شكلت الحكومة العراقية لجانا خاصة للتحقيق في الاتهامات التي وجهها رئيس حكومة إقليم كردستان «نيجيرفان بارزاني»، بوجود «حملات للتعريب» في مناطق محافظة كركوك شمالي العراق، لكن مسؤولين أكرادا شككوا في مصداقية التحقيقات.
ووفقا لمسؤولين أكراد فإن «عمليات التعريب التي تجري في كركوك هي عمليات تهجير منظمة، تنفذها جماعات مرتبطة بأحزاب سياسية، من أحزاب السلطة في البلاد»، حيث تقوم «تلك الجماعات بتهديد العوائل الكردية في كركوك، وتحذيرهم من البقاء في منازلهم».
وقالوا إن «هذه التهديدات تسبّبت بموجة نزوح في عدد من القرى في المحافظة، وسيطرت جهات تابعة لتلك الأحزاب على منازلهم، واشترت عدد من المنازل بشكل رسمي»، وهو ما «تسبب بحالة قلق وخوف في المنطقة».
وقال عضو في مجلس محافظة كركوك فضّل عدم الكشف عن اسمه، السبت، إن «رئيس الحكومة حيدر العبادي وجّه بتشكيل لجان خاصة (أمنية وقضائية) للتحقيق في الحديث عن حملات التعريب في كركوك»، مبينا أن «اللجنة سيتم تشكيلها من أعضاء من المجلس وقادة أمنيين، وقضاة سيرسلون من بغداد، لمتابعة الملف».
وأوضح، أن «اللجنة ستتعامل مع الملف بحذر، وستتابع تفاصيل الموضوع ميدانيا، على أن تنجز التقرير خلال مدة لا تزيد على أسبوعين»، مضيفا أن «اللجنة سترسل تقريرها بعد الانتهاء منه إلى العبادي مباشرة، ليطلّع عليه، ويتخذ ما يلزم تجاهه»، وفق لتصريحاته لـ«العربي الجديد».
وكشف أنه «من المفترض أن يتم تشكيل اللجنة وأن تباشر عملها، قبل نهاية الأسبوع الجاري».
وكان «بارزاني» قد تحدث، قبل يومين، عن وجود عمليات تعريب في محافظة كركوك، محذراً من «خطورة هذه الخطوة على التعايش السلمي فيها».
ويشكك مسؤولون أكراد، بجدية الحكومة العراقية، في التحقيق بهذا الملف، معتبرين أن نتائجها معروفة.
وقال القيادي في حزب بارزاني «ماجد كركوكي»، إن «حملة التعريب هي حملة منظمة في كركوك، وإن جهات سياسية حزبية تديرها»، مضيفا أن «هذه الحملة لا تصب في صالح المحافظة، ويجب على حكومة بغداد منعها بأسرع وقت».
وأعرب عن «عدم ثقته بجدية الحكومة بالتحقيق في هذا الملف، خصوصا وأن اللجنة التي تعتزم تشكيلها لا تضم أي عضو كردي»، مؤكدا أن «نتائج التحقيق في اللجنة واضحة منذ الآن، وستكون غير مطابقة للواقع، ولا تأتي بحلول».
وبلغ الصراع القومي أشده في محافظة كركوك وبلدة الطوز القريبة منها، ذات الأغلبية الكردية، بعد سيطرة القوات العراقية ومليشيات «الحشد الشعبي» عليها، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم تمتع إقليم كردستان بالحكم الذاتي.
