اتهامات مصرية لقطر وتركيا بدعم عناصر «الدولة الإسلامية» وإرسالهم لسيناء

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 08:12 ص

اتهمت صحيفة مصرية تركيا بإعادة تجميع عناصر «الدولة الإسلامية» الفارين من الرقة السورية والحدود العراقية لإرسالهم إلي سيناء وليبيا وغزة، بدعم مالي من قطر.

وادعت صحيفة «الأخبار» الحكومية على لسان مصادر أمنية مطلعة -لم تذكرها-، أن تركيا تسعي لتأجيج الصراع في المنطقة وتوفر لعناصر «الدولة الإسلامية» التدريب والدعم اللوجستي وأماكن الإقامة والإعاشة.

وبحسب الصحيفة، أشارت المصادر إلي قيام ضباط أتراك بتزوير جوازات سفر وهويات ليبية لعناصر «الدولة الإسلامية» وتهريبهم بحرا إلى السواحل الليبية للتسلل إلى الحدود الغربية لمصر، وعبر الأنفاق بغزة.

وادعت المصادر أن هناك جهات استخباراتية دولية تقف وراء دعم عناصر «الدولة الإسلامية» بالتنسيق مع جماعة «الإخوان المسلمون»، قائلة: «إن تلك الجهات توفر لهم المال والسلاح لزعزعة الاستقرار في سيناء وأنفقت 10 آلاف دولار لكل عنصر لتهريبه إلي مصر عبر الصحراء في أسيوط والفيوم والواحات وبني سويف والمنيا لارتكاب أعمال إرهابية في مختلف المناطق».

وأشارت المصادر إلي أن الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب تحركات العناصر الإرهابية من خلال رصد اتصالاتهم التليفونية، زاعمة أن تركيا جمعت أكثر من 5 آلاف إرهابي وأعادت توزيعهم لخلق حالة من الفوضى في مصر.

ووفقا لما ذكرته الصحيفة، فإن الأجهزة الأمنية اتخذت عدة تدابير لإفشال مخططات العناصر الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية لهم لإحباط أي عمليات ضد قوات الأمن، موضحة أنه تم تدعيم القوات بأحدث الأسلحة والأجهزة التقنية وكاميرات المراقبة وقوات مكافحة الإرهاب لتأمين الكنائس والسجون والمنشآت الحيوية.

«صفقة الرقة»

من جانب آخر، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن مصر تعرضت لثلاث هجمات إرهابية نوعية تحمل بصمات «الدولة الإسلامية»، خلال شهرين، بالتزامن مع هزيمة مريرة تلقاها التنظيم في سوريا والعراق، وفرار فلوله، بعد صفقة رعتها الولايات المتحدة الأمريكية، نحو مناطق عديدة، بينها سيناء المصرية، وفق معلومات متواترة وآراء معنيين.

وأشارت الوكالة إلى أن فرار عناصر «الدولة الإسلامية» من الجارتين سوريا والعراق نحو مناطق أخرى، بينها مصر، أكده الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد 4 أيام من هجوم إرهابي استهدف عناصر أمنية في منطقة الواحات (غرب)، وأسفر عن مقتل 16 شرطيا.

وآنذاك قال «السيسي» في حديث متلفز: «النجاح الموجود في سوريا والعراق (ضد الدولة الإسلامية) سيترتب عليه انتقال العناصر الإرهابية من هذه الجبهة في اتجاه ليبيا ومصر (الحدود الغربية) وشبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر) وغرب أفريقيا».

وعقب إعلان هزيمة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، الشهر الماضي، تواترت تقارير إعلامية عن تسلل بعض عناصره إلى سيناء، عقب صفقة أبرمت بين «قوات سوريا الديمقراطية» و«الدولة الإسلامية»، برعاية أمريكية، فيما عرف بـ«صفقة الرقة» لتأمين خروج عناصر «الدولة الإسلامية» منها.

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حذر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، مصر من أن الإرهابيين الذين غادروا مدينة الرقة السورية (شمال شرق)، برعاية أمريكية، تم إرسالهم إلى مصر، لاستخدامهم في صحراء سيناء.

ووفق معلومات متواترة ومحللين متخصصين في الشأن العسكري والجماعات المسلحة، فإن التمكين الأمريكي لـ«الدولة الإسلامية» من الانسحاب الآمن من معاقله يعتمد 3 مسارات صعبة للتسلل إلى سيناء، وهي: «التدفق البري مرورا بالأردن، والإنزال الجوي، والتسلل عبر سواحل سيناء».

هجمات متصاعدة

وكانت النيابة المصرية اتهمت، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عناصر قالت إنها ترفع علم «الدولة الإسلامية» باستهداف مسجد الروضة في مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، في أضخم هجوم إرهابي بتاريخ مصر، أسقط نحو 315 قتيلا وعشرات المصابين.

وفي تطور لافت، تبنى «الدولة الإسلامية» هجوما بقذيفة «كورنيت»، يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على مطار مدينة العريش، أثناء وجود وزيري الدفاع والداخلية المصريين في المدينة، ما أسفر عن مقتل ضابط، وفق بيان رسمي بجانب تبني «الدولة الإسلامية» للهجوم.

وتشهد العلاقات بين مصر من جهة، وتركيا وقطر من جهة أخرى، توترا حادا بسبب ما تعتبره القاهرة دعما تقدمه الدولتان لجماعة «الإخوان المسلمون»، منذ انقلاب الجيش على الرئيس «محمد مرسي» عام 2013.

وتتعرض مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن، لهجمات مكثفة في شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل العشرات، فيما تعلن جماعات مسلحة مسؤوليتها عن كثير من تلك الهجمات، ومن أبرزها تنظيما «أجناد مصر»، و«أنصار بيت المقدس»، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

ومنذ سبتمبر/أيلول 2013، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة في البلاد، حملة عسكرية موسعة، لتعقب ما تصفها بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، في عدد من المحافظات، خاصة سيناء، والتي تتهمها السلطات بالوقوف وراء استهداف عناصر الجيش والشرطة.

  كلمات مفتاحية

قطر مصر تركيا ليبيا سيناء غزة الدولة الإسلامية السيسي أردوغان العلاقات المصرية القطرية العلاقات المصرية التركية