«رايتس ووتش»: مقاتلون إيزيديون أعدموا 52 مدنيا بالعراق

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 06:12 ص

قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الأربعاء، إن هناك مزاعم بقيام مقاتلين إيزيديين في العراق بالإخفاء القسري والقتل بحق 52 مدنيا من قبيلة متيوت في يونيو/حزيران 2017.

وأخبر أقارب الضحايا «هيومن رايتس ووتش» بقيام القوات الإیزیدیة في 4 يونيو/حزيران 2017 باعتقال قسري ثم، على ما يبدو، إعدام رجال ونساء وأطفال من 8 عائلات من متيوت كانت تهرب من المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية» وقوات «الحشد الشعبي» غرب الموصل.

كما تورطت القوات الإيزيدية في حادثين آخرين من حالات الإخفاء القسري لأفراد قبيلتي متيوت وجحيش أواخر عام 2017.

وقالت «لما فقيه»، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»: «مع انحسار المعارك الميدانية ضد الدولة الإسلامية في العراق، على قوات أمن الدولة الآن تحويل تركيزها إلى منع الانتقام ودعم سيادة القانون. لا تمنح الفظائع المرتكبة ضد الإيزيديين في الماضي قواتهم حرية ارتكاب انتهاكات ضد المجموعات الأخرى مهما كان ماضيها»

وتحدثت المنظمة الحقوقية إلى أحد أفراد جهاز مخابرات الحشد والذي زار القرية ورأى عدة مقابر جماعية أخبره عنها السكان الإيزيديون المحليون وتضم رفات ضحايا قبيلة متيوت.

وقدم أحد قادة المجتمع الإيزيدي لـ«هيومن رايتس ووتش» قائمة تضم أسماء 5 مقاتلين إيزيديين قيل له بأنهم من أعدموا تلك العائلات.

وفي أوائل عام 2017، شكل المقاتلون الإيزيديون كتيبتي لالش وإزيدخان، وهي وحدات تابعة لقوات «الحشد الشعبي» الشيعي، وقوة تابعة لرئيس الوزراء العراقي وجزء من القوات المسلحة للدولة.

وقال اثنان من قادة المجتمع الإيزيدي لـ«رايتس ووتش» إن كتائب إزيدخان كانت مسؤولة عن اختطاف وقتل أفراد قبيلة متيوت الـ52.

وقال أحدهما إن مقاتلين من كتائب إزيدخان أخبروه بأسر عائلات القافلة واحتجازهم ليومين في قرية مهجورة، ثم قتلهم.

وقال أحد أفراد جهاز مخابرات الحشد لـ«رايتس ووتش» إنه قد تم إرساله إلى سنجار للتحقيق في هذه المزاعم.

وبمساعدة من الإيزيديين المحليين، حدد 4 مقابر جماعية في القابوسية التي زارها في 5 ديسمبر/كانون الأول، حيث قال إنه رأى عظام وجماجم ما لا يقل عن 4 أطفال وخصلات شعر نساء وأحذية للنساء والأطفال وأساور قرب القبور.

وفي يوليو/تموز، قال مستشار قانوني لكتيبة إيزدخان إن «القوات الإيزيدية مسؤولة عن القبض على 52 شخصا، لكن أفراد قبيلة متيوت كانوا كلابا تستحق الموت».

وقال قائد عسكري إيزيدي آخر، أوائل ديسمبر/كانون الأول، إنه «إذا حاول أي من أفراد قبيلة متيوت أو جحيش العودة إلى سنجار، سنقتلهم».

وزعم بعض كبار الإيزيديين مشاركة قبيلتي متيوت وجحيش التنظيم في عمليات الإعدام وإساءة معاملة الرجال والنساء الإيزيديين في أغسطس/آب 2014، بينما أنكر أفراد القبائل هذه الادعاءات وقالوا إن الإيزيديين جعلوهم كبش فداء بسبب فظائع «الدولة الإسلامية».

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن مسؤولية التحقيق في الإساءات ومحاكمة إساءات الإيزيديين والمجموعات الأخرى مثل متيوت وجحيش تقع على عاتق الحكومة العراقية.

وفي يوليو/تموز، قال متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية لـ«هيومن رايتس ووتش» إن ممثلي الحكومة في سنجار قد حققوا في حادثة القابوسية وإن النتائج الأولية التي توصلوا إليها كانت قيام القوات الإيزيدية باختطاف مدنيين من متيوت انتقاما للانتهاكات ضد النساء الإيزيديات، مشيرا إلى أن الحكومة تعتزم محاسبة المسؤولين عنها، لكن منذ ذلك الحين، لم تتلق «هيومن رايتس ووتش» أي رد على أسئلتها عما إذا كان قد حوسب أي شخص عن عمليات القتل الواضحة.

ودعت المنظمة الحقوقية سلطات العدالة الجنائية العراقية للتحقيق في جميع الجرائم المزعومة من قبل أي طرف خلال الصراع بسرعة وشفافية وفعالية، وصولا إلى أعلى المستويات المسؤولة.

وقالت: «أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم الجنائية تجب محاكمتهم بشكل مناسب؛ عمليات الإعدام غير الشرعية والتعذيب أثناء النزاع المسلح هي جرائم حرب».

وأضافت: «لا ينبغي لأي قوات مسلحة في العراق احتجاز المجرمين المشتبه فيهم لفترات مطولة، بل ينبغي تحويلهم فورا إلى السلطات القضائية للتحقيق معهم».

وقبل يومين، كشف مصدر مطلع عن قيام ميليشيات إيزيدية لا يعرف انتماؤها باغتصاب 28 مسلمة أمام أعين أزواجهن بعد أن تم تقييدهن، قبل أن يتم حرق الأطفال وسلقهم بالماء المغلي، مبينا أن الحادثة حصلت بعد عودة مجموعة من العائلات العربية إلى منازلهم في ناحية القيروان التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل.

ولفت المصدر إلى أن «هناك مجازر أبشع وأدهى تحدث وحدثت في مناطق غرب الموصل التي تسيطر عليها تلك الميليشيات، إذ تعرضت القرى والبلدات العربية المسلمة إلى انتهاكات مروعة وعمليات تغيير ديموغرافي من جرف وتفجير منازل المسلمين».

وأكد أن «الميليشيات الإيزيدية أصبحت مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة خارج سيطرة الحكومة العراقية مدعومة من قبل أحزاب وشخصيات إيزيدية هدفها إنهاء الوجود العربي المسلم في مناطق غرب العراق، حيث بدأت أنشطتها ضد المسلمين منذ استعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية».

وبين أن هناك عددا من الميليشيات الإيزيدية لا يعرف انتماؤها وتوجهها تقوم بأعمال انتقامية وخطف للمسلمين منذ تلك الفترة، متابعا أن الأوضاع في تلك المناطق على وشك الانفجار ومهددة بانهيار أمني، وقد تحدث عمليات تصفيات وقتل طائفي وعرقي بعد تلك الحادثة المروعة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء في المدينة.

وبحسب مراقبين، تشهد محافظة نينوى شمال العراق عمليات تغيير ديموغرافي ممنهجة من قبل بعض الميليشيات التابعة للأقليات الدينية والعرقية في المدينة، بعد استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو/تموز الماضي وهيمنة تلك الميليشيات على مناطق مهمة وممارستها عمليات قتل وتطهير عرقي وديني ضد المدنيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق إيزيدية مدنيين الموصل