صحيفة: اتصالات أمريكية غير مباشرة بـ«عباس» للعودة للمسار السياسي

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 06:12 ص

كشفت صحيفة «الحياة» اللندنية عن إجراء الإدارة الأمريكية اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطينيى «محمود عباس» بهدف إقناعه بالعودة إلى المسار السياسي، بعد حالة التوتر التي خلفها قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» باعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطينيي (لم تذكر اسمه) قوله إن «الاتصالات الأمريكية مع الرئيس تتم من خلال دول عدة، بينها الصين وروسيا»، موضحا: «وصلتنا رسائل من الإدارة الأمريكية تطالبنا بالعودة إلى المسار السياسي، وتقول إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يعني بأي حال من الأحوال تحديد حدود المدينة التي سيتم رسمها في المفاوضات بين الجانبين».

وقال المسؤول إن الجانب الفلسطيني «يدرك تماماً نيات الإدارة الأمريكية من العملية السياسية الجاري التحضير لها، وهي محاولة فرض حل جزئي ومؤقت لا يستجيب للحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية».

وأضاف: «يريد الفريق المتصهين للرئيس الأمريكي، وفريق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، استغلال الأوضاع الإقليمية والدولية من أجل فرض حل يكرّس الوجود الاستيطاني على نصف الضفة الغربية، بما فيها القدس، ولهذا قطعنا عليهم الطريق».

في السياق ذاته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «أحمد مجدلاني» للصحيفة ذاتها، أن «القيادة لن تعود إلى أي عملية سياسية برعاية أمريكية».

وقال «مجدلاني» العائد من زيارة رسمية للصين: «لم ننسحب من العملية السياسية، لكننا نبحث عن مسار آخر.. أجرينا اتصالات مع قوى دولية وإقليمية عدة، مثل الصين وروسيا وغيرهما، وهذه الدول وافقت على المشاركة في رعاية دولية للعملية السياسية».

وأضاف: «الطرف الأمريكي منحاز لـ(إسرائيل)، وأثبت أن دوره غير فاعل، ولا يتعدى دعم (إسرائيل)، لذلك نريد رعاية دولية، وهناك أطراف دولية عدة مهمة مستعدة للمشاركة في هذه الرعاية».

وتابع: «لن يكون هناك خيار آخر أمام الإدارة الأمريكية، إن أرادت فعلا العودة إلى العملية السياسية، سوى الموافقة على المطلب الفلسطيني وجود رعاية دولية، وإلا فلن يكون هناك أي عملية سياسية».

وقال إن «الجانب الفلسطيني يرفض أي مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية لأنها عملت على تقويض حل الدولتين من خلال الاستيطان»، مضيفا: «نتنياهو دفن حل الدولتين، ولم يعد هناك ما يمكننا أن نتفاوض عليه، والمطلوب موقف ودور دوليان في إنهاء الاحتلال».

وأكد أن المجلس المركزي، وهو البرلمان المصغر لمنظمة التحرير الفلسطينية، «سيبحث في اجتماعه المرتقب منتصف الشهر المقبل، تحديد العلاقة مع (إسرائيل) بعد انتهاء المرحلة الانتقالية».

وتابع: «المرحلة الانتقالية انتهت، وعلينا إعادة صياغة علاقتنا مع دولة الاحتلال»، لافتا إلى أن «النية تتجه إلى وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع (إسرائيل)».

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الفلسطينية «عزام الأحمد»، قال إن «المجلس المركزي لمنظمة التحرير سيبحث إعلان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 دولة تحت الاحتلال، كما سيُجري مراجعة سياسية شاملة لمسيرة عملية السلام والخطوات المطلوبة فلسطينيا».

وفي غزة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية «إسماعيل هنية»: «لدينا معلومات من خلال أجهزة الاختصاص في حماس، أن الأمريكيين عرضوا وما زالوا يعرضون على الجانب الفلسطيني ومن له علاقة بالقضية الفلسطينية، عاصمةً أو كياناً في بلدة أبوديس بعيداً من القدس، وأن يربط جسر بينها وبين الأقصى يسمح بحرية الحركة إلى المسجد، إضافة إلى تقسيم الضفة الغربية ثلاثة أقسام: شمال، ووسط، وجنوب، وإيجاد كيان سياسي في قطاع غزة مع بعض الامتيازات».

واعتبر «هنية» أن «القرار الأمريكي جزء من معركة كبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لتغيير معالم المنطقة كلها»، موضحاً أنه «يحمل أخطاراً على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن، وهناك حديث واضح عن الوطن البديل والخيار الأردني والتوطين والكونفيدرالية».

ولفت إلى أنه «تناول هذه الأمور في حديثه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي قبل أكثر من شهر»، مطالباً «بموقف واضح لا يحتمل التأويل ولا يسمح بأي اختراق سياسي بموضوع القدس أو القضية الفلسطينية».

  كلمات مفتاحية

محمود عباس القدس ترامب اتصالات غير مباشرة خطة السلام الأمريكية