خبراء: تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين ضربة قوية لـ«ترامب»

الجمعة 22 ديسمبر 2017 12:12 م

أجمع محللون سياسيون على أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مدينة القدس، الصادر أمس الخميس، يعتبر ضربة قوية للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ولإعلانه اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وقال الخبراء إن القرار يشير إلى أن الولايات المتحدة «لم تعد القوة القاهرة في العالم، ولم تعد ترسم سياسات الدول الأخرى، والتأثير عليها لانحيازها لـ(إسرائيل)».

وأقرت الأمم المتحدة، الخميس، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار يؤكد اعتبار مسألة القدس من «قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

وبينما غابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، امتنعت 35 دولة عن التصويت وعارضت القرار 9 دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الـ 193.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، «طلال عوكل»، إن للقرار أهمية كبيرة، «فهناك تحشيد كبير لعزل سياسة الولايات المتحدة، رفضا لانحيازها لطرف دون الآخر».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، لم تعد القوة القاهرة في العالم وتشكل سياساتها، «فرغم الضغوط الأمريكية العلنية صوتت 128 دولة لصالح مشروع القرار».

وتابع: «ممثل فنزويلا في الجمعية العامة قال لواشنطن: العالم لم يعد للبيع، وقد أثبت دول العالم ذلك من خلال التصويت، ولم تعد تخشى أمريكا، العالم فهم طبيعة الصراع».

لا يستهان بنسبة التصويت

وعن نتائج التصويت، قال «عوكل»: «لا يستهان بنسبة التصويت، فقد مارست الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة خفية وعلنية، وهناك دول تخاذلت، لكن المهم البناء على القرار بالاستمرار في محاسبة (إسرائيل) والولايات المتحدة».

وأضاف: «هذا التصويت يعني أن العالم مع فلسطين، لكن العدو صعب ويخرق القرارات الأممية».

وأكمل: «علينا أن نستغل القرار، ونراكم هذه الإنجازات، والبناء عليها، والاستمرار في خوض الصراع بكل أشكاله في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها».

وأضاف: «العالم يشجع الفلسطينيين للانطلاق في محاسبة (إسرائيل)، القضية الفلسطينية باتت دولية بامتياز، وأحد اهتمامات الدول».

وكان «ترامب» قد وجه الأربعاء الماضي، تحذيرا شديد اللهجة للدول التي تنوي التصويت ضد قراره بشأن القدس خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت أمس.

وهدد «ترامب» بوقف المساعدات المالية عن تلك الدول، قائلا: «إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا، حسنا، سنراقب هذا التصويت، دعوهم يصوتوا ضدنا، سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك».

واستخدمت الولايات المتحدة الإثنين الماضي، حق النقض الفيتو، ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن ويحذر من التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي ويطالب بإلغائه.

من جانبه، قرأ «سليمان بشارات»، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة، نتيجة التصويت من خلال 3 زوايا، أولها: أنها «أظهرت وبدون شك أن مفهوم القطب الواحد المؤثر قد اختفى عالميا، فالولايات المتحدة التي كانت تتحكم بالحركة السياسية الظاهرية عالميا، أصبح تأثيرها محدودا ولا يمكن أن تفرض رؤيتها كما كان في السابق تجاه القضايا المهمة والحساسة».

وأضاف: «الزاوية الثانية، هي أن إرادة الشعوب يمكن أن تتحقق في رفض السياسات التي لا تتناغم والحقوق التي كفلتها كل المواثيق الدولية».

وثالثا، يرى الباحث أن هناك «ملامح مرحلة مقبلة بدأت تتشكل، هذه المرحلة بداية لا تقوم على القطبية، وإنما على مبدأ التشاركية والتعاون والتوافق تجاه القضايا المركزية إقليميا وعالميا، وهذا الأمر يفتح المجال امام مزيد من التنسيق والتعاون».

وأكمل «بشارات»: «يمكن البناء على القرار بكونه خطوة مهمة على الصعيد الدولي، حيث لا قفز عما أقرته القوانين الدولية والإنسانية، وأن مدينة القدس المحتلة وإن حاولت (إسرائيل) وواشنطن تغيير واقعها الديمغرافي والجغرافي، ستبقى مدينة فلسطينية إسلامية عربية».

وتابع: «هذا القرار يضع حاجزا أمام محاولات (إسرائيل) استغلال إعلان ترامب لتسويق سياساتها على المستوى الإقليمي والدولي».

بدوره، رأى أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية، «فريد أبوضهير»، أن للتصويت على موضوع القدس «أهمية بالغة بلا شك، خاصة في مجال العلاقات مع الولايات المتحدة».

لكنه أضاف أن الولايات المتحدة، و(إسرائيل) وعددا من الدول الحليفة لها، يعملون على «تكريس الأمر الواقع».

وقال: «لا شك أن ترامب يعمل بأوراق مكشوفة، ويستخدم منطق القوة بدون قفازات حريرية، كما كان الحال في فترات سابقة، فهو يدخل في أشكال جديدة من الصراعات والتحالفات مع دول العالم».

واستدرك: «مثل هذا المنطق لن يعود على الولايات المتحدة، وحتى على دول المنطقة، وعلى العلاقات الدولية، بالاستقرار والتوازن، بل يخلق مزيدا من التعقيدات، ويخلق حالة من عدم الاستقرار».

وأضاف: «التصويت كشف، ليس فقط من مع، ومن ضد، ولكن كشف أيضا غياب 21 دولة عن الاجتماع، وهذه أيضا لها دلالاتها، خاصة في ظل الخوف من الصدام مع الولايات المتحدة، وهو موقف بالطبع لا يرقى إلى الفعل، بل يمارس الفعل السلبي».

ولفت إلى ضرورة «البناء على القرار، وأن يكون أداة مهمة في آلية التعامل مع الولايات المتحدة ومبادرات السلام وشروط التفاوض».

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

القدس الأمم المتحدة ترامب إسرائيل