خبراء عن الروائي المصري «يوسف زيدان»: باع نفسه لـ(إسرائيل)

السبت 30 ديسمبر 2017 06:12 ص

«باع نفسه لـ(إسرائيل) وخطابه متصهين وغير متخصص».. هكذا عبر خبراء عن رأيهم في الكاتب المصري «يوسف زيدان»، الذي احتفت به السفارة الإسرائيلية بمصر قبل أيام، بعد مزاعمه التي قال فيها إن «المسجد الموجود في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى»، وإن «القدس ليس مكانا مقدسا».

وكانت صفحة «(إسرائيل) في مصر» التابعة للسفارة الإسرائيلية بمصر على «فيسبوك»، قالت الأربعاء: «لا شك أن الرسالة التي يحملها تفسير الكاتب زيدان بضرورة نبذ ثقافة الكراهية بين الطرفين، مهمة في نظرنا، وأن التعاون بين اليهود والمسلمين من شأنه أن يعود بالفائدة على المصريين والإسرائيليين على حد سواء؛ خدمة للجيل الصاعد لدى الشعبين».

 

 

وقال «زيدان»، في تصريحات متلفزة، قبل أيام: «المسجد الموجود في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى ذا القدسية الدينية الذي ذُكر في القرآن، والذي أسري الرسول إليه، بل هو مسجد قريب من المدينة في منطقة يطلق عليها الجعرانة».

وأحدثت تصريحات «زيدان» غضبا واسعا، واعتبرت استفزازا للمسلمين حول العالم، ودعا برلمانيون في مصر إلى تقديمه للمحاكمة.

وكان «زيدان» يناقش كتاب «تاريخ اليهود في بلاد العرب.. الجاهلية وصدر الإسلام»، لمؤلفه اليهودي «إسرائيل ولفنسون»، ويمثل رسالة دكتوراه.

وفي إطار فكرة الكتاب، ووجهة نظر مؤلفه، قال «زيدان»، إنه «عند ظهور الإسلام وتوسعه، كان اليهود يستقبلون الجيوش العربية في الشام والعراق ويساعدونهم في الفتوحات».

مؤرخ بلا وثائق

ويتهم مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، والأمين العام للجمعية المصرية للدراسات التاريخية «جمال شقرة»، عبر «بوابة الأهرام»، «زيدان» بأنه «لا يضع أسبابًا منطقية لحديثه».

ويعتبر أن ما قاله «زيدان» عن القدس، هو جريمة بحد ذاته، ويقول: «تأييد (إسرائيل) الصريح له، يأتي بسبب إنصافه لها، فهو مؤرخ يتحدث بدون وثائق».

باع نفسه

كما لم يبد الباحث والمؤرخ «عاصم دسوقي»، أي اندهاش من احتفاء (إسرائيل)، بـ«زيدان»، مشيرا إلى أن «(إسرائيل) تحتفي بمن يتحدث عنها بكل احترام وحب ويبيع نفسه لها»، بحسب قوله.

لم يتطرق «دسوقي»، لحديث «زيدان» بقدر ما قال إنه شخص «غير متخصص»، موضحا أنه «حاصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية، ويتحدث في التاريخ بدون تخصص منهجي».

وردا على سؤال «لماذا لا يدعو المؤرخون زيدان لحسم القضايا الكُبرى التي يناقشها؟»، يجيب «دسوقي»: «بالفعل دعوناه منذ شهور في الجمعية التاريخية لإلقاء محاضرة والدخول في نقاش مع المؤرخين لكنه رفض، وكذلك دعاه مركز الدراسات التاريخية بالشرق الأوسط التابع لجامعة عين شمس، ورفض أيضًا، لأنه يرفض أن يناقشه مختصون».

وجه مكشوف

أما الباحثة التاريخية «هويدا صالح»، فتتعجب بالقول إنه «عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي تجاوز المائة عام، لم يخرج علينا أحد بوجه مكشوف ودون خوف من نظرة المجتمع له، متبنيا خطابا متصهينا مثلما فعل زيدان، الذي دأب منذ عامين على ترديد خطاب متصهين يفوق خطره الخطاب الصهيوني الذي يطلقه أي إسرئيلي أو منحاز لـ(إسرائيل)».

وتضيف: «صحيح أن ظاهرة المتصهينين العرب ليست جديدة، فطوال صراعنا مع العدو التاريخي للعرب، ونحن نسمع على استحياء خطابات يطلقها عرب ينحازون لـ(إسرائيل)، ربما طمعا في دعم ما، أو جائزة كبرى، وربما كراهية في فصائل متشددة من فلسطين، لكن أن يخرج علينا كاتب بهذا الوضوح ويدافع باستماتة عن حق الصهاينة فيما يفعلون ضد شعب أعزل، سُلبت منه أرضه، وأُرِيقت دماؤه، فهذا لم يحدث من قبل».

وتحذر «هويدا» من «زيدان»، وتقول: «هو يعمل منذ سنوات على تفكيك القضية الفلسطينية، ونزع شرعية الحق القومي عنها، بل ويعمل جاهدا على تبييض وجوه القتلة الصهاينة بحق إخوتنا الفلسطينيين».

وتعجبت من محاولات «زيدان» نفي وجود القدس في الميراث الديني المسيحي والإسلامي، «في محاولة لنزع رهبة قدسية المدينة، حتى يسهل الصراع على (إسرائيل)، ومن خلفها أمريكا».

جدل مستمر

وهذه ليست المرة الأولى التي تحتفي صفحات إسرائيلية، بحديث «زيدان»، فقد قال في أحد البرامج التليفزيونية خلال 2015، إن «المسجد الموجود في مدينة القدس المحتلة ليس هو المسجد الأقصى، ذا القدسية الدينية الذي ذُكر في القرآن الكريم والذي أسرى الرسول إليه، والمسجد الأقصى الحقيقي الذي ذكر في القرآن يوجد على طريق الطائف، لكن المسجد الموجود في فلسطين لم يكن موجودًا من الأساس في عهد الرسول محمد».

ودلل على ذلك بأنه حين دخل «عمر بن الخطاب» القدس، لم يصل في المسجد الأقصى وإنما صلى في زاوية أخرى بجانب الكنيسة، فكان الأولى في رأي «زيدان» أن يصلي «عمر بن الخطاب» في المسجد هو وجنوده.

ومنذ أشهر، أثار «زيدان» جدلا صاخبا، عندما وصف القائد الإسلامي «صلاح الدين الأيوبي» بأنه واحد من «أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني»، زاعما أنه «لم يحرر القدس بل عقد صلحا مع الصليبيين بعد حروب، انتقاما لشقيقته فقط».

يشار إلى أن «زيدان» يعد واحدا من الروائيين المثيرين للجدل في مصر والعالم الإسلامي، وله الكثير من الآراء المنتقدة للإسلام والشخصيات الإسلامية التاريخية.

  كلمات مفتاحية

خبراء تاريخ يوسف زيدان مصر القدس صلاح الدين الأيوبي (إسرائيل)