ما الرسائل التي يحملها تصريح «أردوغان» عن «الأسد» لروسيا؟

الخميس 28 ديسمبر 2017 07:12 ص

رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن تصريح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الأربعاء، الذي اتهم فيه «بشار الأسد» بممارسة الإرهاب على شعبه، يهدف إلى توسيع نفوذ «أردوغان» في المنطقة، في ظل تراجع حدة الحرب.

وأوضحت أن تصريح «أدوغان» يأتي بعد أن «بدا الأسد أكثر ثقة في الانتصار في الحرب والبقاء في سدة الحكم، في المستقبل القريب، وجاء التصريح أيضا على خلفية المناورات التي تجريها بعض القوى - خاصة روسيا وإيران أكبر حليفتين للأسد- من أجل التأثير على نتيجة النزاع المحتدم، الذي أعاد صياغة السياسة في منطقة الشرق الأوسط».

وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن «تغير رأي الزعيم التركي، الذي أشار خلال الشهور الأخيرة إلى أن رغبته في قبول استمرار بقاء الأسد، كانت بمثابة تذكرة بالعداوة بين الطرفين، حيث أبدى الأسد تبجحاً واختيالاً بمكاسبه العسكرية التي حظي بها على مدار العام الماضي، من خلال المساعدات الروسية».

وفي إشارة جديدة إلى الاعتداد بالنفس، سمح «الأسد»، بحسب وكالة «رويترز»، بالإخلاء الطبي للمدنيين، يوم الأربعاء، من آخر معاقل المعارضة بالبلاد، بالقرب من دمشق.

وأكدت الصحيفة أن «التصعيد التركي يهدف أيضا إلى تذكير روسيا بأنها لا تستطع أن تقرر مستقبل سوريا بمفردها، خاصة القضايا المتعلقة بالجماعات الكردية في سوريا، التي تُناصبها تركيا العداء، فقد ذكرت روسيا يوم الثلاثاء أنه سيتم السماح لممثلي المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي سوريا بالمشاركة في المحادثات التي تستضيفها روسيا خلال الشهر القادم، وهو أمر تعارضه تركيا».

وأردفت الصحيفة أن «التوقف عند تصريحات الرئيس التركي، وترى أنها تستهدف التفاوض وليس الشقاق مع روسيا، التي تتمتع بعلاقة طيبة مع تركيا، أحد أعضاء حلف الناتو، وفي غضون ذلك، كانت حكومة أردوغان في أنقرة تبرم اتفاقاً قيمته 2.5 مليار دولار لشراء أنظمة الصواريخ الروسية S-400».

وتابعت: «من المحتمل أن يكون الروس قد رحّبوا بتصريحات أردوغان الفظّة تجاه الأسد، لأنهم يريدون أن يلعبوا دوراً قيادياً في أي اتفاق سلام، ويقصد بذلك فرض المفاوضات على شخص الأسد العنيد».

ورغم كل ما حدث على صعيد التقارب الروسي التركي في الملف السوري، لكن الساعات الماضية أظهرت خطابين؛ الأول روسي، والثاني تركي، مختلفين كليا حيال العقدة الرئيسية، أي مصير رأس النظام «بشار الأسد»، وهو ما يشير حسب مراقبين إلى عدم وجود اتفاق بين الطرفين حول مصير الأخير.

وكان البعض ذهب إلى أن سياسات واشنطن تجاه سوريا ودعمها المسلحين الأكراد الأعداء لتركيا، جعل القيادة في أنقرة تتحذ قرارا استراتيجيا تراجعيا في سوريا، واضعة أولوية تأمين حدودها مما تسميه «الخطر الكردي» المدعوم أمريكيا عسكريا وسياسيا، في مقابل ما بدا أنه موافقة ضمنية من تركيا على بقاء «الأسد» ونظامه.

غير أن كلام الرئيس «رجب طيب أردوغان» أمس الأربعاء، في تونس، أعاد تثبيت خط أحمر تركي كاد العالم ينساه في الفترة الأخيرة، وهو يتعلق بالرفض المبدئي لبقاء «الأسد» في المرحلة المقبلة.

وقال الرئيس التركي من تونس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي «الباجي قائد السبسي» في قصر قرطاج، إن «بشار الأسد إرهابي قام بممارسة إرهاب الدولة ضدّ شعبه، بالتالي لا يمكن أبداً مواصلة الطريق مع الأسد في سوريا؛ لأنه لا يمكن المضي مع شخص قتل قرابة مليون مواطن من شعبه».

وجدد «أردوغان» التأكيد على أنه «لا يمكن التوصّل إلى حلّ في سوريا في ظل بقاء الأسد».

وأضاف: «أقولها بكل وضوح، بشار الأسد إرهابي يستخدم إرهاب الدولة، لا يمكننا القول إن الأسد يمكنه أن يواصل الطريق، إذا قمنا بذلك فسيكون الأمر مثل ارتكاب ظلم بحق السوريين الذين قتلوا».

  كلمات مفتاحية

أردوغان سوريا روسيا بشار الأسد

خطابان روسي وتركي يؤكدان عدم الاتفاق على مصير «الأسد»

«أردوغان»: «الأسد» إرهابي ولا مكان له بسوريا

الخارجية الأمريكية: مصير «الأسد» يحدده السوريون فقط