صحيفة مقربة من «بن سلمان» تشبه «أردوغان» بـ«ملالي طهران»

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 02:12 ص

جددت صحيفة سعودية مقربة من ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» هجومها على الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» وزيارته للسودان وما سمتها «أطماع تركيا» في المنطقة، وانتقدت بشدة قرار الخرطوم تخصيص جزيرة سواكن في البحر الأحمر لأنقرة.

جاء الهجوم الجديد بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة التركية «بن علي يلدريم» للرياض، الأربعاء، التقى خلالها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، ومن المنتظر أن يلتقى ولي عهده.

وبعد أن هاجمت «أردوغان»، الأحد، ووصفته بأنه «حفيد باشا تركي أحرقه السودانيون»، كتبت صحيفة «عكاظ» التي يعتبرها البعض لسان حال «بن سلمان»، الأربعاء: «الأطماع التركية في القارة الأفريقية ليست لها حدود، إذ كشفت هذه الأطماع عن الوجه الحقيقي لرجب طيب أردوغان في التمدد والتوسع على طريقة نظام الملالي، فبعد تدشين القاعدة العسكرية التركية في الصومال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حصلت أنقرة على موطئ قدم لها في السودان، عبر قاعدة جديدة لها في جزيرة سواكن التي أعلن الرئيس التركي أنه طلبها من نظيره السوداني عمر البشير فوافق على الفور».

وزعمت الصحيفة  أن «مراقبين حذروا من خطورة القواعد التركية في أفريقيا، مؤكدين أنها تمثل تهديدا صريحا للأمن الوطني العربي، وأن تركيا تسعى إلى فرض هيمنتها على منطقة القرن الأفريقى، عبر تقديم الدعم العسكرى وإنشاء عدة قواعد لها فى دول أفريقية، وشددوا على أن إنشاء أي قواعد عسكرية في السودان يمثل تهديدا واضحا للدولة المصرية، على خلفية العلاقات المتأزمة بين القاهرة وأنقرة، والخلاف المصري السوداني المتصاعد حول حلايب وشلاتين».

وكان الرئيس التركي  أعلن، أول أمس الإثنين، في الخرطوم، أن السودان خصص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا؛ كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية (لم يحددها).

وميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.

واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.

وقال «أردوغان» وهو يتحدث في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك، في اليوم الثاني لزيارته للسودان، أولى محطات جولته الأفريقية:«طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين؛ لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال: نعم»وأضاف أن «هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن».

وزار «أردوغان» رفقة نظيره السوداني «عمر البشير» سواكن، حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) مشروعا لترميم الآثار العثمانية، وتفقّد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.

ووقع رجال أعمال أتراك وسودانيون تسع اتفاقيات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، تشمل إنشاء مسالخ لتصدير اللحوم ومصانع للحديد والصلب ومستحضرات التجميل، إضافة إلى بناء مطار في العاصمة السودانية الخرطوم.

وبذلك ارتفعت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي إلي 21 اتفاقية، بعد أن وقع الجانبان 12 اتفاقية، الأحد، خلال اليوم الأول لزيارة أردوغان، على رأسها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.

وقال «أردوغان»«الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة».

وأشار أيضا إلى توقيع اتفاقية للصناعات الدفاعية، دون أن يقدم أي تفاصيل حولها.

وبلغت قيمة جملة الاتفاقيات التسع 650 مليون دولار، في حين قال الرئيس السوداني «عمر البشير» خلال الملتقى الاقتصادي: «نريد رفع الاستثمارات التركية إلي عشرة مليارات دولار في فترة وجيزة».

وجاء هجوم صحيفة «عكاظ» السعودية والذي بدأ، الأحد، تضامنا مع وزير خارجية الإمارات «عبدالله بن زايد»، الذي تعرض لانتقادات تركية مؤخرا، عقب إعادة نشره تغريدة مسيئة للعثمانيين.

وقالت «عكاظ» على إحدى صفحاتها: «يحط حفيد العثمانيين رجب طيب أردوغان الرحال في العاصمة السودانية الخرطوم.. لا غبار على أن الزيارة مجدولة منذ وقت سابق، لكن توقيتها حتما يواكب متغيرات الأحداث، وما تحمله من رسائل مهمة، على الأقل من منظور تركي، إذ يغطيها أردوغان وأبناء عمومته، بعباءة تاريخية».

وأضافت أن الزيارة «تأتي بعد أيام من حجر أعمى، رماه حفيد العثمانيين على جسد العرب، ردا على بعثرة أوراقه بخطوط إماراتية، متبنيا مخطوطة قديمة، ترتوي بما أسماه بطولات الماضي العتيد».

وتابعت: «لكن الكتاب العربي يعرف أن أقدام قادة العثمانيين لم تطأ السودان، منذ إعلان استقلاله في عام 1956، ليصل إليها رئيس الأتراك، قبل 7 أيام من احتفالاتها بالذكرى الـ62 لاستقلالها عن استعمار نكل بها وبأبنائها، فصار طرده أنشودة للشجاعة».

وواصلت الصحيفة تهجمها بتهكم: «كما يروي السودانيون لأبنائهم على غرارا بلغني أيها الملك الرشيد ذو الرأي السديد، أن العثمانيين غزوا بلادهم، بحملة قادها إسماعيل باشا بن محمد علي باشا، لينالوا من خيراتها، ويفرضوا الجزية لمن أراد البقاء على قيد الحياة على أن يدينوا لهم بالولاء بلا كبرياء».

وأردفت: «سيذكر التاريخ أن أرودغان يصل للخرطوم بعدما جدد على الملأ أنه حفيد العثمانيين ويفتخر، وبعدما أعلنت أنقرة أنها ستسمي شارعا باسم فخر الدين باشا في قلب أحد شوارعها، إمعانا في مكايدة الإمارات العربية الوفية لعروبتها، لكن تأريخ الشوارع العربية والعالمية، حتما سيذكر أن السودانيين منذ القدم قالوا إنهم أحفاد المك نمر، قاتل إسماعيل باشا العثماني التركي ويفتخرون».

واختتمت الصحيفة السعودية تهجمها على الرئيس التركي بالقول: «سيذهب أردوغان إلى سواكن المطلة على البحر الأحمر في أقصى شرق السودان، ليتنفس هواء البحر متفقدا مراتع الصبا لأجداده، لكنه حتما سيراها على غير ما تشتهيه نفسه، وقد شوهتها أملاح البحر، فما اقتربت منها أيادي حماية التراث، وما زارتها فرق التنقيب، فغدت بيوت أشباح، كما يراها أهل البحر، سكنها في السابق من أرادوا بناء إمبراطورية عثمانية على أنقاض أجساد أهل الغرب والشرق من أبناء العرب».

وتواصل الهجوم الإماراتي على تركيا ورئيسها «رجب طيب أردوغان»، وذلك بعد الرد القاسي من الأخير على الإساءة التي وجهها وزير الخارجية الإماراتي للقائد العثماني «فخرالدين باشا».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية الإمارات السودان