حملة مصرية بعنوان «هنفرح بيكي إمتى؟» لمواجهة ضغوطات المجتمع

السبت 30 ديسمبر 2017 01:12 ص

اختار القائمون على مؤتمر لرائدات وسيدات الأعمال في العاصمة المصرية، القاهرة، تسليط الضوء على مفهوم اجتماعي سلبي، وأطلقوا على المؤتمر وسما حمل سؤالا تقليديا شائعا في المجتمع، وهو «هنفرح بيكي امتى؟ (متى ستتزوجين)»، وهي عبارة توجه للفتيات باعتبار أنه «ينبغي عليهن الزواج».

وبحسب صحيفة «العرب» القطرية، فتحت الحملة التي أطلقت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بوسم «هنفرح بيكي امتى» أو «متى ستتزوجين»، الباب للكثير من الأسئلة، فمع أن الهدف دعم النساء وتشجيعهن على النجاح والسعي وراء أهدافهن، غير أن البعض استغلها فرصة لإثارة قضية العنوسة بأبعادها الاجتماعية المهمة.

وظهر نموذج الإجابة على سؤال «هنفرح بيكي امتى» في فيديو مدته دقيقتين ونصف الدقيقة، تحدثت فيه مجموعة من رائدات الأعمال المصريات عن قصص نجاحهن في عالم ريادة الأعمال، كمثال يحتذى لكل فتاة لديها فكرة تريد تحقيقها وتجعل الجميع يفرح بها، وأكدن أن «الفرح لا يقتصر على الزواج والإنجاب فقط».

من ناحيتها، قالت «مروة حسين»، وهي سيدة أعمال من صعيد مصر، صرحت أن «الهدف من الحملة تحويل السؤال السخيف إلى طاقة إيجابية، فالمجتمع يشعر الفتاة دائما بأنه ينقصها رجل، وتمكين المرأة ومنحها حرية الاختيار هو المخرج من تلك الأفكار والمعتقدات القديمة، فهي لها الحق في تأسيس عمل خاص وأن تصبح سيدة أعمال».

ولفتت أنه «كلما تقدم عمر الفتاة تحولت الكلمات إلى سهام حادة، تحاول الفتيات الهروب منها، وبمجرد القبول بالزواج والسلام، تكتشف فتيات كثيرات، بعد فوات الأوان، أنهن طعن أنفسهن بخنجر».

كما قالت «حنان عبدالظاهر»، وهي سيدة في العقد الرابع، حاصرتها أسئلة حرجة منذ أن كانت في الـ15 من عمرها، وكانت تبتسم لقائلها، لكنها تقول «لكن مع التقدم في العمر بت أتوارى عن أعين السائلات، لأني لم ألحق قطار الزواج مبكرا، وعندما استقلته وأنا في الثلاثين، تزوجت من رجل يكبرني بضعف عمري هربا من العبارات الجارحة».

وأوضحت لـ«العرب» أن أقارب معظم الفتيات في الأحياء الشعبية المصرية، ليست لهم تسلية سوى متابعة أياديهن ورؤية «الدبلة»، وبعدها يبدأ الحديث، «الفتاة التي ترتدي خاتم خطوبة في يدها اليمنى يقولون لها عقبال فرحك، أي إتمام الزواج، ومن ترتديه في يسراها يقولون لها عقبال عوضك: أي ترزقي بمولود، أما صاحبة اليد الخاوية تكون تسليتهم بهنفرح بيكى امتى».

بدوره، قال «حامد عبدالواحد» خبير الطب النفسي، لـ«العرب»، أن هناك فتيات ترددن عليه بسبب تكرار تلك المصطلحات على مسامعهن، والتي تتحول تدريجيا إلى نوع من أنواع الضغوط النفسية الملقاة على عاتق الفتاة، ما يدفعها للقبول بالأمر الواقع وسوء الاختيار، أو الصبر وتحمل عناء المرحلة ونظرات الآخرين، وبعضهن يدخلن مرحلة خطرة من الاكتئاب.

وأشار «عبدالواحد» إلى أن «من يتفوه بتلك العبارات لا يعلم أن نتائجها غير محمودة بالمرة، فهي لا تقل ألما عن التحرش اللفظي، ومخاطرها تكاد تكون أكبر لأنها قد تصل بالفتاة إلى الانتحار».

وأوضح أن «هناك فتيات تغيرت نظرتهن إلى تلك المقولات العقيمة، ولم يرضخن للابتزاز واعترضن عمليا على أفكار المجتمع وطريقته في النظرة إلى الفتيات».

المصدر | الخليج الجديد + العرب

  كلمات مفتاحية

ال واج العنوسة المجتمع ضغط نفسي جهل هنفرح بيكي إمتى سيدات أعمال