تركيا والسودان يوقعان اتفاقيات أمنية تشمل حماية البحر الأحمر

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 02:12 ص

أعلن الجانبان السوداني والتركي توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري والأمني، تشمل التعاون في حماية أمن البحر الأحمر، خلال زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى السودان، التي اختتمها الثلاثاء.

وفي مؤتمر صحفي مشترك بالخرطوم مع نظيره التركي «مولود جاويش أوغلو»، قال وزير الخارجية السوداني «إبراهيم غندور»: «وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري»، دون إضافة أية تفاصيل أخرى بشأنها.

وأضاف أن الاتفاقات، التي جرى توقيعها، تشمل، أيضا، إنشاء ميناء على البحر الأحمر لصيانة السفن المدنية والعسكرية. 

وبينما لم يكشف «غندور» أية تفاصيل أخرى بشأن الاتفاقيات التي وقعها البلدان في المجالين العسكري والأمني، قال إن «وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة، ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء، ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي إن بلاده وقعت مع السودان اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر، مؤكدا أن تركيا ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن هذا الممر البحري الهام.

وأكد أن «أنقرة مهتمة بأمن السودان وأفريقيا وأمن البحر الأحمر».

وتابع: «لدينا قاعدة عسكرية في الصومال، ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للأمن والشرطة والجانب العسكري للسودان (...)، ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية».

وبدأ الرئيس التركي، الأحد الماضي، زيارة إلى السودان في إطار جولته الإفريقية، وتم توقيع إجمالي 21 اتفاقية بين الطرفين أبرزها اتفاق حول إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.

ووقعت 12 اتفاقية في اليوم الأول من الزيارة، فيما وقع رجال أعمال من البلدين 9 اتفاقات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، إضافة إلى بناء مطار في العاصمة السودانية، أمس الإثنين.

وزار «أردوغان» برفقة نظيره السوداني جزيرة سواكن، أمس؛ حيث تنفذ «وكالة التعاون والتنسيق التركية» (تيكا) مشروعا لترميم الآثار العثمانية.

وتفقد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك والمسجدين الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.

وقال «أردوغان»: «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلي سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة».

وتضم الجزيرة آثارا من عهد الدولة العثمانية وحكمها للسودان في الفترة من 1821 إلى 1885، وكانت سواكن مقر الحاكم العثماني لجنوب البحر الأحمر.

وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.

من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية في عدة جامعات سودانية، «عبداللطيف البوني»، إلى الأهمية التاريخية لسواكن بالنسبة لتركيا التي قال إنها تسعى كذلك لتوطيد نفوذها في هذه المنطقة.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «البوني» قوله إن «سواكن مهمة جدا لتركيا ولها رمزية تاريخية؛ فعندما كانت الدولة العثمانية التركية تحكم هذه المنطقة، كانت سواكن تتبع مباشرة للخليفة العثماني في الأستانة وليس للحاكم في السودان أو مصر».

وأكد «البوني» أن اهتمام تركيا بأمن البحر الأحمر يقرأ في إطار بحثها عن نفوذ إقليمي ودولي وتوجيه رسالة سياسية لدول الخليج بأنها موجودة في الساحل الغربي للبحر الأحمر.

وأضاف أن اتفاق التعاون العسكري وربطه بالاهتمام بأمن البحر الأحمر يعكس بحث تركيا عن نفوذ لها في هذه المنطقة المهمة من العالم ولتأكيد لدورها في منطقة الشرق الأوسط في إطار التنافس بين مختلف الدول التي تسعى الآن لإنشاء قواعد لها في المنطقة.

يشار إلى أن السودان لديه ساحل على البحر الأحمر يمتد على أكثر من 700 كلم؛ حيث يعتبر البحر الأحمر ممرا مهما للتجارة العالمية.

وبدأ الرئيس «أردوغان»، زيارة للسودان، أول أمس الأحد، ضمن جولة أفريقية، تقوده إلى تشاد وتونس وتستمر حتى غدا الأربعاء، برفقة 200 رجل أعمال.

وتطورت العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا، بعد وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة في تركيا عام 2002، وشهدت تحسنا لافتا خلال الفترة اللاحقة.

وزيارة «أردوغان» إلى الخرطوم هي الأولى لرئيس تركي للسودان منذ استقلاله عام 1956.

وفي سابق اليوم، غادر الرئيس التركي السودان متوجها إلى تشاد.

  كلمات مفتاحية

السودان تركيا أردوغان البشير البحر الأحمر سواكن العلاقات السودانية التركية

«سواكن» السودانية .. جزيرة الأساطير وأرض الخلافة

رئيس الوزراء السوداني يجهز لتعزيز التعاون الثنائي مع تركيا