نائب مرشد «الإخوان» يعتذر لـ«البابا فرانسيس»

الأحد 24 ديسمبر 2017 06:12 ص

وجه نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، «إبراهيم منير»، رسالة إلى وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون»، ردا على حديث سابق للوزير البريطاني انتقد فيه الجماعة، موجها الاعتذار لبابا الفاتيكان «فرانسيس».

وقال «منير»، «لقد صدمني ما ذكرتم من أن بعض ممن ينتسبون إلى فكر الجماعة قد أساء إلى رمزية البابا فرانسيس إبان زيارته للقاهرة في نهاية شهر مارس/أذار 2017 وهو الأمر المرفوض تماما والمخالف لفكر ومبادئ الجماعة، حتى ولو قام من أساء إلى مقام البابا بنشر آرائه في إحدى وسائل الإعلام المعبرة عن حزب الحرية والعدالة أو ادعى أنه يتحدث باسم هذه المؤسسة في تغريدته المنسوبة إليه وحتى أيضا لو سارع بسحب تغريدته المسيئة والمرفوضة تماما».

وتابع «ومع إعادة التأكيد على أن المتحدث الرسمي فقط أو من يمثل الجماعة هم الذين يجب أن تحاسب الجماعة على أخطائهم مثل أي جماعة أو هيئة أو منظمة في العالم وهو ما لم يصدر عن أي منهم أي شيء يسئ إلى الزيارة، فإني أبادر الآن باسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين وكل فرد ينتمي إليها بأن أتقدم إلى مقام البابا بالاعتذار عن أية إساءة صدرت من أحد يدعّي أنه ينتسب إلى الجماعة أو أي شخص آخر حاولت سلطة الانقلاب العسكري نسبته إلى الجماعة».

وأكد نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في رسالته المنشورة على الموقع الرسمي للجماعة، أن الإخوان «لم تتستر إطلاقا على أي عمل إجرامي تقوم به أي جهة في مصر أو في أي مكان بالعالم»، واصفا ذلك بأنه «اتهام ظالم للجماعة».

واتهم نائب مرشد «الإخوان المسلمين»، السلطات الأمنية في مصر، بأنها تحاول أن تتستر على مرتكبي حوادث العنف التي تستهدف دور العبادة، عبر اتهام «الجماعة»، قائلا إن «مثل هذه الجرائم التي تحدث تتضمن دائما ما يقول عنه المصريون (تسكين الجريمة) بمعنى أن أي جريمة تقع يعجز الأمن عن معرفة الجاني فيها يتم نسبة الفاعل لها إلى شخص أو جهة أخرى غالبًا ما يكونون براء منها».

ودلل «منير» بواقعة مقتل الطالب الإيطالي «ريجيني»، قائلا إن «المتهم الحقيقي فيها والواضح لدى كل الناس هو جهاز الأمن الذي ألقى القبض عليه»، مؤكدا أنه «في محاولة لإغلاق الملف بنفس طريقة (تسكين الجريمة) قتل الأمن مجموعة من خمسة أشخاص في إحدى السيارات في وضح النهار وأمام عامة الناس وادعاء أنهم هم الذين قتلوا هذا الطالب».

واستطرد قائلا: «بالنسبة إلى ما يحدث مع الكنائس الذي يدعي الأمن أنه يعمل على حراستها ثم يتم الاعتداء عليها، فلم يعد من العدل أو المقبول إسناد الجريمة إلى المجهول البعيد الذي لا يُعرف أهو تنظيم إرهابي فعلا أم جهاز الأمن نفسه ليجري على نفس النمط في محاولة لإغلاق الملف».

وألمح «منير» إلى تورط الأمن في حادثة مقتل 53 مسيحيا في مايو/أيار الماضي أثناء رحلة لهم خارج مدينة المنيا، عبر قوله إن «الرحلة لم يكن يعلم عنها شيئا غير مسؤولي الكنيسة وجهاز الأمن الذي كان يجب عليه مواكبة الرحلة بحراسة لتكرار هذه الحوادث في تلك المنطقة. واعتمدت الدولة على تحميل جهة إرهابية بالمسؤولية عن الحادث لغسل يديها منه»، متسائلا: «فهل يمكن أن يكون هذا مقبولا».

وكان وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون»، قد وجه انتقادا لجماعة الإخوان المسلمين والجهات المرتبطة بها في كلمة أمام دبلوماسيين وخبراء في وزارة الخارجية البريطانية في لندن يوم الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال إن جماعة الإخوان المسلمين أحد الأكثر الأطراف دهاء من الناحية السياسية في العالم الإسلامي ولكنه انتقد أيضا سلوكها في الشرق الأوسط وبريطانيا.

وتابع «من الخطأ تماما أن يستغل الإسلاميون الحريات هنا في المملكة المتحدة... ومن الواضح تماما أن بعض الجهات المرتبطة بالإخوان المسلمين مستعدة لغض الطرف عن الإرهاب».

وقال «كان من المشين أن يطلق الإخوان على البابا في زيارته لمصر بابا الإرهاب، واتهام قوات الأمن المكلفة بحراسته أنهم ميليشيات مسيحية. وقد سعوا مرارا لإخفاء جرائم تنظيم الدولة الإسلامية حتى عندما أعلن التنظيم مسؤولية هجوم كاتدرائية القديس مرقس بالإسكندرية، ألقى متحدث باسم الجماعة اللوم على الحكومة».

ودعا «جونسون» إلى حملة دبلوماسية غربية جديدة في الشرق الأوسط لمواجهة «التطرف الإسلامي» وإلى تواصل أفضل مع المسلمين في شتى أنحاء العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمون بريطانيا البابا فرانسيس