تركيا: أفريقيا بحاجة للعدالة وليس لأشكال جديدة من الاستغلال

السبت 30 ديسمبر 2017 02:12 ص

شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن» على احتياج أفريقيا للسلام والعدالة والاستقرار، وليس إلى أشكال جديدة من الاستغلال، لافتا إلى أن القارة السمراء تستحق المعاملة كشريك متساو على الساحة العالمية.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة «ديلي صباح» التركية (خاصة)، اليوم السبت، حول زيارة الرئيس «رجب طيب أردوغان» إلى كل من السودان، وتشاد، وتونس، في جولة أفريقية امتدت بين 24 و27 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال المتحدث باسم الرئاسة، إنه «كما يعمل العالم على إعادة استكشاف أفريقيا، فإن الأخيرة تفتح أبوابها للعالم، وهذا لا بد أن يتجلى في علاقة قائمة على المصلحة المشتركة والثقة والشراكة».

ووصف «قالن» القارة السمراء بأنها «كبيرة حيث لا يوجد نموذج شامل من الشراكة يمكنه إنصاف تنوع القارة الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي».

وأوضح أنه «وفق مبدأ تعدد المستويات في عالم متعدد الأقطاب سعت تركيا إلى التواصل مع أفريقيا خلال العقد الماضي».

ومضى بالقول «الأمم الأفريقية تكافح إرث الاستعمار والحروب الأهلية والإرهاب والفساد ونقص البنى التحتية، علاوة على القضايا الإنمائية والبيئية، وغيرها من التحديات».

لكن في المقابل شدد «قالن» على امتلاك أفريقيا موارد طبيعية غنية، وكثافة سكنية شابة وديناميكية، إضافة إلى توجه انفتاحي على العالم.

كما لفت إلى أنه «منذ إطلاق تركيا سياسة الانفتاح على أفريقيا عام 2005، أولت اهتماما بهذه الديناميكيات، ورأت نتائجها على أرض الواقع».

وحول جولة «أردوغان» الأفريقية، أوضح «قالن» أنها «أول زيارات تركية على المستوى الرئاسي إلى تلك الدول».

وأشار إلى أن «الزيارات التي جرت الأسبوع الماضي ركزت على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية، بالإضافة إلى توقيع عشرات الاتفاقيات في قطاعات متنوعة».

وعن زيارة السودان، قال «قالن» إنها «زيارة لافتة بالفعل، حيث احتفل آلاف الأشخاص بالزيارة، معربين عن أملهم بتوثيق العلاقات مع تركيا».

وبجانب الخرطوم، زار «أردوغان» ميناء السودان، وجزيرة «سواكن» التاريخية التي استخدمت ميناء للحجاج في جميع أنحاء أفريقيا لعدة قرون.

ولفت «قالن» إلى قيام وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» بإحياء مسجدين وبناء ميناء في الجزيرة مع الاستمرار في عدد من المشروعات الجارية.

فيما كشف «قالن» عن أن من بين المشروعات التركية الرئيسية الأخرى في السودان، إطلاق مبادرة زراعية كبيرة.

تشاد وتونس

وفي الشأن ذاته، وصف «قالن» استقبال «أردوغان» في تشاد بأنه «كان واضحا للغاية، حيث التقى نحو 150 رجل أعمال تركيا بنظرائهم في تشاد، لاستكشاف الفرص الاستثمارية».

ورأى متحدث الرئاسة أن «تشاد واحدة من أشد البلدان فقرا في العالم، وتحتاج إلى مساعدة بناءة ومستدامة على مختلف المستويات».

وفيما يخص تونس، سلط «قالن» الضوء في مقاله على «تناول الأعمال الرسمية العلاقات الاقتصادية الثنائية والقضايا السياسية الإقليمية، بما فيها قضية القدس والعلاقة بين قطر ودول الخليج الأخرى».

وأوضح أن «تركيا وتونس أكدتا من جديد خلال الزيارة شراكتهما بشأن هذه المشاكل الإقليمية وغيرها».

ووقفت تركيا مع تونس منذ بداية الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس «زين العابدين بن علي» في 2011، من خلال توفير خطوط الائتمان، وتدريب أفراد الأمن، وتوفير المعدات، بحسب «قالن».

وفيما يتعلق بالتزام تركيا مع الصومال، اعتبر «قالن» أن «نموذج التنمية التركي من أجل الصومال ساهم بشكل فاعل في جهود الأخيرة من أجل وقف العنف، وإحلال درجة معينة من النظام والتمثيل السياسي والازدهار».

وتابع: «استثمرت الحكومة التركية ومنظمات المجتمع المدني بشكل مكثف في الصومال، لدفع الصوماليين إلى الوقوف على أقدامهم أكثر من إيجاد أشكال جديدة من الخضوع والاستغلال».

وعلى الصعيد الدبلوماسي، نبه «قالن» إلى أن «تركيا زادت من عدد سفاراتها لدى أفريقيا على مدار العقد الماضي من 12 سفارة إلى 39، على أن يرتفع الرقم إلى 41 سفارة خلال عام 2018».

كما ذكر أن «تركيا رفعت مستوى تجارتها مع أفريقيا إلى خمسة أو ستة أضعاف، علاوة على إجراء أردوغان زيارات إلى 24 دولة أفريقية على مدى السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى عقد قمتين تركية ـ أفريقية».

وشدد «قالن» على «عدم وجود أي سبب لا يجعل السنوات المقبلة أفضل على الاقتصاد الأفريقي مقارنة بسابقاتها».

وأردف: «فيما يتجه مركز الثقل في الاقتصاد العالمي نحو العالم غير الغربي، فهذا قد يؤدي إلى انبثاق فرص جديدة للأمم الأفريقية لإحداث تنوع في اقتصادها».

وأضاف: «التجارة العالمية والاستثمار يمكنهما العمل لمصلحة الدول الأفريقية في حال تم وضع الأولويات الوطنية في مسارها الصحيح، وتلاها الإصرار والعزم».

وعلى صعيد آخر، شدد «قالن» على «الدور الإيجابي الذي لعبته الدول الأفريقية خلال التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفض القرار الأمريكي الأحادي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري».

ولفت إلى أن «الأمر لم يكن مفاجئا، فالدول الأفريقية هي الأنسب لفهم معاناة الشعب الفلسطيني، لأنها نفسها ضحية الاستعمار، والاحتلال، والفصل العنصري، والعقاب الجماعي على مدى القرون الماضية».

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الافريقية إبراهيم قالن جولة أفريقية القارة السمراء أردوغان

23.7 مليار دولار.. حجم التجارة بين تركيا وإفريقيا خلال 2018