«إيكونوميست»: الدين يتراجع في بلاد العرب تحت سطوة الحكام الاستبداديين

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 11:12 ص

تتزايد علامات احتمال تراجع الإسلاموية في عام 2018 في الشرق الأوسط. وسيبدأ المزيد من الناس في جميع أنحاء المنطقة في التفكير في التوجه بشكل أكبر نحو العلمانية.

ويبدو أن هناك جيل جديد بدأ يتخفف من ثوب الحركات الدينية، وأصبح يطعن في ادعاء أن الإسلام هو الحل. وفي الانتخابات العراقية، تحصل الأحزاب العلمانية على حصة متزايدة من الأصوات. وبعد الثقة من أن تنظيم الدولة الإسلامية ذهب بلا عودة، فإن النساء في الموصل يزلن الخمار والنقاب، وسيرجعن إلى الجامعات، وكذلك ستعود الفتيات إلى المدارس.

ويشكو الدعاة في مصر من تراجع أعداد المصلين حيث تتراجع مظاهر الإسلاموية هناك، المتمثلة في اللحية والحجاب. ويحصل عدد متزايد من المقاهي في القاهرة على تراخيص بيع الكحول.

تراجع شعبية الشريعة

وبتسليط الضوء على تناقص وضع الشريعة الإسلامية، تعود المرأة التونسية - التي تعيش في أوروبا - إلى ديارها مع زوجها المسيحي، للاستفادة من قانون جديد يسمح للنساء المسلمات بالزواج من غير المسلمين. وحتى أن الأمور في المملكة العربية السعودية تصبح أخف أيضا، مما يسمح للنساء بقيادة الدراجات والسيارات. ونتوقع المزيد من مقاطع الفيديو لنساء سعوديات في ملابس غير محتشمة.

ويسعى القادة العرب في مصر والسعودية والإمارات إلى الاستفادة من المشاعر الشعبية لمتابعة الهجوم على خصومهم الإسلاميين. لكن الليبرالية الجديدة ستتخذ شكلا غير ليبرالي. وكما هو الحال مع السلاطين العثمانيين في منتصف القرن التاسع عشر، فإن طغاة الشرق الأوسط - اليوم - سيعتمدون مصطلحات الإصلاح والتحديث من أجل تقليص سلطات المؤسسات الدينية وتلاشي تأثيرها.

وفي عملية تضييق الخناق على الحركات الإسلامية، تمنع السلطات المظاهر الدينية في الأماكن العامة. ويتوسع الرئيس المصري في تهميش دور المؤسسة الإسلامية الأبرز، ألا وهي الأزهر. وخوفا من الاستجواب عند نقاط التفتيش، فإن الرجال الملتزمين يحلقون لحاهم، ستتخلص النساء من نقابهن. وستستخدم السلطات وسائل الإعلام الحكومية والمناهج الدراسية لتعزيز الأعراف العلمانية. وسوف ترحب الأقليات بهذا الضغط على الإسلام.

ويشرع علماء الاجتماع في نشر أن الجنس في بعض المدن قبل الزواج أصبح قاعدة وأمرا طبيعيا. وسوف ترتفع معدلات الطلاق - خاصة بين المسيحيين المصريين - على الرغم من معارضة القساوسة الأقباط.

وتنتقد الفئة الأكبر سنا من الشعب الانحدار الأخلاقي. ولكن بعض المسؤولين يسلطون الضوء على فائدة النظام الاجتماعي الجديد في بث روح التسامح وتوفيره لوسائل مواجهة الإحباط الجنسي. وقد جعلت البطالة وارتفاع التكاليف الزواج بعيدا عن متناول الكثير من الشباب العربي. وستستمر جماعات حقوق الإنسان في محاولة القضاء على قمع أشكال كثيرة من الأنشطة المنظمة غير الحكومية، ولكنها قد تحفز نمو الحريات الشخصية.

  كلمات مفتاحية

الاستبداد التدين العلمانية الإسلاميين مصر السعودية الأزهر السلطة الدينية