كاتب سعودي: التاريخ الذي يبصق على الخونة يقبّل رأس «فخرالدين»

السبت 23 ديسمبر 2017 09:12 ص

تداول مغردون مقالا للكاتب السعودي، «محمد الرطيان» يقول فيه إن «التاريخ الذي يبصق على وجوه الخونة.. ينحني ليُقبّل رأس فخرالدين باشا».

ويتحدث «الرطيان» في مقاله الذي نشرته صحيفة «المدينة» السعودية، في أبريل/نيسان 2014، تحت عنوان «الخيانة.. وخلف ظهرك رُومٌ»، عن رموز الخيانة في تاريخ العرب، في مقابل نموذج «فخرالدين باشا» الذي وصفه بـ«القائد العثماني العظيم».

ودافع ناشطون عرب عبر موقع «تويتر» عن القائد التركي، عبر إعادة نشر مقال «الرطيان» الذي نشر قبل 3 سنوات، ردا على تعرض «فخرالدين باشا»، القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى، لإساءة واتهامات من أحد المسؤولين العرب، واصفين إياه بأنه «مقال كالألماس نادر جدا وقوي جدا ولامع جدا… يكفي ويشفي».

ويبرز الكاتب السعودي في مقاله موقف «فخرالدين باشا» خلال دفاعه عن المدينة المنورة، حينما «يقف أمام قبر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ويقول: والله لن أخونك يا رسول الله».

كما سرد «الرطيان»، قصة «فخر الدين باشا» وبطولاته في الدفاع عن المدينة المنورة موضحا: «فخر الدين باشا القائد العثماني العظيم، وآخر حاكم عثماني في حصار المدينة المنورة: يقف بثبات داخل مسجد رسول الله.. ويحرّض جنده لمواصلة القتال».

«يتواصل حصاره هو وجنده.. ويستمر حصار المدينة، ينفد الطعام، ينفد الماء، تتفشى الأمراض بين جنده، وتنفد الأدوية، ويقل العتاد، تُقطع عنه الإمدادات، وتفجّر سكة حديد الحجاز».

وأردف «الرطيان»: «يقف لوحده مع قوته الصغيرة وسط صحراء من الأعداء دون أي سند»، مستكملا: «يرسل له قائده يطلب منه الاستسلام، يرفض.. ويبحث عن أي حجة، ويقول في رسالة الرد: هذه ليست أي مدينة حتى أنسحب منها أو أستسلم، إنها مدينة رسول الله، لابد أن يأتيني الأمر من الخليفة نفسه».

ويتابع الكاتب السعودي: «يأتيه أمر الخليفة بجواب من وزير العدل يأمره بتطبيق معاهدة موندروس وتسليم المدينة للحلفاء، فيرفض قائلا: إن الخليفة يعد الآن أسيرا في يد الحلفاء لذا فلا توجد له إرادة حرة، ويرفض أن يستسلم، مُعرضا نفسه للمحاكمة والعزل وتهمة خيانة الأوامر العسكرية»، وهي ما وصفها الكاتب بأنها «سيسجل التاريخ أنها أطهر وأعظم وأشرف خيانة».

ويتابع «الرطيان»: «يتساقط جنده وضباطه، وقبلها دولته، وكل شيء حوله يقف ضده، ثم قال للقلة التي بقيت معه: اخرجوا أنتم، وأنا سأبقى هنا، لا يدرون ما الحيلة مع قائدهم».

و«أحاط من تبقى منهم بفراشه وحملوه قسرًا وهم يبكون ليخرجوه إلى الخيمة المعدة له من جانب الحلفاء».

ويختتم الكاتب السعودي مقاله قائلا: «التاريخ الذي يبصق على وجوه الخونة، ينحني ليُقبّل رأس فخرالدين باشا».

جدير بالذكر أن وزير خارجية الإمارات «عبدالله بن زايد»، كان قد أعاد نشر تغريدة زعم كاتبها ارتكاب «فخرالدين باشا»، جرائم ضد السكان المحليين.

وأثارت التغريدة موجة غضب عارمة في تركيا، دفعت بالرئيس «رجب طيب أردوغان»، إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول «حين كان جدنا فخرالدين باشا، يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟».

واستدعت الخارجية التركية، الخميس، القائمة بأعمال سفارة الإمارات لدى أنقرة، «خولة علي الشامسي»، وتم إبلاغها استياء أنقرة من نشر وزير خارجية بلادها تغريدة مسيئة لـ«فخرالدين باشا».

يشار إلى أن «فخرالدين باشا» الذي لقبه الإنجليز بـ«نمر الصحراء التركي»، اشتُهر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر، في الفترة ما بين 1916- 1919، رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة البريطانيين إبان الحرب العالمية الأولى.

ورغم الأوامر من إسطنبول، والضغط من الإنجليز حول تسليم المدينة المنورة، رفض «فخرالدين باشا»، ترك مدينة الرسول واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل كأسير حرب، وجرى إرساله إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، ولكن بعد مساع من حكومة أنقرة آنذاك، جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقا سفيرا لتركيا لدى أفغانستان.

«فخري باشا» أو «فخرالدين باشا»، له مقولة مأثورة قال فيها: «لن نستسلم أبدا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».

والتوتر بين أنقرة وأبوظبي قائم منذ تداول تقارير تفيد بتورط الإمارات في دعم محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، يوليو/تموز 2016.

وتحقق السلطات التركية، في تورط القيادي المفصول بحركة «فتح»، «محمد دحلان» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، في تلك المحاولة الفاشلة، من خلال دعم «فتح الله كولن» زعيم «الكيان الموازي».

 

المصدر | الخليج الجديد + المدينة

  كلمات مفتاحية

تركيا الإمارات الحرب العالمية الأولى المدينة المنورة السعودية فخر الدين باشا مقال تويتر