مجلة أمريكية: «بن سلمان» فشل في استهداف إيران و«الإخوان»

الاثنين 1 يناير 2018 12:01 م

«تجميع العرب ضد إيران والإخوان».. هكذا وصفت مجلة «أويل برايس» الاقتصادية الأمريكية، السياسات الخارجية السعودية في عام 2017، لافتة إلى أن هذه السياسات فشلت فشلا ذريعا، ولا تزال تواجه مخاطر.

ولفتت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، الأحد، إلى أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، هو «المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية السعودية، التي كان هدفها الرئيسي توطيد قوي للمخيم العربي ضد كل من إيران وجماعة الإخوان المسلمين».

وأشارت إلى أن كافة القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية السعودية، بدءا من استمرار التدخل العسكري في اليمن، ومقاطعة قطر، والضغط على الحكومة اللبنانية، كان يهدف لهذين الطريقين.

وتابعت: «هذه القرارات أثبتت نتائج عكسية على المملكة»، في إشارة إلى فشل الدبلوماسية السعودية خلال العام الماضي.

وقالت المجلة إن استمرار هذه السياسة التي وصفتها بأنها «غير مستنيرة»، لا يفضي إلى استقرار الشرق الأوسط، ولا إلى الموقف السعودي والقدرة على تشكيل تحالفات.

وأرجعت المجلة، القرارت السعودية هذه إلى سببين رئيسيين، أولهما، تغييرات قيادة البلاد وإحكام «بن سلمان» سيطرته على اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والعسكري، في إطار محاولاته للتويج بكرسي الملك.

أما السبب الثاني، بحسب المجلة، هو الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات أساسية داخلية، في ظل رغبة سعودية بإعادة بناء جذرية للبلاد حتى تحتفظ على الأقل بمستوى التنمية الحالي.

وأشارت «أويل برايس»، إلى أن أولوية التغيرات عند «بن سلمان»، هي محاولة إضعاف إيران ونفوذها من خلال القوة وتعزيز المملكة كقوة عظمى إقليمية، وتوطيد التحالف السعودي مع الدول العربية الأخرى و(إسرائيل).

فشل خارجي

ولفتت إلى أن هذا تجسد في زيادة النشاط السعودي في الحرب باليمن، فضلا عن تصرفاتها تجاه قطر ولبنان.

وعن الحرب في اليمن، قالت المجلة، إن الهدف من الحرب كان الهزيمة السريعة لـ«الحوثيين» وهو ما لم يتحقق بعد، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية بالجارة الجنوبية للسعودية نتيجة القصف المتواصل.

ووصفت المجلة، مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، لقطر، بدعوى دعم الإرهاب، بأنه «تحرك سياسي فاشل»، لا يقل عن فشل السعودية في اليمن.

وبررت حديثها بالقول: «عززت قطر التعاون مع إيران وتركيا، وأثبتت أنه على الرغم من صعوبات الحصار، إلا أنها يمكن أن تستمر في العمل بشكل طبيعي».

وعن الأزمة اللبنانية، قالت المجلة إن السعودية واجهت فضيحة دبلوماسية إقليمية، عقب احتجاز رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، في محاولة للضغط على إيران بإجباره على تقديم استقالته، قبل أن يوفر الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» للسعوديين مخرجا، ويستقبله في باريس، قبل أن يعود إلى لبنان، ويتراجع عن استقالته، دون أن يتأثر موقف «حزب الله» المدعوم من إيران.

وأضافت المجلة، إنه لا تزال جماعة «الإخوان المسلمون»، التي تتبنى نموذجا فريدا من الجمهوريات الدينية، في صراع سياسي مع السعودية الوهابية.

ثلاثة مخاطر

وحدد تقرير المجلة، كذلك، ما وصفها بالمخاطر الثلاثة على السياسة السعودية الجديدة خلال عام 2018، والتي كان أولها الحلف الأوروبي الأمريكي، الذي يمكن أن يكون بمثابة خطر بالغ على الشرق الأوسط، «لأن لكل من الأطراف المشاركة في الحلف وجهة نظر مختلفة عن التهديدات في الشرق الأوسط».

وقالت المجلة إن الولايات المتحدة و«الاتحاد الأوروبي»، ينظرون إلى الحرب على الإرهاب، بأنها تركز على ملاحقة الأفكار الجهادية والإرهاب، ولكن بالنسبة للسعودية، فهي ترى أن التهديد يتركز تقريبا على التأثير الإيراني.

وزعم التقرير أن السعودية لا تظهر حرصا مماثلا على مكافحة التطرف بنفس الصورة التي ترغب بها الولايات المتحدة وأوروبا.

أما الخطر الثاني، فهو فشل القرارات والمبادرات الرئيسية لـ«بن سلمان»، «فلم تتمكن السعودية بعد من توطيد التحالف العربي، وفشلت كافة محاولاتها لتصعيد المواجهة مع قطر ولبنان وإيران، وزاد عدد أعدائها بصورة كبيرة، خاصة مع استمرار الحرب في اليمن».

وعن التحالف السعودي الإسرائيلي، قالت المجلة إنه «لا يمكن أن يوصف بالشراكة، لأنه تحالف غير موحد وغير منسق، وهدفه الوحيد هو مواجهة الشيعة والإخوان المسلمين في المنطقة».

ولفتت إلى أن القيادة السعودية جريئة في القرارات، التي يمكن أن تكسب دعما داخليا وخارجيا، لكنها لا تحاول تغيير النبرة مع (إسرائيل)، بسبب المشاعر المعادية لـ(تل أبيب) بقوة في المملكة والدول العربية.

وجاءت التحديات الداخلية، كخطر ثالث، بحسب المجلة الأمريكية، مشيرة إلى اتخاذ ولي العهد السعودي، عدد من القرارات الجريئة، التي يمكن أن تتسبب في زعزعة الاستقرار في البلاد.

وأضافت: «قرارات وإجراءات وسياسات بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن سلمان سياسة خارجية السعودية إيران الإخوان الفشل إسرائيل مخاطر تحديات