استقبل العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الأربعاء، رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» في العاصمة الرياض، وذلك قبيل لقاء آخر سيعقده مع ولي العهد «محمد بن سلمان»، في زيارة تركز على بحث العلاقات الثنائية وأبرز التطورات الإقليمية.

وقالت مصادر تركية إن الملك «سلمان» استقبل «يلدريم»، في العاصمة السعودية الرياض وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية لا سيما المتعلقة بقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وذكرت المصادر أن العاهل السعودي و«يلدريم» أكدا على أهمية وضع القدس، ووجوب تحرك العالم الإسلامي معا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضحا خلال اجتماعهما الذي استمر لمدة ساعة، أن قبول الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار القدس يعد رسالة قوية من المجتمع الدولي.

كما تناول الجانبان العلاقات الثنائية، وجرى التأكيد على الأهمية التي توليها أنقرة للعلاقات مع المملكة «أهم دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، التي تربطها علاقات بشرية ودينية وتاريخية متجذرة مع تركيا».

وأعرب العاهل السعودي عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء التركي إلى بلاده، وأكد بأن المملكة تولي اهتماما لاستمرار التشاور والتعاون مع تركيا. 

ووصل رئيس الوزراء التركي إلى العاصمة السعودية الرياض، في إطار زيارة رسمية.

وكان في استقبال «يلدريم» لدى وصوله قاعدة الملك «سلمان» الجوية بالرياض أمير منطقة الرياض الأمير «فيصل بن بندر بن عبدالعزيز»، ووزير التجارة والاستثمار السعودي، «ماجد بن عبدالله القصبي»، والسفير التركي لدى الرياض «أردوغان كوك»، والسفير التركي لدى صنعاء «ليفينت ألار»، والسفير السعودي لدى أنقرة «وليد بن عبدالكريم الخريجي».

ويرافق رئيس الوزراء في زيارته، عقيلته «سميحة يلدريم»، ونائبه «هاكان جاويش أوغلو»، ووزيرا الصحة، «أحمد دميرجان»، والعمل والضمان الاجتماعي، «جوليده صاري أر أوغلو».

وفي وقت سابق من اليوم، قال رئيس الوزراء التركي إنه سيبحث مع المسؤولين السعوديين العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية ذات اهتمام مشترك، خاصة الأزمة الخليجية.

جاءت تصريحات «يلدريم» في مؤتمر صحفي عقده بمطار أسن بوغا في العاصمة أنقرة، قبيل مغادرته إلى السعودية.

وأوضح أنه يزور المملكة لأول مرة بصفته رئيساً للوزراء، مشيرا إلى أهمية العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين؛ نظراً إلى الروابط التاريخية والدينية التي تربط بينهما.

وأضاف قائلاً: «سأبحث مع المسؤولين السعوديين تعزيز التعاون القائم بيننا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وسبل تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بين الطرفين، إلى جانب مسائل إقليمية ذات اهتمام مشترك بيننا».

واستطرد: «سنناقش أيضا عمل مجلس التعاون الخليجي، وكيفية تعزيز علاقات تركيا معه، إضافة إلى الخلاف الحاصل بين قطر وعدد من الدول العربية منذ أكثر من 6 أشهر».

وأوضح في هذا الصدد أن تركيا أيدت منذ البداية «حل هذا الخلاف عن طريق الحوار بين الأشقاء»، وأنها تبذل جهودا في هذا السياق على اعتبار أنها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.

وتستمر الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء التركي يومي الأربعاء والخميس.

يشار إلى أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قام في شهر يوليو/تموز الماضي بزيارة إلى السعودية أجرى خلالها مباحثات مع الملك «سلمان بن عبدالعزيز» عقب الأزمة الخليجية، وتعهد الرئيس التركي حينها ببذل أنقرة كل ما في وسعها من جهود لتسوية خلاف «الأشقاء الخليجيين».

وتشهد العلاقات السعودية التركية نقلة نوعية وتجانسا في الكثير من الملفات، تُوجت بتأسيس مجلس التنسيق السعودي التركي، يوم 14 أبريل/نيسان 2016، في مدينة إسطنبول بحضور العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».