قطر تدير دفة علاقاتها الدفاعية نحو الصين

السبت 23 ديسمبر 2017 05:12 ص

وصلت العلاقات الدفاعية بين قطر والصين إلى أقوى مستوى، منذ أقام البلدان رسميا العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1988.

ظهر ذلك خلال استعراض القوات المسلحة القطرية نظام صواريخ SY-400 الباليستية قصيرة المدى، التي حصلت عليها مؤخرا من الصين ويبلغ مداها 400 كلم، خلال الاحتفال بيومها الوطني في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وفسر كل من «جورجيو كافيرو» المدير التنفيذي ومؤسس لشركة Gulf State Analytics الاستشارية المختصة بالشأن الخليجي، و«ثيودور كاراسيك» المحلل الأمريكي المختص في الشأن الخليجي ومستشار كبير بالشركة، ما الذي يعنيه بيع الصين منظومة الصواريخ إلى قطر.

وأشار المحللان، في مقال نشره موقع Lobe Log الأمريكي، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2017، إلى أن الصين ورغم علاقاتها الوثيقة بمصر والدول الخليجية التي تفرض حصارا على قطر فإنها في الوقت ذاته تستثمر في علاقات جيدة مع دول الخليج كافة، وتوازن بين أطراف الأزمة التي تعصف بالخليج؛ من أجل تحقيق مصالح جيوسياسية واستراتيجية.

ورأى المحللان أن بيع الصين نظام SY-400 لقطر، يمكن الدوحة من تأكيد قوة أكبر لها في ظل مواصلة جيرانها الجغرافيين حصارها.

وأوضحا أن قرار بكين بيع نظام SY-400 للدوحة في خضم الأزمة الخليجية، كان مدفوعا بعدد من العوامل، فمنذ أن شاركت الصين في معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري عام 2014، سعت الصين لتصدير تكنولوجيتها العسكرية إلى قطر.

وكانت الدوحة ترغب في شراء نظام الصواريخ الباليستية ذاك في العام نفسه الذي وقع فيه الخلاف الدبلوماسي، والذي سحبت فيه الدول الخليجية الثلاث سفراءها من قطر لمدة 8 أشهر.

من ناحية ثانية، فإن قطر هي ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، ووفقا لكاتبي المقال فإن مبيعات أسلحة كهذه يحقق للصين توازنا في التجارة الثنائية بينها وبين الدوحة، وهو ما سيؤدي إلى تعميق العلاقات بدرجة أكبر بين البلدين، وسط المنافسة المتزايدة من الولايات المتحدة كمصدر منافس للغاز الطبيعي المسال إلى الصين.

ومنذ الصعود الاقتصادي لقطر في القرن الـ21، استثمرت الصين في علاقات وثيقة مع الدوحة، ففي 2014، جددت قطر والصين اتفاقية تعود لعام 2012 بشأن العملة والأدوات الاستثمارية.

وفي 2013، وقع البلدان اتفاقيات في مجالات التجارة، والطيران، والنقل، والاستثمار أسهمت في تعزيز العلاقات الصينية – القطرية.

وبالإضافة إلى ذلك، وقعت بكين في 2014 اتفاقيات للمشاركة في مشروعات اتصالات وبنية تحتية بالدوحة، تبلغ قيمتها نحو 8 مليارات دولار.

وبحسب ما ذكره الكاتبان، فإنه حين تعزز بكين موقفها كدعامة للاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم العربي الأكبر، فإنها قد تستثمر قريبا وعلى نحو جاد في المبادرات الدبلوماسية الرامية إلى مساعدة طرفي الأزمة الخليجية على حلها.

وبالنسبة للدوحة أيضا، سيؤدي وجود روابط أمنية أعمق مع الصين إلى تنويع تحالفاتها أكثر بعيدا عن واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، وسيضيف إلى علاقات قطر الدفاعية المتنامية مع تركيا وروسيا.

ورأى الكاتبان أن ازدهار العلاقات الصينية-القطرية، سيمكن الدوحة من كسب أوراق ضغط أكبر في علاقاتها بإدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ما سيضع الدولة الغنية بالغاز في موقع يمكنها من الموازنة بين العلاقة التنافسية بين واشنطن وبكين والمصلحة الاستراتيجية لقطر بصورة فعالة.

وأضافا أن تعزيز الدوحة علاقاتها مع الصين، سيمكن قطر من الرهان بثقة على خياراتها، فاستمرار النقاش حول إمكانية قيام واشنطن بنقل قاعدتها العسكرية في قطر قاعدة العديد الجوية إلى دولة عربية أخرى مثل الإمارات أو السعودية أو الأردن، يثير تساؤلات عن احتمال ملء الصين للفراغ، بجعلها قطر أول دولة عربية خليجية تستضيف قاعدة عسكرية صينية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر الصين الأزمة الخليجية صواريخ باليستية