زار الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أثناء تواجده بالسودان، صديقا قديما له في منزله، بعيدا عن السياسة والاتفاقيات والمباحثات.

وأوضح موقع «أخبار السودان»، أن «أردوغان»، زار «الفاتح علي حسنين»، الطبيب والناشط الخيري الإسلامي الذي كان له نشاط مميز في البوسنة والهرسك، وعلاقات مع قادتها السياسيين، خاصة «علي عزت بيغوفيتش»، أول رئيس لها بعد انفصالها عن يوغسلافيا.

وقال المؤرخ «أسامة الأشقر»، الذي كان حاضرا اللقاء، أن علاقة الرئيس التركي بـ«الفاتح علي حسنين»، تعود إلى سبعينات القرن الماضي، وتحمل «الكثير من الحكايات والقصص المثيرة».

وأضاف «الأشقر»، «مع أن أردوغان يحتاج إلى ترجمة كلام الفاتح العربي، وأن الفاتح يحتاج إلى ترجمة لغة أردوغان التركي، لكن الرجلين يتفاهمان بسرعة بمساعدة صغيرة، وتجد بينهما الكثير من مساحات التوافق والثقة».

وتابع: «اتسم اللقاء بالحميمية، فقد حضر أردوغان العشاء الذي أعده له صديقه، وتخللته ابتسامات ومزاح، تارة يعترض أردوغان على الوزن الزائد للفاتح، ويلمح له بالرياضة رغم تجاوزه سن السبعين، وتارة يأخذ منه عكازه من يده».

وأشار إلى أن مكالمة من أحد «ملوك الدول قاطعت هذه الجلسة، فما كان من أردوغان إلا أن اعتذر وطلب غرفة لإجراء المكالمة، قبل أن يعود إلى المجلس الذي انضم إليه عدد من الأشخاص الذين دعاهم الدكتور على عجل لملاقاة أردوغان».

و«حسنين»، من اللاعبين الأساسيين في قضية البوسنة في ستينات القرن الماضي، ومن أبرز المدافعين عن وجود المسلمين هناك، فقد وصل إلى يوغسلافيا مع مجموعة من الطلاب السودانيين لدراسة الطب.

عمل «حسنين» على تأسيس جمعية إسلامية، قام من خلالها بالتواصل مع الجمعيات الإٍسلامية الأخرى في يوغسلافيا، من أجل التنسيق فيما بينها، ما جعله يلتقي «علي عزت بيغوفيتش»، مندوب المجموعة اليوغسلافية في ذلك الحين.

وحول علاقته بالرئيس «بيغوفيتش»، الذي تولى الرئاسة خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 1990، إلى أكتوبر/تشرين الأول 1996، كأول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد التوقيع على «اتفاقية دايتون»، التي أنهت الحرب في البوسنة، قال «حسنين»: «علاقتي به بدأت عام 1965؛ حيث كان في البداية كالأخ والموجّه لي، ثم بعد ذلك قمنا بتكوين تنظيم سري للمسلمين في البوسنة خلال العام نفسه، واستمرَّ هذا التنظيم حتى عام 1983، حيث اعتقل الرئيس، وأُدخل إلى السجن، حتى تم إطلاق سراحه عام 1988».