سياسي سوداني: علاقتنا بقطر وتركيا ليست ضد دول الجوار

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 08:12 ص

قال سياسي سوداني بارز إنه «لا يوجد في العلاقات السودانية التركية، ولا السودانية القطرية، ما يدعو لقلق أي من دول الجوار، لا سيما مصر والسعودية».

وفي تصريحات لموقع «قدس برس»، أوضح رئيس حزب «منبر السلام العادل» في السودان، «الطيب مصطفى»، أن «السودان يتعامل مع تركيا ليس فقط من موقع مصالحه، وإنما أيضا من التوافق السياسي الاستراتيجي القائم بين الخرطوم وأنقرة، وهو توافق تأكد مؤخرا في الموقف الرافض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)».

ولفت إلى أن زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى السودان، «كانت تاريخية بامتياز»، مضيفا: «تأتي تحقيقا لمصالح مشتركة، فضلا عن أنها لقاء بين دولتين بينهما توافق سياسي كامل».

وأشار «مصطفى» إلى أن «السودان لم يلق لا من تركيا ولا من قطر أي أذى، بينما تحتل مصر أرضه في حلايب، وتعترف السعودية بهذا الاحتلال في معاهدة تيران وصنافير مع مصر».  

وقال: «مصر لازالت تتعامل مع السودان باعتباره حديقتها الخلفية، وترفض أن يتصرف خارج مشورتها، ولذلك هم ينزعجون من علاقات السودان بتركيا».

لكن «مصطفى» استغرب من «الموقف السعودي إزاء السودان، من خلال اتفقية تيران وصنافير، التي تعترف بسيادة مصر على مثلث حلايب، وهو اعتراف يتناقض أصلا مع اتفاقية حدودية موقعة بين السودان والسعودية عام 1974».

وعما إذا كان هذا يعني أن السودان انحاز إلى جانب محور قطر وتركيا، قال «مصطفى»: «لقد حافظ السودان على موقف الحياد منذ إعلان حصار قطر، لكن الأحداث بعد ذلك اقتضت أن يميل السودان إلى الجهة التي تتوافق مع مرجعياته الفكرية والسياسية».

وأضاف: «آخر شيء يؤكد توافق السودان وتركيا وقطر، هو الموقف الرافض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني».

وتابع: «قطر قدمت الكثير ولا تزال تقدم للسودان دون مقابل، وكذلك تفعل تركيا اليوم، بينما السودان قدم الكثير للسعودية ولمصر دون مقابل».

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع انسحابا سودانيا من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، قال «مصطفى»: «السودان عندما دخل التحالف دخله بناء على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأيضا دفاعا عن الحرمين الشريفين، بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة»، على حد تعبيره.

وأنهى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الثلاثاء، زيارة هي الأولى لرئيس تركي إلى السودان منذ 61 عاما، بالتوقيع على اتفاقيات استراتيجية، أبرزها موافقة السودان على وضع جزيرة سواكن تحت الإدارة التركية، لفترة لم يتم تحديدها، بغرض إعادة بنائها.

وتقع جزيرة سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر وهي واحدة من أقدم الموانئ في إفريقيا، واستخدمها الحجاج الأفارقة قديما لأجل الحج إلى مكة، كما استفاد العثمانيون بدورهم من موقعها الاستراتيجي.

وأمس، قال وزير الخارجية السوداني «إبراهيم غندور»، إن زيارة «أردوغان»، إلى بلاده، حملت المنفعة للبلدين، لافتا إلى أنها زيارة تاريخية من حيث توقيتها وبرنامجها، ولها ما بعدها.

وعلاوة على المحادثات بين الرئيسين والوفدين، التي شملت العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أشار «غندور» إلى أنه «تم التوقيع على أكثر من 21 اتفاقية في مجالات التعاون المختلفة».

وشملت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، مجالات التعدين والتنقيب والنفط والزراعة والتعاون الاقتصادي المشترك والصناعة والمجال العسكري والمجالات السياسية واتفقات كثيرة وقعت في الخرطوم والبحر الأحمر.

وحسب الوزير، فإن ما تقدّم «توّج بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي، وتكوين لجنة استراتيجية عليا بين البلدين برئاسة الرئيسين، لمتابعة العلاقات الثنائية وكل الاتفاقيات التي وقعت، وتنعقد اللجنة سنويًا في أحد البلدين بالتناوب».

وبدأت العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا في التطور، بعد وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة في تركيا عام 2002، وشهدت تحسنا لافتا خلال الفترة اللاحقة.

  كلمات مفتاحية

السودان تركيا العلاقات السودانية التركية زيارة أردوغان البشير سواكن السعودية