«خاشقجي»: مصر ستحاكي النموذج التركي إذا دعمت أمريكا «شفيق»

الجمعة 29 ديسمبر 2017 06:12 ص

اعتبر الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» أنه في حال حصول رئيس وزراء مصر الأسبق والمرشح الرئاسي المحتمل الفريق «أحمد شفيق» على دعم من الولايات المتحدة كما حدث مع رئيس الوزراء التركي السابق «توغوت أوزال» في 1983، فإن مصر قد تشهد تكرار النموذج التركي وإقامة نموذج للديمقراطية في مختلف أنحاء المنطقة.

وعقد «خاشقجي»، في مقال نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، الخميس، مقارنة بين الحالة المصرية والتجربة التركية التي سيطر فيها العسكر على السلطة سعيا خلف الامتيازات الاقتصادية.

ولفت إلى أن « شفيق» ربما يلعب الدور نفسه الذي لعبه «أوزال»، في 1983، حينما نقل بلاده من التدهور ووضعها على أعتاب الديمقراطية.

ففي عام 1980، انقلب الجيش التركي على النظام مجددا، وكان ذلك هو الانقلاب الأكثر دموية في تاريخ البلاد، وكانت تركيا تعاني من تدهورٍ اقتصادي وتضخم كبير وسط ما يُشبه الحرب الأهلية بين اليمين واليسار.

ورحَّب الأتراك بهذا الانقلاب أملاً في أنّ يُعيد الاستقرار.

وآنذاك، كانت هناك بعض العوامل التي دفعت الولايات المتحدة لدعم الانقلاب.

فقبل بضعة أشهر، كانت واشنطن قد فقدت فجأةً واحداً من أهم حلفائها في المنطقة، وهو شاه إيران، وغزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان، وسيطرت مجموعة من المتطرفين على الحرم المكي بالسعودية.

ومع تحول الجغرافيا السياسية جذرياً، أصبح الاستقرار في أنقرة أولوية للأمن القومي الأمريكي.

وحينها، بدا واضحاً، حسب «خاشقجي»، أنّ الجيش التركي لا يريد أن يفقد سيطرته على السلطة؛ فقد تمتع بفوائد مجزية، من ملكيةٍ للأعمال التجارية إلى وظائف جيدة للعائلات والحلفاء المقربين.

ورأى الكاتب السعودي أن «انقلاب 2013 في مصر يشبه الانقلاب الدموي الذي وقع في تركيا عام 1980؛ فكان الجيش في كلتا الحالتين راسخ القدمين متمتعاً بدعمٍ من الشعب»

وأكد «خاشقجي» أن «صعود أوزال إلى السلطة لم يكن ممكنا بعد ثلاث سنوات من انقلاب 1980، إلا بعدما رأي الجيش في صعود قيادة مدنية ميزة واضحة، وأبدى الأمريكيون دعمهم لذلك».

وأضاف: «أصبح أوزال رئيساً للوزراء في الفترة من 1983 إلى 1989 ثم تولى الرئاسة من 1989 إلى 1993. واليوم، يُنظر إليه في تركيا على نطاقٍ واسع بوصفه مُؤسِّساً للديمقراطية الحديثة والزعيم الذي حقَّق الانتعاش الاقتصادي الذي أنقذ البلاد».

نموذج ناجح

وأشار الكاتب السعودي إلى أن «العالم العربي يحتاج إلى نموذجٍ ناجح للانتقال السلمي للسُلطة»، فيما رأى أن «مصر قد تكون هي المثال لذلك، فقد مثَّلت هذا النموذج لفترة وجيزة في عام 2012، عندما خسر شفيق الانتخابات الرئاسية بفارقٍ ضئيل لصالح محمد مرسي، الذي حُكِم عليه بالسجن مدى الحياة بعد الإطاحة به من السلطة في عام 2013».

وقال «خاشقجي» إن «شفيق لا يمثل نيلسون مانديلا، لكنَّه ألمح إلى رغبته في المضي قدما بالديمقراطية بعد سنواتٍ من إدراة الجيش لشؤون البلاد».

وتابع: «يمتلك شفيق، مثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، سجلاً مهنياً طويلاً في الجيش. لكن، وعلى عكس السيسي، يمتلك شفيق سجلاً حافلاً في العمل المدني؛ إذ عمل وزيراً للطيران المدني بعد تقاعده من الجيش في عام 2002. ويُمكنه المساعدة في نقل مصر من اعتمادها المفرط على الجيش إلى حكمٍ مزيجٍ بين العسكري والمدني أو حكمٍ مدني بالكامل».

واعتبر «خاشقجي» أن «قرار شفيق بالترشح للانتخابات الرئاسية أدى إلى تنشيط المشهد السياسي الميت تقريباً»، مشيرا إلى أن«مصر بحاجة إلى مرشح معروف ومتمرس بالعمل السياسي لمنافسة السيسي».

واستعرض الكاتب السعودي، في مقاله، العديد من المشاهد التي تعكس تدهور الأوضاع في مصر في ظل حكم «السيسي»، والتي ربما تعد مسرحا يستلزم منقذا، مشيرا إلى ما وصفه بالتمرد الخارج عن السيطرة في شبه جزيرة سيناء، والذي اعتبره أحد إخفاقات «السيسي» الكثيرة، التي من بينها أيضاً انحصار الدور الإقليمي لمصر أكثر من أي وقتٍ مضى منذ حصولها على استقلالها عن بريطانيا في 1922.

ولفت «خاشقجي» إلى «اختناق البلاد بفعل تدابير صارمة تسحق أي شكل من أشكال المعارضة».

وتم ترحيل «شفيق» من مقر إقامته في الإمارات بعد أيامٍ من إعلان ترشحه لرئاسة مصر، وثارت شائعات عديدة تُفيد باحتجازه بأحد الفنادق المصرية عقب وصوله للقاهرة، حتى خرج في مداخلة هاتفية بإحدى الفضائيات المصرية ألمح إلى إعادة النظر في الترشح للرئاسة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر تركيا أمريكا انتخابات الرئاسة المصرية شفيق تورغوت أوزال السيسي