«عشقي»: لا دخل للسعودية باحتجاجات إيران لكنها سعيدة بها

الثلاثاء 2 يناير 2018 05:01 ص

رفض المستشار السابق للحكومة السعودية، اللواء المتقاعد «أنور عشقي»، الزج باسم بلاده في الاحتجاجات التي تتشهدها المدن الإيرانية، منذ أيام، بيد أنه كشف عن ارتياح المملكة لهذه المظاهرات، ورجح عزمها مساعدة أي نظام قد يخلف النظام الإيراني الحالي حال سقوطه.

وفي حوار مع وكالة «سبوتينك» الروسية، قال «عشقي»، القريب من دوائر صنع القرار في الرياض، إن «السعودية لا يمكن أن تضع نفسها في مقام المحرك لهذه الأمور».

وأضاف: «الشعب في إيران لا يمكن أن يُثار من الخارج».

ولفت «عشقي» إلى أن «الثورة اندلعت في مدينة مشهد أولا، وعمت غالبية المدن الإيرانية فيما بعد. من المؤكد أن هناك من يحركها، إذا كانت دول أو تنظيمات، لكن ما ظهر حاليا أن قيادات هذه الثورة مخفية، ولذلك لم تستطع السلطات الحاكمة إخمادها، رغم تعاملها معها بعنف».

وتابع: «النظام في طهران لا يعلم كيف يتعامل مع هذه الأوضاع».

وتشهد إيران، منذ الخميس الماضي، مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، وامتدت لاحقًا لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

ارتياح سعودي

وقال «عشقي»، الذي يشغل رئاسة مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، إنه في ظل ما وصفها بـ«الأوضاع المعيشية المزرية، خرج الشعب (الإيراني) للمطالبة بتغيير حاكميه».

وأضاف: «الشعب لم يخرج لتحقيق بعض المطالب الاجتماعية والاقتصادية، ولكن لتغيير النظام، وخاصة بعد مهاجمة المتظاهرين المرشد الأعلى علي خامنئي بشخصه».

وبينما خرجت التظاهرات لأسباب داخلية أساسا، امتدت احتجاجات الإيرانيين إلى انتقاد السياسة الخارجية لبلادهم وخوضها معارك في المنطقة؛ ما أدى لتفاقم الأوضاع الاقتصادية؛ وانعكس ذلك في هتافات لهم من قبيل: «لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران».

في المقابل، لم ينف «عشقي» ارتياح بلاده مما يحدث في إيران، وقال: «أعتقد أن النظام الحالي في طهران، الذي جاء من خلال التظاهرات، سيذهب عبر المظاهرات أيضا».

وأضاف: «النظام جاء من العاصمة الفرنسية باريس وينتهي في باريس تحديدا، والمعارضة الإيرانية كلها موجودة في باريس»، معتبراً أنه «حال سقط النظام، فإن المملكة لن تتأخر بمساعدة أي حكومة رشيدة تأتي إلى طهران».

وشبه الخبير السعودي الوضع الحالي في إيران بالأوضاع التي سبقت انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في تسعينيات القرن الماضي، من حيث انعدام الأمن وانتشار البطالة وتحول الدولة إلى بازار كبير.

جاءت تصريحات «عشقي» عقب تلميح الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، الإثنين، إلى تورط ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في التحريض على تلك الاحتجاجات.

في الوقت الذي اتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال «علي شمخاني»، صراحة، السعودية بتوظيف كل إمكانياتها ضد إيران، وقال إن «السعودية تنفق الأموال وأنشأت أجهزة ووظفت خبراء ووجهتهم ضمن خطة سياسية ضد إيران».

وفي وقت سابق الثلاثاء، تسبب المستشار بالديوان الملكي السعودي «سعود القحطاني»، في توريط «بن سلمان» في الاحتجاجات التي تشهدها إيران، عندما أعاد نشر مقطع فيديو على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، للأمير «بن سلمان»، كان يقول فيه: «نعلم أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، وسننقل المعركة إلى إيران».

وجاءت الاحتجاجات الإيرانية، بعد نحو 3 أسابيع على تقديم «روحاني» ميزانية العام المقبل بقيمة 104 مليارات دولار، لكن الحكومة أعلنت عزمها رفع أسعار الوقود والخدمات والضرائب.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من نقص في الاستثمارات ونسبة بطالة تبلغ 12%، حسب الأرقام الرسمية، علما أن بعض المحللين يقدرون أن تكون أعلى من الواقع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران أنور عشقي مظاهرات بن سلمان