«الحريري»: دول الخليج لا تعتزم اتخاذ أي إجراء ضد لبنان

الجمعة 22 ديسمبر 2017 06:12 ص

قال رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري» إن دول الخليج العربي لا تعتزم اتخاذ أي إجراء ضد لبنان الذي «لديه علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومعظم دول الخليج»، مشيراً إلى أن هذه الدول تواجه مشكلة مع حزب سياسي واحد في لبنان، في إشارة إلى «حزب الله».

جاء ذلك خلال حديثه في مناسبتين، الأولى مع مجموعة من المصرفيين العرب والأجانب واللبنانيين، والثانية لدى استقبال «الحريري»، وفدا من «ملتقى الجمعيات البيروتية» بعدما رعى الإعلان عن أول تعداد عام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، نفذته إدارة الإحصاء المركزي في لبنان والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تحت إشراف لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني.

ولفت «الحريري» في الحوارين إلى أن «الأمر الأهم لتنمية الاقتصاد اليوم هو الاستقرار السياسي والأمني، وحققنا ذلك في باريس من خلال المجموعة الدولية لدعم لبنان، والنأي بالنفس يجب أن يكون قولا وفعلا لأن لبنان لم يعد يحتمل»، بحسب صحيفة «الحياة».

وأضاف: «نريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية لأنها لم تقصر يوما مع لبنان، لذلك سنواصل هذه المسيرة، وأؤكد أن العلاقات ستكون مع المملكة في أفضل حالاتها، وهي لم تتوان في يوم من الأيام عن تقديم كل الدعم لبلدنا، خصوصا في الأوقات الصعبة التي كنا نمر بها».

وتابع: «نحن على خلاف كبير جدا في الأمور الإقليمية مع بعض الفرقاء في البلد مثل حزب الله، ولكن هذا لا يعني أننا غير قادرين على إقامة حوار من أجل مصلحة البلد، ولتأمين الكهرباء أو المياه أو الاتصالات أو المستشفيات أو البيئة أو إزالة النفايات، قد نكون في مرحلة من المراحل اعتدنا على أن يكون هناك من هو وصي علينا».

وأردف: «جربنا بعد الوصاية كل الأمور، حاولنا أن نحكم وحدنا، وحاولنا أن ندعهم يحكمون وحدهم، فلا هذا نفع ولا ذاك، ووجدنا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن البلد أن يسير فيها قدما هي أن تكون كل المكونات موجودة داخل حكومة، ونحاول أن نجد التفاهم فيما بيننا لننهض بالبلد».

وأثارت استقالة «الحريري» في الرابع من الشهر الماضي، ثم بقاؤه أسبوعين في الرياض، وسط ظروف غامضة، تساؤلات حول «احتجازه»، قبل أن تثمر وساطة فرنسية عن انتقاله إلى باريس، ثم إلى بيروت.

ويقول مراقبون، إن تهديدات أطلقتها السعودية بفرض عزلة وعقوبات اقتصادية واسعة النطاق على لبنان كتلك التي تفرضها على قطر، إذا لم يتخذ «الحريري» إجراءات ضد «حزب الله»، ما دفعه إلى تقديم استقالته لإرضاء السعودية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، بعدها إن «ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) تراجع عن موقفه (إزاء الحريري) عندما اكتشف أنه جنح في تصرفاته، وأن الأمر برمته أدى إلى ارتفاع كبير في شعبية الحريري».

يأتي ذلك فيما تتواصل الدعوات الدولية المطالبة بإبعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية خصوصا بين السعودية وإيران، لا سيما بعد تراجع «الحريري» عن استقالته التي أعلن عنها بشكل مفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووجه كل من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، ووزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، دعوات مؤخرا، إلى القوى الإقليمية إلى إبقاء لبنان بمنأى عن صراعاتها، وذلك خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد بحضور «الحريري».

  كلمات مفتاحية

لبنان دول الخليج الحريري السعودية