خبراء إسرائيليون: السعودية طالبت «عباس» بوضع القدس خلف ظهره

الجمعة 22 ديسمبر 2017 11:12 ص

كشف خبراء إسرائيليون، أن أولويات السعودية، حاليا، تفرض عليها الضغط على القيادة الفلسطينية لوقف حملتها ضد الولايات المتحدة، في أعقاب إصدار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وأن الرياض طالبت الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» بأن «يضع القدس خلف ظهره».

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة حيفا، «جبرائيل بن دور»، قوله إن: «السعوديين معنيون بأن يخفض عباس من مستوى الغضب، وأن يقلّص من ردة الفعل الفلسطينية»، منوها إلى أن للرياض مصلحة واضحة في مواصلة الولايات المتحدة لعب الدور الرئيسي في الشرق الأوسط، وأن تسهم في «إضعاف المتطرفين» في المنطقة.

وأضاف «بن دور» أن «آخر ما يعني السعوديين في الوقت الحالي هو الانشغال بالمتاعب التي يمكن أن يتسبب بها عباس من خلال مواقفه التي تعترض على قرار ترامب».

وأوضح أن مواجهة إيران واحتواء مفاعيل سلوكها في المنطقة، على رأس الأولويات السعودية في الوقت الحالي، أكثر من قضية «القدس والتضامن الإسلامي».

وتابع: «نظراً لأن السعوديين قد اتخذوا قرارا كبيرا بمواجهة النفوذ الإيراني، فإنهم باتوا معنيين بتوثيق تحالفهم مع الولايات المتحدة، وكل هدف آخر يعد بالنسبة لهم ثانويا»، مشددا على أن هذا الهدف هو الذي يحدد اتجاهات السياسة الخارجية للسعودية.

وحسب «بن دور»، فإن «الأجندة التي تتبناها السعودية جعلت الرياض ترى في (إسرائيل) شريكا استراتيجيا خفيا في المواجهة ضد إيران»، مشيرا إلى أن الحاجة لمساعدة تل أبيب تدفع السعوديين إلى محاولة فرض تهدئة على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، بحسب «العربي الجديد».

وأشار إلى أن عدم تسليط الأضواء على القضية الفلسطينية يعد مطلبا مهما بالنسبة للسعودية، أيضا، من أجل «تجنيد الدعم العربي في المواجهة ضد إيران».

وتوقع «بن دور» أنه في حال قامت الإدارة الأمريكية بالكشف رسميا عن مبادرتها للتسوية، فإن السعوديين سيسعون إلى دفع قيادة السلطة الفلسطينية إلى مواءمة مواقفها مع المبادرة، وأن تكون هذه القيادة أكثر استعدادا للتوصل إلى تسويات بشأن صيغ حل الصراع مع (إسرائيل).

من جهتها، رجحت الباحثة في «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية» التابع لجامعة «بار إيلان»، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية والمتخصصة في الشأن السعودي، المستشرقة «جوشا تيتلباوم»، أن يكون السعوديون قد طالبوا «عباس»، خلال اللقاء الذي جرى بالسعودية الأربعاء، بأن يضع قضية القدس «خلف ظهره، وأن يتعاطى فقط مع ما يعرضه الأمريكيون، لأنه لم يعد هناك ثمة لعبة أخرى في المدينة، على اعتبار أن الأمريكيين وحدهم القادرون على التأثير على الإسرائيليين».

ونقلت «جيروزاليم بوست» عن «تيتلباوم»، أن سلوك السعودية إزاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي يتأثر بالعوامل التي ضاعفت من اعتماد الرياض على الولايات المتحدة، وعلى رأسها «الحرب في اليمن التي تعجز السعودية عن حسمها، وكذلك رغبة محمد بن سلمان في الهيمنة على النفوذ في البلاد، إلى جانب رغبته في تمرير الإصلاحات الداخلية، إضافة إلى تهاوي أسعار النفط، فضلاً عن متطلبات مواجهة التوسع الإيراني».

وأشارت إلى أن «التحديات التي يواجهها بن سلمان مكنت إدارة ترامب من ابتزازه، ورجحت أن يكون الأمريكيون قالوا للسعوديين: تحتاجون مساعدتنا في اليمن، تحتاجون للسلاح ولمساعدتنا في الحصول على مخرج من الأزمة اليمنية، إذن يتوجب عليكم مساعدتنا في القضية الفلسطينية».

وفي السياق ذاته، قال مراسل الشؤون العربية في «جيروزاليم بوست»، «بن لينفايد»، إنه على الرغم من أن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» قد نقلت عن «سلمان» تأكيده خلال اللقاء مع «عباس» دعمه للقضية الفلسطينية، لكن البيان السعودي الذي صدر في أعقاب اللقاء، قد خلا من أية إشارة إلى قرار «ترامب» الاعتراف بالقدس.

كما ذكّر بما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر فلسطينية وعربية وأوروبية، أن «محمد بن سلمان» عرض على «عباس» في لقائهما في الرياض، في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، خطة لحل الصراع، تقوم على تدشين دولة فلسطينية غير متصلة، ذات سيادة منقوصة وبدون القدس عاصمة لها.

يشار إلى أن موقف السعودية من القدس والاعتراف الأمريكي بها عاصمة لـ(إسرائيل)، أثار الكثير من الانتقادات، لا سيما مع عدم حضور العاهل السعودي ولا وزير خارجيته «عادل الجبير»، للقمة الإسلامية التي عقدت في إسطنبول مؤخرا لبحث الأزمة، علاوة على البيانات الهادئة التي اكتفت بوصف الخطوة الأمريكية بغير المبررة.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

عباس محمد بن سلمان السعودية الملك سلمان إسرائيل القدس