد للقوات العثمانية في الحجاز في 20 من مايو/أيار 1916 محفوظة في الأرشيف العثماني.

وفي كتاب أرسله خلال تولي مهامه، يُعلم به القيادة في إسطنبول، بتاريخ 21 أغسطس/آب 1917، بمراسم افتتاح شارع بعرض 20 مترا، بجهة باب السلام من الحرم النبوي الشريف، في ميدان المناخة بالمدينة المنورة، وتصادف الافتتاح مع عيد الفطر المبارك حينها.

وتظهر الوثائق التاريخية المذكورة، الحقائق جليا بأنه كان إبان حصار القوات البريطانية للمدينة المنورة، يراعي الاحتياجات الغذائية والمالية للسكان، إلى جانب تلبية احتياجات المدينة الإدارية.

ومن جانبه قال المؤرخ التركي «أنس دمير»، إنّ «فخرالدين باشا»، دافع عن المدينة المنورة لمدة عامين و7 أشهر ببسالة وشجاعة.

وأوضح «دمير» أنّه ظل يدافع عن المدينة المنورة وضريح الرسول، صلى الله عليه وسلم، رغم استسلام الجيش العثماني المرابط في كل الجبهات في 30 من أكتوبر/تشرين الأول 1918، ولم يلتفت لأوامر القيادة العثمانية، واستمر في دفاعه عن المدينة.

وفيما يتعلق بقيام وزير الخارجية الاماراتي إعادة نشر تغريدة مسيئة للباشا والأتراك، قال «دمير»: «هذه الخطوة سياسية تماما، وتعاظم قوة تركيا ومحاولتها صون شرف الأمة الإسلامية ودفاعها عن القدس خلال الفترة الأخيرة، لها علاقة مباشرة مع تصرف الوزير الإماراتي».

كما أشار إلى أنّ تحسن صورة تركيا بقيادة «أردوغان» لدى الشارع العربي، بعثت الانزعاج لدى البعض، وبالتالي فإنّ هذا التصرف من الوزير الإماراتي يعد مخططا لتضليل الرأي العام العربي تجاه الأتراك، وتشويه صورة تركيا.

وأضاف أنّ دفاع «فخرالدين باشا» عن المدينة استمر 72 يوما دون أن يتلقى دعما من أحد، وواصل نضاله لمنع دخول البريطانيين وأعوانهم المتواطئين إلى المدينة، رغم النقص الكبير في الغذاء والذخيرة والسلاح.

وتابع «دمير» قائلا: «البريطانيون سرقوا العديد من الآثار من المناطق التي كانوا يحتلونها، ونقلوا ما سرقوه إلى لندن، وكان فخرالدين باشا يدرك ذلك، ولذلك قام منتصف 1918، بجلب الأمانات المقدسة إلى مدينة إسطنبول، وسط إجراءات أمنية مشددة».

واختتم كلماته قائلا: «على اعتبار أنه قائد عثماني فمن الطبيعي أن يقوم فخرالدين باشا بإرسال الأمانات المقدسة والرموز العائدة للنبي محمد والمسلمين إلى عاصمة الإسلام إسطنبول، وكان محقا في هذه الخطوة».

المصدر | الخليج الجديد+الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا الأرشيف العثماني فخر الدين باشا دفاع المدينة المنورة القوات البريطانية إعانة الاهالي