«و.بوست»: النفاق وجنون العظمة .. نهج «محمد بن سلمان»

الاثنين 25 ديسمبر 2017 08:12 ص

في افتتاحية شديدة اللهجة، شنت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» واصفة نهجه في التعامل مع قضايا بلاده أنه مشوب بـ«النفاق» وتغلفه مسحة من العظمة.

وانتقدت الصحيفة قيام ولي العهد السعودي بإنفاق مئات الملايين من الدولارات لشراء ممتلكات فاخرة في أوروبا في الوقت الذي يقود فيه حملة تقشف داخلية. كما انتقدت خطته لمكافحة الفساد واصفة إياها بأنها أقرب إلى نهج نظام استبدادي من نهج دولة يقودها القانون.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن نمط إنفاق «بن سلمان» الشخصي يقود إلى استنتاج مفاده أن ولي العهد يحمل رؤيتين متناقضتين واحدة لبلاده والأخرى لنفسه، قبل أن تختتم الصحيفة افتتاحيتها بانتقاد قمع النظام السعودي للناشطين والدعاة والكتاب مطالبة بالإفراج عنها مع دعوة خاصة لإطلاق سراح الناشط والمدون «رائف بدوي».

وينشر «الخليج الجديد» في السطور القادمة نصا افتتاحية الصحيفة الأمريكية بتصرف:

يبدو أن ولي العهد السعودي جاد في نواياه لهز المملكة المحاظفة. وقد أعلن بالفعل أنه سيتم السماح للنساء بالقيادة، وأطلق حملة لمكافحة الفساد وأعلن أنه سيسمح لدور السينما في العمل في البلاد من العام المقبل وفرض التقشف في الميزانية وكشف طموحات واسعة لتنويع اقتصاد بعيدا عن اعتماده على النفط. ويبدو أن كل ذلك جاء استجابة لتطلعات جيل الشباب المضطرب، غير أن ولي العهد السعودي غلف رؤيته بمسحة من العظمة.

وأوردت تقارير أن ولي العهد اشترى قصرا بقيمة تتجاوز 300 مليون دولار في وفيسيانس، فرنسا، بالقرب من فرساي، وحصل على يخت بطول 440 قدما من قطب أعمال روسي في عام 2015 مقابل 550 مليون دولار ولا تزال الحكومة السعودية تنكر قيام ولي العهد بدفع مبلغ 450 مليون دولار لشراء لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة التي بيعت في مزاد علني مؤخرا.

ومن المؤكد أن حملة مكافحة الفساد، التي اعتقل خلالها 159 من أغنى رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين في المملكة واحتجزوا في فندق «ريتز كارليتون» الشهر الماضي كانت أكثر من مجرد تحرك للسيطرة على السلطة. مشكلة الفساد حقيقية، وكذلك نفاد صبر جيل الشباب. ولكننا لا نتحدث عن محاكمات حقيقية لهؤلاء الأثرياء في أجنحتهم الفاخرة، وبدلا من ذلك حاول ولي العهد إجبار الأثرياء على التوقيع على تنازلات عن عشرات المليارات من الدولارات من الأصول لتجنب الملاحقة وكسب حريتهم. وتعد تلك طريقة تقليدية لنظام استبدادي وليس لدولة حديثة يسودها القانون.

وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا إذن قام ولي العهد السعودي الذي يقود خطة تشف وحملة ضد إثراء الذات بإنفاق أكثر من نصف مليار دولار على يخت ضخم وفيلا في فرنسا تقع على حديقة مساحتها 57 فدانا من المناظر الطبيعية وتجمع ما بين تصميم يعود إلى القرن السابع عشر وبين التكنولوجيا الحديثة؟ يبدو هذا التصرف مفارقة تحمل رمزية كبيرة وهي تدلنا أن ولي العهد لديه رؤيتين مختلفتين تماما واحدة لشعبه والأخرى لنفسه.

وإذا كان ولي العهد السعودي مهتم حقا بارتداء ثياب القيادة المستنيرة والحديثة، فيجب عليه أن يفتح أبواب السجون التي قام هو وأسلافه بزج المبدعين داخلها ظلما خاصة من الكتاب والمفكرين الذين انتقدوا النظام. وفي الآونة الأخيرة، أشرف ولي العهد نفسه على حملة اجتاحت عدد من رجال الدين والناشطين والصحفيين والكتاب بتهم غامضة تشمل تعريض الأمن القومي للخطر.

إن السماح لهذه الأصوات بالازدهار والخروج إلى النور سيكون إسهاما حقيقيا في الوصول إلى المجتمع الذي يدعي ولي العهد أنه يريده. على وجه الخصوص، يجب أن يصدر قرارا بالعفو الفوري عن المدون «رائف بدوي»، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات في المملكة بسبب جريمة التعبير الحر.

وسيكون الإفراج عن «بدوي» أكثر فائدة لتغيير المملكة من شراء يخت فاخر أو فيلا في فرنسا.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان اعتقال الدعاة رائف بدوي اعتقال الأمراء مكافحة الفساد القمع التقشف