خطب وزير الأوقاف المصري، «محمد مختار جمعة»، صلاة الجمعة في مدينة حلايب، المتنازع عليها مع السودان، في خطوة هي الأولى من نوعها، وتمثل -على ما يبدو- تكريسا لـ«سياسة الأمر الواقع» التي تنتهجها القاهرة لتأكيد سيادتها على المنطقة.

وبث التلفزيون المصري الرسمي خطبة الجمعة من مسجد «التوبة» بمدينة حلايب، بعد نحو ساعتين من بث برنامج تليفزيوني من المدينة ذاتها شمل لقاءات للمسؤولين مع قيادات وشباب بالمدينة.

وشملت مقدمة تليفزيونية ما قبل خطبة الجمعة حديثا عن مصرية مثلث «حلايب وشلاتين» ودعوات لاستقرار البلاد، وذلك بحضور رؤساء جامعات وقيادات أمنية مصرية، حسب وكالة «الأناضول».

وقال وزير الأوقاف المصري خلال خطبته: «تهتم الدولة بكل أبنائها وفي كل بقعة من أرضها لبناء دولة متماسكة أطرافها كمركزها ضد قوى الشر والإرهاب».

واعتبر أن «ما تم من نهضة عمرانية وتنمية في حلايب وشلاتين خلال السنوات الأربعة الماضية يزيد عن خمسة أضعاف ما تم خلال السنوات الثلاثين الماضية».

وفي وقت سابق اليوم، قالت صحف مصرية إن وزارة الدفاع أنهت تسوية الموقف التجنيدى لأبناء مثلث «حلايب وشلاتين»، الذين تخلفوا عن التجنيد حتى تجاوزوا سن 30 سنة، وسلمتهم شهادات المعاملة التجنيدية الخاصة بهم، معتبرة أن ذلك جاء «استمرارا للتيسيرات التى تقدمها القوات المسلحة لأبناء المناطق الحدودية».

وتتنازع مصر والسودان على مثلث «حلايب وشلاتين»، الذي يضم بلدات حلايب وشلاتين وأبي رماد.

وبدأت الخرطوم مؤخرا في تسمية الوجود المصري في هذا المثلث  بـ«سلطات الاحتلال المصري»، وبات الأمر محل تصعيد من الجانبين، ونقطة التوتر الرئيسية بين القاهرة والخرطوم.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، «إبراهيم غندور»، الدعوة إلى حل قضية مثلث حلايب وشلاتين «إما بالحوار أو التحكيم الدولي».

ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر.

وتصر القاهرة على أن هذه المنطقة «أراض مصرية، وتخضع لسيادتها».

ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحًا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه.