الجيش المصري 2017.. فاتورة تسليح باهظة وأكثر من 10 مناورات

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 11:12 ص

قفزة كبيرة خلال عام 2017 في قدرات الجيش المصري من حيث التسليح والصفقات العسكرية، التي أبرمها الرئيس «عبدالفتاح السيسي» بمليارات الدولارات، مع العديد من الدول الغربية، دون الإعلان عن كلفتها، ومدى الحاجة إليها.

بالتوازي مع صفقات التسليح، نفذت القوات المسلحة المصرية أكثر من 10 مناورات عسكرية بالمشاركة مع عدد من جيوش العالم شرقا وغربا، أبرزها «النجم الساطع» و«حماة الصداقة» مع القوتين العظميين في العالم.

قوة إنفاق هائلة، في بلد يئن اقتصاديا ويعيش على المنح والقروض، دفعت بفاتورة صفقات الأسلحة التي توقعها مصر سنويا إلى نحو 12 مليار دولار، وبالجيش المصري إلى الأقوى عربيا، وثاني أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، و13 عالميا طبقا لتصنيف موقع «جلوبال فاير»، لكنه يواجه مأزقا صعبا في سيناء، شمال شرقي البلاد.

صفقات ضخمة

عزز الجيش المصري من قدراته الجوية، وتسلم في يوليو/تموز، طائرتين جديدتين من مقاتلات الجيل الرابع، متعددة المهام، من طراز «رافال»، وهما الدفعة الرابعة من هذا الطراز، ليصل عدد الطائرات التي تسلمتها مصر من فرنسا إلى 11 طائرة، ضمن صفقة للحصول على 24 طائرة، بقيمة 5.2 مليار يورو.

وأجرت فرنسا تعديلات على طائرات «رافال» قبل تسليمها إلى مصر، بهدف إزالة قدرة الطائرة على حمل صواريخ نووية ومعايير الاتصالات التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، بحسب موقع «ديفينس نيوز» الأمريكى المعنى بشؤون صفقات السلاح والنظم الدفاعية.

وفي سبتمبر/أيلول، تسلمت القوات البحرية المصرية، قطعة حربية فرنسية من طراز «جوويند»، وهي ثاني فرقاطة تحصل عليها مصر، بعد تسلم الفرقاطة الأولي عام 2015، وأطلق عليها اسم «تحيا مصر»، بقيمة مليار يورو.

والعام الماضي، حصلت مصر على حاملتي مروحيات عسكرية من طراز «ميسترال»، التي تعد من أكثر السفن المتطورة في العالم وتتميز بقدراتها الهجومية والبرمائية العالية، بقيمة 950 مليون يورو، فضلا عن شراء قمر صناعي لأغراض التجسس وآخر للاتصالات العسكرية، بما يجعل فرنسا في مقدمة الدول الحائزة على حصة الأسد من عقود التسليح المصرية.

الحضور الروسي كان لافتا أيضا على صعيد صفقات التسليح، ففي يوليو/تموز، وقعت روسيا، عقود توريد مروحيات «52 ك»، لحاملتي الطائرات المصرية «ميسترال»، وأنظمة دفاع جوي، وصواريخ متطورة، بنحو 3.5 مليار دولار.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، تسلم سلاح الجو المصري طائرات روسية مقاتلة جديدة من طراز «ميغ 29»، ضمن عقد يتضمن توريد نحو 50 طائرة من طراز «ميغ 29» لمصر في الأعوام القليلة المقبلة، وسط تكتم على قيمة الصفقة(طالع المزيد).

وفي أغسطس/آب، تسلمت مصر ثاني غواصة حديثة من طراز «تايب 42» طراز 209؛ من إجمالي أربع غواصات ألمانية باسم «دولفين»؛ لتحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية بالبحرين الأحمر والمتوسط؛ وتوفير الملاحة البحرية الآمنة.

ودخلت كوريا الجنوبية على الخط، ومنحت مصر الشهر قبل الماضي، الفرقاطة «شباب مصر»، وهي القطعة الخامسة التي تنضم للقوات البحرية، إذ سبقتها الغواصتان الألمانيتان «41» و«42»، والفرقاطتان الفرنسيتان من طراز «جوويند».

مناورات مكثفة

في إطار التعاون الوثيق بين مصر والإمارات، شاركت وحدات مصرية، في التمرين المشترك «زايد 2»، مارس/آذار الماضي، الذي شمل رفع القدرة العسكرية والتأهب لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، أعقبه مشاركة مصرية مع البحرين في مناورات «حمد 2»، بمشاركة قوات التدخل السريع والوحدات الخاصة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، انطلقت فعاليات التدريب البحري بمشاركة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، «تحية النسر2017» بالمياه الإقليمية في البحرالأحمر، وبمشاركة 6 دول هي «السعودية، والإمارات، والبحرين، وباكستان، والكويت، وإيطاليا»، وذلك بصفة مراقب.

ولدعم جهودها العسكرية على الساحة الليبية؛ حيث تنفذ من آن لآخر ضربات جوية لتعزيز جناح الجنرال الليبي اللواء «خليفة حفتر»، نفذت وحدات من الجيش المصري في مايو/آيار، مناورة عسكرية بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية، على الحدود مع ليبيا تحت اسم «رعد27».

وفي يوليو/تموز، افتتحت مصر قاعدتي «محمد نجيب» و«براني» في محافظة مطروح غربي البلاد، لتعزيز عملياتها في الشرق الليبي، وردع الجماعات المسلحة القادمة من الغرب، والترويج لقوة مصر العسكرية وحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، وتأمين محطة الضبعة النووية، واستغلال القاعدة مركز عمليات دولي، ومقرا إقليميا لتدريب أفراد الجيوش الوطنية في العديد من الدول العربية(طالع المزيد).

وتشمل «قاعدة محمد نجيب»، وفق البيانات الرسمية، 1155 مبنى ومنشأة، وأربع بوابات رئيسية، و8 بوابات داخلية للوحدات، وتشتمل على إعادة تمركز فوج يضم نحو 451 عربة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة، و72 ميداناً للتدريب التخصصي والرماية بالأسلحة الصغيرة، وعلى مجمع لميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية.

كذلك تضم القاعدة العسكرية قرية رياضية ومخازن للأسلحة والمعدات والاحتياجات الإدارية والفنية لعناصر الدعم من القوات الجوية والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، فضلاً عن أنظمة حديثة للقيادة والسيطرة والتعاون بين الأفرع والأسلحة المختلفة.

وفي الشهر ذاته، نفذت مصر وفرنسا تدريبا بحريا مشتركا في البحرين الأحمر والمتوسط، تحت شعار «كليوباترا 2017»، بمشاركة حاملتي المروحيات من طراز ميسترال (اللتين ابتاعتهما مصر من فرنسا في وقت سابق)، وعدد من الفرقاطات، وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات من الجانبين، ومقاتلات مصرية من طراز «إف 16».

شمل التدريب «قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال هجومية ودفاعية مشتركة، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتمارين المواصلات الإشارية واستقبال وإقلاع المروحيات من أسطح الوحدات، والتدريب على تأمين الوحدات البحرية باستخدام أسلحة الدفاع الجوى، بجانب أعمال الإنزال البحري للأفراد والمعدات على الساحل».

تحول لافت

المحور المصري اليوناني، كان حاضرا على صعيد المناورات في أغسطس/آب، منهيا مناورات «ميدوزا 2017»، بمشاركة وحدات من القوات الجوية والبحرية المصرية، لكن المفاجأة، كانت عبر إعلان وزير الدفاع اليوناني «بانوس كامينوس»، إقامة تدريب مشترك لسلاح الجو المصري والإسرائيلي واليوناني والقبرصي، كجزء من خطط الدفاع المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، دون أن يحدد توقيتا لذلك، ووسط صمت من الجانب المصري الذي لم ينف الأمر.

وفي مدينة «نوفورسيسك»، جنوب غربي روسيا، أنهت قوات مصرية تدريبات مشتركة مع الجيش الروسي تحت اسم «حماة الصداقة 2» في سبتمبر/أيلول الماضي، ونفذت خلالها القوات المشاركة مهامًا أبرزها «تحرير رهائن واستعادة مطار من سيطرة مجموعات مسلحة، ومناورة بالذخيرة الحية عبر الغابات والموانع المائية، لاقتحام مضيق جبلي تسيطر عليه مجموعات إرهابية مسلحة، وتنفيذ الإبرار (الإنزال) الجوي للمجموعات القتالية، من طائرات الهليكوبتر، للاستيلاء على المضيق وتأمينه، وتدريبات الإسقاط الثقيل من طائرات النقل، وتنفيذ الكمائن والإغارات ضد البؤر الإرهابية».

