شهد عام 2017 طفرة غير مسبوقة في عقود اللاعبين والانتقالات بمختلف الرياضات فاقت كل التوقعات، وخاصة داخل أروقة لعبتي كرة القدم وكرة السلة، وفيما يلي أبرز ما أثار الجدل بالتعاقدات والاتفاقيات هذا العام.

الانتقالات 

سجلت صفقة تاريخية حطمت الرقم القياسي بانتقال البرازيلي «نيمار دا سيلفا» من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو هي قيمة الشرط الجزائي الخاص بعقده، وهي قيمة مضاعفة تقريبا للمبلغ الذي أنفقه مانشستر يونايتد الانجليزي في صيف عام 2016، لضم الفرنسي «بول بوغبا» من يوفنتوس الايطالي، الذي لم يستمر أكثر من موسم واحد كأغلى لاعب في العالم. 

ولم يقتصر الأمر على دفع هذا المبلغ الخيالي، بل رصد النادي الباريسي مبلغ 30 مليون يورو كراتب سنوي لنجمه الجديد «نيمار».

وفي مفاجأة كبرى أخرى، قرر باريس سان جيرمان التعاقد مع النجم الصاعد الفرنسي «كيليان مبابي» قادماً من موناكو في صفقة قدرت بنحو 180 مليون يورو، وهو ما أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» الذي فتح تحقيقا في شأن مخالفات محتملة للنادي الباريسي لقواعد اللعب المالي النظيف الهادف أساسا للحد من شهية الأندية على الإنفاق المفرط والتقليل قدر الإمكان من خسائرها المالية. 

وبات على سان جيرمان حاليا توفير إيرادات إضافية تبلغ 75 مليون يورو، من بيع التذاكر أو حقوق النقل التليفزيوني أو التسويق، لتغطية العجز المالي المتوقع في ميزانيته وتفادي عقوبات أوروبية في الموسم المقبل، قد تصل الى حد منعه من المشاركة في البطولات القارية.

حقوق البث

يعود السبب الرئيسي لهذه الطفرة المالية في كرة القدم الأوروبية، إلى الزيادات الكبيرة في عائدات حقوق البث التليفزيوني بشكل خاص، وعلى رغم أن رابطة دوري المحترفين تسعى إلى وضع ضوابط لإنفاق الأندية من خلال تحديد سقف للرواتب على سبيل المثال، إلا أن العائدات التليفزيونية تفتح شهية الأندية واللاعبين. 

وتدفع شبكتا «تورنر» و«اي اس بي أن» 2.6 مليار دولار كل موسم من أجل بث المباريات، أي بزيادة 280% عن الاتفاق السابق، حيث سجل الدوري الإنجليزي إنفاق خلال فترة الانتقالات الصيفية هذا العام رقما قياسيا يقدر بنحو 1,5 مليار يورو.

وبدورها، قامت رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم «الليغا» هذه السنة بخطوة غير مسبوقة، إذ أقيم كلاسيكو الدوري بين برشلونة وريال مدريد في وقت مبكر نسبيا ظهرا بالتوقيت المحلي، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للعدد الأكبر من عشاق اللعبة في قارة آسيا بمتابعة المباراة مباشرة على الهواء، ما قد يؤدي لزيادة عدد المشجعين والعائدات الإعلانية.

ويرى الباحث في المركز الدولي للدراسات الرياضية «لويك رافنيل» أن سوق الانتقالات لم تصبح مجنونة، لكنها واعدة بشكل كبير.

وأضاف: «هذا قطاع يشهد نموا دائما، والمستثمرون يشعرون أنهم قادرون على تحقيق الأرباح فيه»، ولكن لا أرى أن ثمة أسباب قد تدفع إلى توقف نموه».

وفي كرة السلة بالولايات المتحدة، سيتقاضى «ستيفن كوري» 200 مليون دولار خلال خمسة أعوام مع غولدن ستايت ووريرز، و«راسل وستبروك» بتقاضي 205 ملايين للفترة نفسها مع أوكلاهوما سيتي ثاندر.