أثارت زيارة شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة لتهنئة البابا «تواضروس الثاني» بعيد ميلاد السيد المسيح، ودعوته للمسلمين بتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤيد للفكرة، معتبرا أنها تزيد المحبة بين أبناء الشعب المصري وتجعله نسيجا واحدا، وبين من يرى ذلك محرما ولم يفعله النبي فكيف لشيخ الازهر فعله؟
وكان الأزهر قد حسم جدالا حول تهنئة المسيحيين بأعيادهم، فقال: «تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويُبرِز سماحته ووسطيته، لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِين».
وعبر وسم «شيخ الأزهر» الذي يعتبر من الأوسمة الأكثر انتشارا في مصر اليوم الخميس، عبر المصريون عن موقفهم من تهنئة «الطيب» للمسيحيين بعيد الميلاد، فقال حساب «أبوعبيدة محمد سعد»: «أسجل اعتراضي بشدة على زيارة شيخ الأزهر للنصارى وتهنئتهم بعيدهم الباطل لا يا شيخ الأزهر لا».
وقال حساب «ناديه»: «مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يقول بأن تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة، فهي تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، يا راجل قول كلام غير كده».
فيما غرد الإعلامي المصري المقرب من النظام «أسامة كمال» عبر الوسم قائلا: «البابا تواضروس استقبل شيخ الأزهر والقيادات الإسلامية اللي راحوا يهنوا بعيد الميلاد فقال الأعياد فرصة للتلاقي وتبادل المحبة».
أما «حنان عاطف» فكتبت: «فتوى شيخ الأزهر بجواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومنح الإذن بها في حد ذاته إهانة للمسيحيين.. أعتذر وأرجو أن يتقبلوا منا نحن المسلمين العقلاء العارفون بالكهنوت أو وصاية في الإسلام أرجو منهم أن يتقبلوا منا التبريكات بأعيادهم».
بدوره، قال الشيخ «خالد الجندي»، الداعية الإسلامي، إنه يجب على المسلمين التحلي بأخلاق الإسلام وتهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم، مضيفًا: «يجب على المسلم أن يبر المسيحي في عيده مثلما يبر والديه».
وفي السياق ذاته، خصصت صحيفة «صوت الأزهر» الصادرة عن الأزهر الشريف في مصر، عددها الأخير الأربعاء، للاحتفال بميلاد السيد المسيح، في خطوة تعد سابقة ورداً على دعوات تحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
ونشرت «صوت الأزهر» على صفحتها الأولى صورة احتفالية كتب عليها: «كلمة الله المسيح عيسى ابن مريم... سلام عليه يوم ولد»، كما تضمنت عناوين بعض المواضيع الخاصة بالعيد، ومنها: «محمد وعيسى يخاطبان العالم.. كيف انتصر الإسلام لتعاليم المسيح؟»، و«احتفاء القرآن بالمسيح وأمه أبلغ رد على مثيري الفتن»، و«فضائل العذراء ابنة عمران في مخطوطات المسلمين».
وضم العدد أيضاً كلمة لشيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» قال فيها: «عن موعظة المسيح على الجبل: تدمع عيني حين أقرأها»، وأشار إلى أن «رسالة محمد ليست دينا منفصلا... وإنما حلقة أخيرة في سلسلة الدين الإلهي الواحد».