في الشهر ذاته، وتحت مسمى «فيصل 11»، استضافت مصر تدرييا مشتركا جمع بين عناصر من القوات الجوية المصرية والسلاح الجوي الملكي السعودي.

لكن مناورات «النجم الساطع» التي نفذتها قوات مصرية وأمريكية، في قاعدة «محمد نجيب» العسكرية، في ذات الشهر، أثارت غضبا شعبيا جراء إظهار عناصر «العدو» المستهدف يرتدون زيًا سيناويًا(طالع المزيد).

وحسب الجيش المصري، تضمنت المناورات التي جاءت بعد توقف دام ثماني سنوات، التدريب على أعمال الاقتحام والقتال في المدن لتطهير «بؤرة إرهابية» داخل قرية حدودية مستولى عليها من قبل العناصر الإرهابية، وأعمال الإبرار البحري، والإنزال على حاملة المروحيات المسترال «جمال عبدالناصر».

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، شاركت قوات مصرية وعسكرية أردنية في تدريب «العقبة 3»، الذي استضافته مصر، أعقبه تنفيذ إحدى مراحل المشروع التكتيكي «بدر 2017»، الشهر الجاري، متضمنا «دفع المفارز المدرعة والميكانيكية لاقتحام الحد الأمامي للدفاعات المعادية مدعومة بأعمال قتال القوات الجوية وعناصر المدفعية»، بحسب بيان المتحدث العسكري المصري.

علامات استفهام

إزاء هذا الكم الضخم من الصفقات التسليحية، والمناورات العسكرية، كان مستغربا تورط الجيش المصري في انتهاكات لحقوق الإنسان، عبرت عنه «لجنة مناهضة التعذيب» التابعة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول، مؤكدة تورط المؤسسة العسكرية في البلاد بارتكاب جرائم لتعذيب المواطنين، وتصفية مدنيين بدم بارد، تحت رعاية النظام الحاكم.

تقارير غربية، اعتبرت أن إبرام نظام «السيسي»، العديد من صفقات التسليح مع دول غربية، يهدف إلى خطب ود القوى الدولية لتعزيز شرعيته رئيسا لمصر، والسكوت عن انتهاكات نظامه لحقوق الإنسان، بعد الانقلاب العسكري في البلاد منتصف 2013، الذي أطاح بحكم الرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد.

وأمام حيازة قدرات تسليحية متطورة (مصر باتت في قائمة الـ10 لأكبر مستوردي السلاح عالميا)، كان مستغربا تورط الجيش المصري في المستنقع السيناوي، وفشله إلى الآن في حسم المواجهات ضد تنظيم «ولاية سيناء»، بالإضافة إلى تورطه في مستنقع جديد على الحدود الليبية، مع تفاقم خسائره، بشكل عزز القول بأن صفقات التسليح لم تكن لمواجهة «الإرهاب»، بل كانت «طعما» للتودد لقوى كبرى، وشراء نفوذ لوبي السلاح في العالم لدعم «السيسي»، وقمع أي ثورة قد تندلع مستقبلا ضد نظامه.

مركز «كارنيغي للسلام»، أكد أن أنواع الأسلحة التي تم شراؤها لا تبدو مناسبة لرفع التحديات الأمنية الداخلية أو الخارجية التي تواجهها البلاد، كما أنها لا تتلاءم مع أهدافها في السياسة الخارجية، ما يعني أن نظام «السيسي» يتهيأ لنشوب نزاع داخلي على الطريقة السورية(طالع المزيد).

وفق «كارنيغي»، ففي حال انهيار الجهاز الداخلي القمعي كما حدث إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، فإن «السيسي» في حاجة إلى تلك الأسلحة لقمع انتفاضة حاشدة في المدن، وقد لمح إلى استخدام الجيش أداةً للقمع في الداخل في خطاب ألقاه في 26 سبتمبر/أيلول 2016، (بعد تصريح نشر الجيش في 6 ساعات.. ما الذي يخيف «السيسي»؟)عندما أعلن أن لدى الجيش خطط طوارئ للانتشار في مختلف أرجاء البلاد في غضون ست ساعات في حال اندلاع اضطرابات في الداخل.

  كلمات مفتاحية

الجيش المصري عبدالفتاح السيسي قاعدة محمد نجيب الرفال صفقات عسكرية مروحيات كي 52

إيطاليا تدرس صفقة تسليح جديدة إلى مصر