شنت صحف مصرية هجوما عنيفا على الاتفاقية التي وقعها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» مع نظيره السوداني «عمر البشير»، والتي سمحت من خلالها الخرطوم لأنقرة بإدارة وإعادة تأهيل جزيرة «سواكن» بالبحر الأحمر وذلك لمدة غير محددة.

واعتبرت الصحف المصرية أن هذه الخطوة محاولة لتطويق مصر والتأثير على مصالحها في البحر الأحمر.

ونقلت صحيفة «البوابة نيوز» المحلية عن مساعد وزير الخارجية الأسبق «محمد المنيسي» قوله: «السودان قامت بهذه الخطوة في محاولة لإزعاج الجانب المصري بعد فشلها في الحصول علي حلايب وشلاتين ولاسيما أنها خاطبت الأمم المتحدة مؤخرا في هذا الشأن».

وأضاف أن «جزيرة سواكن كانت إحدى النقاط الحدودية بين مصر والسودان وكانت تحت سيطرة حرس الحدود المصري قبل هجر المدينة»، لافتا إلى أن «أهم ما يميزها وجودها على البحر الأحمر وكونها ميناء طبيعي ذا عمق كبير يسمح بمرور السفن الكبرى».

وتابع: «استحواذ أرودغان على هذه الجزيرة بمثابة خطوة دعائية أكثر منها فاعلة، على الرغم من أن موقع الجزيرة مناسبا للتأثير على المصالح المصرية لكن البحرية التركية ليست بالقوة التي تهدد مصر».

بينما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق «رخا أحمد حسن»، إن «الحساسية الموجودة حاليا بين مصر والسودان علي خلفية التوترات حول قضية حلايب وشلاتين جعلت بعض الأشقاء في السودان يقومون باتفاقيات وتصريحات لا تتفق مع طبيعة العلاقات بين الشعبين».

وزعم أنه «كان أولي بالأشقاء في السودان الاستعانة بمصر أو السعودية لإعادة أعمار الجزيرة المهجورة بدلا من إدخال تركيا في أمن البحر الأحمر ولاسيما أنهما دولتان متجاورتان في البحر الأحمر وكانتا تستطيعان القيام بإعمار الجزيرة».

وتقع جزيرة سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر وهي واحدة من أقدم الموانئ في أفريقيا، واستخدمها الحجاج الأفارقة قديما لأجل الحج إلى مكة، كما استفاد العثمانيون بدورهم من موقعها الاستراتيجي.

وكان «أردوغان» استهل جولته الأفريقية بزيارة السودان، في أول زيارة يقوم بها رئيس تركي إلى السودان.

وقال «أردوغان»، أثناء الزيارة، إن بلاده استثمرت 650 مليون دولار في السودان، من بينها 300 مليون دولار على شكل استثمارات مباشرة، وعبر «أردوغان» عن أمله في زيادة الاستثمارات التركية في السودان لتصل إلى مليار دولار على المدى القصير، وفقا لما أوردته صحيفة «حريت» التركية.

وأضاف: «حجم التجارة بين تركيا والسودان، بلغ 500 مليون دولار، في 2016، وهذا غير كاف، في السنوات المقبلة، سيصبح مليار دولار، لكننا نطمح لأن يصل 10 مليارات دولار».

فيما دعا «أردوغان» رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في السودان، قائلا: «إن تركيا واعية بالقدرات الاقتصادية لأفريقيا والسودان».

وتابع: «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة في السعودية سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة».

كما أكد «أردوغان» توقيع اتفاقية للصناعات الدفاعية مع السودان دون أن يقدم أية تفاصيل حولها.