إيران تلوح بـ«العصا والجزرة» للمحتجين.. وناشطون: «الموت للديكتاتور خامنئي»

الاثنين 1 يناير 2018 07:01 ص

توعدت إيران المتظاهرين الذين اتسعت احتجاجاتهم لتطال نحو 70 مدينة ومنطقة، مرددين هتافات «الموت للديكتاتور خامنئي».

وتواصلت مساء أمس، الاحتجاجات في إيران لليوم الرابع على التوالي، مسجلة صدامات بين المتظاهرين وقوى الأمن في وسط طهران مع اتساع التظاهرات لتشمل نحو 70 مدينة ومنطقة.

وعمدت السلطات إلى إغلاق شبكات للتواصل الاجتماعي وقطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة، إضافة إلى شن حملة اعتقالات استهدفت العشرات، في محاولة لتهدئة التظاهرات وذلك في أعقاب مقتل شخصين خلالها.

وبعد انتقادات شعبية لصمت الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، نشرت وسائل إعلام حكومية، أمس، تصريحات أدلى بها في جلسة طارئة عقدتها الحكومة، دعا فيها المحتجين إلى «الابتعاد عن العنف وتخريب الممتلكات العامة»، مطالبا، في الوقت نفسه، أجهزة الأمن «بضبط النفس»، كما أقر بوجود مشكلات اقتصادية.

وقال «روحاني»، إن الشعب يطالب بحل المشكلات الاقتصادية والشفافية وقلع الفساد من جذوره، مطالبا بمصارحة الإيرانيين بوجود المشكلات دون توقف.

ومد «روحاني» يده إلى الشباب لإيجاد حلول للمشكلات، بحسب قوله.

ونقلت عنه الإذاعة الإيرانية قوله ردا على الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إن «الذين ينعتون الإيرانيين بالإرهابيين لا يستحقون أي تعاطف من جانبنا».

العصا والجزرة

واستخدمت السلطات سياسة «العصا والجزرة» في محاولة لاستعادة المبادرة في الشارع، إذ توعدت المتظاهرين بـ«ثمن باهظ» لمشاركتهم في ما اعتبرته مؤامرة أجنبية مناهضة للنظام، وعمدت في الوقت ذاته إلى تلبية بعض المطالب الشعبية، مثل التراجع عن خطة لرفع أسعار الوقود، ووعدت بزيادة معونات نقدية للأكثر حاجة، وتوفير مزيد من الوظائف.

كما فرضت السلطات قيودا على الإنترنت أمس في إيران، وحجبت تطبيقي «إنستجرام» و«تليجرام» بشكل مؤقت، وفق مصدر حكومي.

وذكر المصدر لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن القرار صدر من مجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، بتوقيف تلك الخدمات بشكل مؤقت.

ونقل تلفزيون الدولة أن ذلك «للحفاظ على الأمن والسلام للمواطنين».

وقال «محمد باقر نوبخت» الناطق باسم الحكومة: «نتوقع توفير 830 ألف وظيفة على الأقل في العام الجديد»، بينما يصل عدد العاطلين من العمل إلى حوالى 3.2 مليون شخص.

وعادت وسائل الإعلام إلى فرض تعتيم على أخبار التظاهرات، فيما تجمع مئات الطلاب الأصوليين في جامعة طهران دعما للحكومة، ونددوا كذلك بـ«الفساد وغلاء المعيشة».

وصرح وزير الداخلية «عبدالرضى رحماني فضلي» عبر التلفزيون، بأن «الذين يبادرون إلى هدم الممتلكات العامة وإثارة الفوضى وانعدام القانون والمساس بأمن الشعب، مسؤولون أمام القانون عن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا ثمن هذا السلوك»، مؤكدا: «سنتحرك ضد أعمال العنف والذين يثيرون الخوف والرعب».

وزاد: «في كل مرة كانوا أقل من ألف شخص»، مشيرا إلى أنهم اغتنموا «الانضباط» لدى قوات الأمن. وميز «فضلي» بين «الذين لديهم مطالب مشروعة» و «المعادين للثورة».

وغداة مقتل متظاهرين في صدامات في مدينة دورود (غرب)، اتهم نائب حاكم محافظة لورستان «حبيب الله خوجاستهبور» من أسماهم «مجموعات معادية وأجهزة استخبارات أجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات».

وأكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين، قائلا: «كان هدفنا وضع حد سلمي للتظاهرات لكن وجود بعض الأشخاص والمجموعات أدى إلى وقوع الحادث ومقتل شخصين».

ونشر «الحرس الثوري» على تطبيق «تلجرام»، أن «أشخاصا يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائيا على المواطنين».

اتساع المظاهرات

وتناقل ناشطون مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمتظاهرين في مختلف المدن يرددون فيها شعار «الموت للديكتاتور»، وشعارات أخرى ضد سلوك إيران الإقليمي.

وانضمت مدن في شمال غربي إيران وجنوب شرقها إلى الاحتجاجات التي انتقلت من مراكز المحافظات إلى المدن الصغيرة التي تعاني الفقر والتهميش.

وشهدت كرمانشاه، ذات الأغلبية الكردية، مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فيما ردد محتجون في ميناء تشابهار، ذي الأغلبية البلوشية، هتافات يصفون أنفسهم فيها بـ«الفيالق التي نزلت إلى الشارع ضد المرشد علي خامنئي»، وأخرى تقول: «الموت لروحاني».

كما أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في تويسركان بمحافظة همدان غرب البلاد.

وتداول ناشطون أيضا عبر موقع «تويتر»، مقاطع فيديو تظهر محتجين في مدينة بأنه في إقليم كردستان، ألقوا حجارة في اتجاه مبانٍ حكومية وأشعلوا إطارات سيارات ورددوا هتافات ضد النظام.

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق متظاهرين تجمعوا في ميدان فردوسي وسط طهران، كما أظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل الإعلام الاجتماعية.

وأظهر فيديو اشتباكا بين المتظاهرين والشرطة في مدينة خورمداره فى مقاطعة زنجان شمال غربي البلاد، كما وردت تقارير عن احتجاجات في مدينتي سنندج وكرمانشاه غرب إيران.

وأشارت التقارير إلى تظاهرة كبيرة في كرمانشاه التي اشتهرت في اليوم الثاني والثالث من الانتفاضة بخروج محتجين في تظاهرات عارمة، مرددين شعارات ضد مرشد الجمهورية الإسلامية علي «خامنئي» ورموز النظام.

كما أظهر فيديو آخر، حرق المتظاهرين لمقر منظمة التبليغ الإسلامية التابعة للمرشد في مدينة تاكستان.

وسادت حال ترقب لموقف الأقليات العرقية في البلاد، خصوصا في أذربيجان ومناطق أخرى تعتبر «خزان بارود»، فيما امتدت الاحتجاجات إلى منطقة كردستان غرب البلاد أمس.

وطالب الثوار في داخل إيران، منظمة «مجاهدي خلق»، بالتزام الصمت، وألا تتدخل المنظمة بثورة المظلومين والمهمشين، لأن «الثورة غير مسيسة، وغير مؤدلجة لأي تيار سياسي أو فكري أو ديني في إيران».

وخرجت المظاهرات المناوئة للحكومة في إيران، بسبب «ارتفاع الأسعار والفساد»، وذلك رغم تحذيرات السلطات.

وبينما خرجت التظاهرات لأسباب داخلية أساسا، امتدت احتجاجات الإيرانيين إلى انتقاد السياسة الخارجية لبلادهم وخوضها معارك في المنطقة؛ ما أدى لتفاقم الأوضاع الاقتصادية؛ وانعكس ذلك في هتافات لهم من قبيل: «لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران».

وجاءت الاحتجاجات بعد نحو 3 أسابيع على تقديم «روحاني» ميزانية العام المقبل بقيمة 104 مليارات دولار، لكن الحكومة أعلنت عزمها رفع أسعار الوقود والخدمات والضرائب.

وخلال الأيام الماضية انتقدت الصحف الاقتصادية الإيرانية سياسة حكومة «روحاني» في توزيع الميزانية.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من نقص في الاستثمارات ونسبة بطالة تبلغ 12%، حسب الأرقام الرسمية، علما أن بعض المحللين يقدرون أن تكون أعلى من الواقع.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العصا والجزرة إيران مظاهرات خامنئي أزمات اقتصادية حرق مصادمات