بعد قرن على رحيله.. «علي دينار» يتربع في قلوب الأتراك

الخميس 28 ديسمبر 2017 11:12 ص

بعد ما يزيد على قرن من رحيله، لا يزال سلطان مملكة «الفور» (إقليم دارفور غربي السودان حاليا)، «علي  دينار»، محط نظر الأتراك الذين يقدرون للرجل وقوفه إلى جانبهم إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918)؛ لذا يتوافدون على قبره وقصره.

وخلال زيارته إلى السودان، هذا الأسبوع، أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أن بلاده قررت ترميم قصر «دينار»، الذي يقع في قلب مدينة الفاشر بدارفور.

وتم اختيار تأهيل القصر ضمن بروتوكول تعاون بين ولاية شمال دارفور والحكومة التركية، الذي يتضمن أيضاً تقديم خدمات فى مجالات الصحة والتعليم والمياه والثروة الحيوانية وتنمية وتطوير الكوادر البشرية بجانب ترميم الآثار.

وهذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها الرئيس التركي اهتماما بإقليم دارفور؛ فعندما زار السودان في مارس/آذار 2006، عندما كان رئيساً للوزراء، للمشاركة في القمة العربية الثامنة والعشرين، توجه إلى هذا الإقليم لكي يعبر عن امتنانه لوقفة السلطان «دينار» الصلبة إلى جانب الخلافة العثمانية، والتزامه بمساعدتها ضد البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى.

فأثناء الحرب العالمية الأولى كان السلطان «دينار» على علم تام بأخبار وخطط دولة الخلافة لخوض الحرب؛ الأمر الذي دفعه لمناهضة الحكم الإنجليزي المصري للسودان.

وفور نشوب الحرب بين تركيا وبريطانيا أبدى السلطان انحيازه وميله نحو الأتراك علنا واتخذ موقفا عدائيا من الحكم البريطاني المصري في 1915، وأعلن فض ما بينه وبين الحكومة الثنائية من معاهدات واتفاقيات.

وأفصح عن انضمامه رسميا للأتراك الذين كان على صلة وثيقة بهم.

واستشهد السلطان «دينار» في موقعة «برنجيه» ضد الجيش البريطاني الغازي في نوفمبر/تشرين الثاني 1916 مع عدد من مرافقيه وقادته.

وقد عبر «أردوغان» عن امتنانه لهذا الموقف خلال زيارته للسودان، قائلا: «العلاقة الأزلية التي تربط تركيا بدارفور تجعل تركيا في مقدمة الدول التي ستقدم المساعدة لهذا الإقليم».

ووافقت دار الوثائق التركية على تبادل الوثائق التاريخية الخاصة بفترة الحكم التركي للسودان مع دار الوثائق السودانية للاستفادة منها وترجمتها للغتين العربية والانجليزية خاصة تلك المتعلقة ب«سلطنة الفور».

  كلمات مفتاحية

علي دينار الخلافة العثمانية أردوغان السودان تركيا