«قذاف الدم»: «سيف الإسلام» الأوفر حظا للفوز برئاسة ليبيا

الاثنين 1 يناير 2018 07:01 ص

توقع المسؤول الليبي السابق «أحمد قذاف الدم» أن يكون «سيف الإسلام القذافي» نجل الرئيس الليبي الراحل «معمر القذافي»، الأوفر حظا لقيادة ليبيا في حال إجراء انتخابات نزيهة، مشيرا إلى أن مئات «الدواعش» يصلون إلى ليبيا يوميا.

وشدد «قذاف الدم» وهو ابن عم «القذافي»، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، على أن هذا لن يكون معتمدا على قوة العائلة والتحالفات، وإنما لأن الليبيين سئموا من فشل القيادات التي تناوبت السلطة منذ سقوط «القذافي».

وقال إن نفوذ «خليفة حفتر»، قائد القوات الموالية لمجلس النواب، «قاصر على المنطقة الشرقية، أما في المنطقة الغربية والجنوبية فنعتقد أنه لا يملك هناك الكثير، والحديث عن تعويل على دعم خارجي لا يجدي لأن الليبيين يعدون هذا تدخلا بشؤونهم».

واستبعد ما يتردد عن حدوث صفقة بين الأمم المتحدة و«حفتر» جرى بمقتضاها دفع الأخير للموافقة على إجراء الانتخابات، مقابل استبعاد أي شخصية لا يرضى عنها من الترشح للرئاسة، كما استبعد أيضا أن يحسم «حفتر» الأمر بطريقة عسكرية إذا ما فشل الخيار السياسي، وقال إنه يعتقد أن الأخير «لا يملك القوة العسكرية الكافية لذلك».

وأبدى «قذاف الدم» (65 عاما) انتقادا واعتراضا كبيرين لتصريحات المبعوث الأممي لليبيا «غسان سلامة» الأخيرة بشأن رفض الحوار مع «سيف الإسلام» لكونه مطلوبا دوليا، واعتبر أن هذا «نوع من الإخلال بالعدالة».

وأردف: «الليبيون هم من طرحوا احتمالية ترشح سيف الإسلام، لشعورهم بأنه قد يكون الحل للنجاة من الفوضى… أما هو فلم يتحدث بنفسه، باعتقادي إذا رأى أن المناخ ملائم سيترشح، وحينها لن يحصل فقط على أصواتنا من مؤيدي نظام القذافي وإنما أيضا على أصوات قطاع كبير من الليبيين ممن سئموا كل الوجوه السياسية التي مرت على البلاد منذ 2011 وساهمت في تدهور أوضاعها… ونحن وهؤلاء نشكل 70% تقريبا من الشعب: أي أغلبية».

أما فيما يتعلق بحظوظ شخصيات أخرى كرئيس الوزراء السابق «محمود جبريل» ورئيس المجلس الرئاسي «فايز السراج»، فقد قال «قذاف الدم»: «الصندوق هو الحكم بين الجميع… ولكننا نتعجب من وجوه تعاملت مع ليبيا كحقل تجارب ورغم فشلها فإنها لم تتوار، وإنما ترغب بالعودة للسلطة، أما السراج فهو بوضعية صعبة بعد انتهاء المدى الزمنى لما يعرف باتفاق الصخيرات… ونعتقد أنه قد لا يفكر بالاستمرار».

ورهن «قذاف الدم» قدرة المبعوث الأممي على تنفيذ خطته بتنظيم الانتخابات بوجود إرادة دولية تسعى فعليا لاستقرار ليبيا، مشيرا إلى أن ضعف الإقبال على التسجيل بمفوضية الناخبين ليس ناجما عن مخاوف من الأوضاع الأمنية المضطربة بقدر ما يعكس عدم ثقة الليبيين بالغرب والأمم المتحدة.

وقال: «المبعوثون قبل سلامة هدفوا لإدارة الصراع لا إنهائه… الحلول كانت كثيرة أمامهم كالعمل على توحيد القوات المسلحة ودعمها، أو كف يد دول كقطر والسودان وتركيا عن تأجيج الصراع بكل وسيلة، وفي مقدمتها العمل على إعادة شرعنة جماعات الإسلام السياسي بإشراكها في الصخيرات وغيرها رغم فشلهم في آخر انتخابات تشريعية».

وألمح إلى وجود مؤامرات خارجية لإبقاء البلاد منقسمة كما هي الآن، وقال مستنكرا: «يتم يوميا نقل المئات من عناصر تنظيم داعش ممن فروا من سوريا والعراق بعد تآكل تنظيمهم هناك إلى ليبيا، وتحديدا بالمناطق الحدودية مع تونس، ما الهدف من ذلك؟ هل يهدفون بذلك إلى استقرار ليبيا أم وصمها بالتطرف ثم إعلان تحالف عسكري دولي لتحريرها من قبضة الدواعش، وما يبتع ذلك من استمرار استنزاف الثروات وإعادة خريطة تقاسم النفوذ والقواعد العسكرية؟».

وأضاف: «يريدون قاعدة بالساحل لتأمين جنوب المتوسط ضد الهجرة غير الشرعية وأخرى بالجنوب لمراقبة دول جنوب الصحراء، وثالثة لاستهداف ومعاقبة أي دولة جوار ليبي ترفض السير في فلك سياسات تلك القوى الدولية كمصر وتونس أو الجزائر بعمليات إرهابية ينفذها الدواعش».

وتابع: «ليبيا لم يعد لديها ما تخسره، فهي منهارة بالأساس، وأقول للغرب إن الإرهاب الذي دربه بالأساس في لييببا ثم نقله لسوريا والعراق واليوم يعيده مجددا إلى ليبيا لا أمان له ويصعب السيطرة عليه، وها هو قد وصل إليكم بعقر دياركم ولن يتوقف».

يذكر أن «القذافي»، بعد حكمه ليبيا أكثر من 40 سنة قتل في سرت (مسقط رأسه) عن عمر يناهز 69 سنة في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، بعد إعدامه من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت من خلال اكتشاف حفرة كان يختبأ بها.

ومنذ سقوط نظام «معمر القذافي» في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي ومقرها في طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها الجنرال «خليفة حفتر» المدعوم من مصر والإمارات.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

سيف الإسلام ليبيا قذاف الدم انتخابات