«خاشقجي»: التقيت «بن سلمان» مع 30 مثقفا.. اثنان منهم بالمعتقل الآن

الاثنين 1 يناير 2018 08:01 ص

أكد الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، أنه التقى ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، مرة واحدة منتصف 2016 عندما أعلن عن رؤية 2030.

وحول اللقاء، قال «خاشقجي»: «كنا نحو 30 مثقفا وصحفيا وشيخا من مشارب شتى، بعضهم ما كانوا ليلتقوا في مكان واحد، من المفارقة أن اثنين منهم في المعتقل حاليا، على الأقل عصام الزامل في المعتقل، وخالد العلكمي، وكان يجلس بجواري، اختفى ولم نسمع عنه منذ أشهر».

وأضاف «خاشقجي»، خلال حوار له مع «ساسة بوست»، أن اللقاء كان «ممتعا، أخذت انطباعا جيدا عن سموُّه: ذكي، ومتحدث، ومتمكن، ويمتلك ملكة الخطاب، يسترسل بدون ورقة، أو حتى رؤوس أقلام، كل من التقاه أخذ انطباعًا جيدًا عنه، وتفاءل أنّ السعودية على الطريق الصحيح، لقد نفض حالة الجمود والتكلس والبطء في الإصلاحات، واندفع يفعل الشيء الصحيح».

وتابع: «بالرغم من أنني حر مستقل، وأقيم بعيدا عن وطني، وأشعر دومًا بالألم لذلك، ويحسبني البعض معارضًا، ولست معارضًا، فإنني لن أتردَّد في القول أنَّه يفعل الشيء الصحيح، ولكنِّي سأضيف بالطريقة الخطأ، وأقصد بالخطأ هنا: التفرُّد بالقرار وتكميم الأفواه».

وأشار إلى أن «السعودية تمر بأخطر تحولاتها، ربما هذه فرصتنا الأخيرة للنهضة، إن لم تكن الرمية صحيحة، فقد لا نحصل على فرصة أخرى، لذلك فهو بحاجة إلى الناصح الصادق، حتى لو كان ناقدا أكثر من الموالي الذي يسمع ويطيع، ولا يفتأ يقول له: أحسنت وأصبت يا سمو الأمير».

واستبعد «خاشقجي»، حدوث أي انشقاقات داخل الأسرة الحكامة بالسعودية، قائلا «أستبعد تماما أي انشقاقات أو إجراءات عزل، أقوى شرعية بيد الأمير هو مبدأ ولي الأمر، والملك سلمان يستمتع بذلك، وأبناء الأسرة المالكة والجيش والأمن يدينون له بالولاء استنادًا على هذا المبدأ، وسمو ولي العهد يستمد قوته من تكليف والده الملك، مسألة الملك وولاية العهد حسمت في السعودية، ولا يوجد من يعارضها، أو لنقل من يستطيع داخل الأسرة أن يعارضها».

وأكد أن العلاقة الوثيقة التي جمعته بالأمير «الوليد بن طلال» و«عصام الزامل» لا تتسبب له في مشاكل، مضيفا «لا علاقة للوليد أو عصام بما قررت، اخترت الابتعاد للولايات المتحدة طلبًا للسلامة، وكي أستعيد حريتي ككاتب، وهو ما أفعله الآن، مجرد صحفي وكاتب حر مستقل».

وكشف أن آخر حوار دار بينه وبين «بن طلال» قبل اعتقاله ببضعة أيام، «نصحني بالعودة والمشاركة في بناء الدولة السعودية الرابعة تحت قيادة أخي الأمير محمد بن سلمان»، حسب تعبيره، «الوليد بن طلال» كان مؤيدا للأمير وإصلاحاته بقوة.

وشدد: «أنا لم أكن مقربا من الأسرة الحاكمة ولست بالمعارض، كلها توصيفات غير صحيحة، كنت مقربا بقدر ما كان عشرات الصحفيين السعوديين الذين يلتقون القيادة والمسؤولين في مناسبات رسمية أو غير رسمية، بل إنني منذ كررت موقفي المؤيد للربيع العربي، ودعوتي المملكة إلى تبنيه لا مواجهته؛ أخذت أفقد القليل من الحظوة التي استمتعت بها يوما، حتى بلغت حد القطيعة، التي انتهت إلى إصدار ذلك البيان من الخارجية بتوجيه من الديوان، ثم منعي من الكتابة والحديث».

وتابع: «حاليا لا أرى نفسي معارضا، ولا أريد أن أكون كذلك، أنا مؤمن بالنظام والدولة، وأدافع عنهما، ولكنِّي ناصح أرجو أن يكون أمينًا، كاتب حر مستقل يتمنَّى لو كان قادرًا على ممارسة حريته في النقد والنصح داخل وطنه، دون أن يتعرَّض لمنعٍ أو تهديدٍ أو اعتقال، ولكن للأسف لا أستطيع فعل ذلك، إلا خارج الوطن، أعتقد أن هذا المزاج غير المتسامح مع الرأي الآخر، مزاج عابر، ولا يتفق مع طبيعة المملكة».

وأكد أن «المقربون جدا من النظام، أغلبهم مزايدون، وصفتهم غير مرة بالوطنجية، يريدونني معارضا، أو يريدون وصمي بذلك، ولن يجرُّوني لذلك».

السعودية وحركة «حماس»

وتحدث «خاشقجي»، عن بداية ولاية الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وسعي المملكة لمد قنوات الاتصال مع حركة «حماس» الفلسطينية عبر استقبال رئيسها آنذاك، «خالد مشعل»، مؤكدا أنها «كانت عابرة جدا وسريعة، لم تستقر كسياسة».

وأضاف: «كانت محاولة ضعيفة لإعادة النظر في سياسة معادية للإسلاميين والربيع العربي تشكلت قبل، وتنمرت بعد نجاح الانقلاب بمصر، والذي شكل تلك السياسة، كان يفخر حتى أمام السفراء الغربيين أنّه أسقط مرسي، يرى ذلك إنجازا».

وأردف: «حاولت بمقالات عدة أن أشجع تبني المملكة سياسة مغايرة أراها أكثر فائدة لها، ربما ساهمت بمقالاتي تلك بإعطاء صورة متفائلة لم تكن موجودة أو لم تتحقق للأسف، النتيجة هي هذه الإخفاقات التي نعيشها اليوم».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية حماس محمد بن سلمان الوليد بن طلال