صحيفة قريبة من «بن سلمان» تهاجم «أردوغان» من أجل الإمارات

الاثنين 25 ديسمبر 2017 05:12 ص

هاجمت صحيفة «عكاظ» السعودية المقربة من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» الذي زار السودان أمس الأحد، قائلة إنه «حفيد باشا تركي أحرقه السودانيون»، وذلك تضامنا مع وزير خارجية الإمارات «عبدالله بن زايد»، الذي تعرض لانتقادات تركية مؤخرا، عقب إعادة نشره تغريدة مسيئة للعثمانيين.

وبدت الصحيفة السعودية أكثر ملكية من الملك، أو أكثر إماراتية من الصحف الإماراتية، في التهجم على «أردوغان» والدفاع عن الإمارات ووزير خارجيتها، موجهة انتقادات لـ«أردوغان» والمسؤولين الأتراك، الذين انتقدوا بشدة دولة الإمارات بسبب تغريدة «عبدالله بن زايد» المسيئة للعثمانيين.

وجاء هجوم الصحيفة السعودية التي يعتبرها البعض لسان حال «محمد بن سلمان»، قبل يومين من زيارة رئيس الحكومة التركية «بن علي يلدريم» للسعودية الأربعاء المقبل، التي من المنتظر أن يلتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وولي عهده «محمد بن سلمان».

وقالت «عكاظ» على إحدى صفحاتها: «يحط حفيد العثمانيين رجب طيب أردوغان الرحال في العاصمة السودانية الخرطوم..لا غبار على أن الزيارة مجدولة منذ وقت سابق، لكن توقيتها حتما يواكب متغيرات الأحداث، وما تحمله من رسائل مهمة، على الأقل من منظور تركي، إذ يغطيها أردوغان وأبناء عمومته، بعباءة تاريخية».

وأضافت أن الزيارة «تأتي بعد أيام من حجر أعمى، رماه حفيد العثمانيين على جسد العرب، ردا على بعثرة أوراقه بخطوط إماراتية، متبنيا مخطوطة قديمة، ترتوي بما أسماه بطولات الماضي العتيد».

وتابعت: «لكن الكتاب العربي يعرف أن أقدام قادة العثمانيين لم تطأ السودان، منذ إعلان استقلاله في عام 1956، ليصل إليها رئيس الأتراك، قبل 7 أيام من احتفالاتها بالذكرى الـ62 لاستقلالها عن استعمار نكل بها وبأبنائها، فصار طرده أنشودة للشجاعة».

وواصلت الصحيفة تهجمها بتهمكم: «كما يروي السودانيون لأبنائهم على غرارا بلغني أيها الملك الرشيد ذو الرأي السديد، أن العثمانيين غزوا بلادهم، بحملة قادها إسماعيل باشا بن محمد علي باشا، لينالوا من خيراتها، ويفرضوا الجزية لمن أراد البقاء على قيد الحياة على أن يدينوا لهم بالولاء بلا كبرياء».

وأردفت: «سيذكر التاريخ أن أرودغان يصل للخرطوم بعدما جدد على الملأ أنه حفيد العثمانيين ويفتخر، وبعدما أعلنت أنقرة أنها ستسمي شارعا باسم فخر الدين باشا في قلب أحد شوارعها، إمعانا في مكايدة الإمارات العربية الوفية لعروبتها، لكن تأريخ الشوارع العربية والعالمية، حتما سيذكر أن السودانيين منذ القدم قالوا إنهم أحفاد المك نمر، قاتل إسماعيل باشا العثماني التركي ويفتخرون».

وتختتم الصحيفة السعودية تهجمها على الرئيس التركي بالقول: «سيذهب أردوغان إلى سواكن المطلة على البحر الأحمر في أقصى شرق السودان، ليتنفس هواء البحر متفقدا مراتع الصبا لأجداده، لكنه حتما سيراها على غير ما تشتهيه نفسه، وقد شوهتها أملاح البحر، فما اقتربت منها أيادي حماية التراث، وما زارتها فرق التنقيب، فغدت بيوت أشباح، كما يراها أهل البحر، سكنها في السابق من أرادوا بناء إمبراطورية عثمانية على أنقاض أجساد أهل الغرب والشرق من أبناء العرب».

من جانبه تضامن الأمير «عبدالرحمن بن مساعد»، رئيس نادي الهلال السابق، مع وزير الخارجية الإماراتي، مهاجما تركيا بالقول على حسابه بـ«تويتر»: «يُشكر الشيخ عبدالله بن زايد على أنه اكتفى بالريتويت.. وإلا لو كانت تغريدة لربما تغير اسم البلد الى جمهورية فخر الدين باشا».

 

 

وتواصل الهجوم الإماراتي على تركيا ورئيسها «رجب طيب أردوغان»، وذلك بعد الرد القاسي من الأخير على الإساءة التي وجهها وزير الخارجية الإماراتي للقائد العثماني «فخرالدين باشا».

وهاجم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام ورئيس تحرير موقع 24 الإخباري الإماراتي «محمد بن تميم» الرئيس التركي، وشتمه واصفا إياه بـ«السلطعون».

وقال «بن تميم» في تغريدة بحسابه على «تويتر»:«كبير هو الشيخ عبدالله بن زايد (وزير الخارجية الإماراتي)، كبير في مواقفه، في تاريخه، في أخلاقه، في حكمته، وصغير جداً جداً جداً ذلك الذي يحسب نفسه سلطاناً يريد أن يغير التاريخ»، في إشارة إلى «أردوغان».

واستدعت وزارة الخارجية التركية، الخميس، القائمة بأعمال سفارة الإمارات لدى أنقرة، على خلفية نشر وزير خارجية بلادها، تغريدة مسيئة لـ«فخرالدين باشا» الذي دافع عن المدينة المنورة إبان الحرب العالمية الأولى.

وأطلقت أنقرة اسم «فخر الدين باشا» على شارع السفارة الإماراتية في أنقرة.

وعلى مدار الأيام الماضية تزايدت حدة التلاسن الدبلوماسي بين البلدين، وأطلق مسؤولون أتراك وإماراتيون تصريحات شديدة اللهجة تجاه بعضهما البعض.

ووصف «أردوغان»، وزير الخارجية الإماراتي بالجاهل المتغطرس بنشوة النفط والمال، وذلك ردا على إساءة الأخير لوالي المدينة المنورة إبان الدولة العثمانية «فخرالدين باشا».

وكان «بن زايد» نشر تغريدة تزعم سرقة القائد العثماني لآثار المدينة المنورة ونقلها إلى إسطنبول في نهايات عهد الخلافة العثمانية، بالإضافة إلى ارتكاب مجازر بحق سكان المدينة المنورة.

وتُظهِر وثائق الأرشيف العثماني، أن القائد العسكري «فخرالدين باشا» المعروف بـ«بطل المدينة»، و«نمر الصحراء»، دافع ببسالة عن المدينة المنورة، ووزع المساعدات المالية خاصة القمح على سكان المدينة إبان محاصرتها من قبل الجيش البريطاني المدعوم من بعض القبائل المتحالفة معه، وكان له مقولة مأثورة قال فيها: «لن نستسلم أبدا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإماراتية التركية فخر الدين باشا تركيا الإمارات أردوغان عبد الله بن زايد